”زعزوع” وزير سياحة الإخوان.. والمرشح في حكومة الببلاوي
القاهرة " المسلة " … أعلن حازم الببلاوي رئيس الوزراء المكلف أنه استقر على 90 في المئة من تشكيل الحكومة الجديدة التي ستدير المرحلة الانتقالية في البلاد، كما أعلن أن الحكومة الجديدة ستضم بعض الوجوه من الحكومة السابقة. ومن أبرز الوزراء المرشحين للبقاء في الحكومة الجديدة وزير السياحة هشام زعزوع، الذي وصفه عدد من العاملين بقطاع السياحة بأنه ”وزير نشيط” حاول طيلة فترة عمله في الحكومة السابقة –حكومة هشام قنديل- تنشيط قطاع السياحة واستعادة معدلات النمو في هذا القطاع لما كانت عليه قبل ثورة 25 يناير 2011.
تاريخه وخبراته :
حصل محمد هشام عباس زعزوع على بكالوريوس التجارة من جامعة عين شمس عام 1976، وبعد تخرجه عمل لفترة في قطاع البنوك، إلا أنه سريعاً ما تركه واتجه إلى العمل في السياحة. واتجه ”زعزوع” للعمل في قطاع السياحة منذ عام 1980، حيث بدأ مسيرته في قطاع السياحة مديراً لإحدى شركات السياحة بالولايات المتحدة الأمريكية ثم انتقل إلى فرع الشركة بالقاهرة، ويتردد أن هذه الشركة الأمريكية شارك في تأسيسها ”زعزوع” وساهمت في تلك الفترة في زيادة تدفقات السياحة الأمريكية إلى مصر.
كما عمل في عدد من المؤسسات السياحية التابعة للقطاع العام، وفي عام 2004 عُين هشام زعزوع مديراً للاتحاد المصري للغرف السياحية، ثم تم اختياره ليكون معاوناً لوزير السياحة –زهير جرانة- عام 2007. ومع نهاية عام 2007 وقع الاختيار على زعزوع ليتولى منصب مساعد وزير السياحة واستمر في هذا المنصب حتي عام 2011 كمساعد لوزير السياحة –منير فخري عبد النور- في حكومات ما بعد الثورة.
وفي عام 2008 حصل على شهادة (ppp) وهي شهادة تخصصية بين القطاع العام والخاص وحصل عليها من جامعة هارفارد الأمريكية، ودرس في منظمة السياحة العالمية عدة دراسات عن السياحة الدولية وحضر العديد من المؤتمرات السياحة التي تقام في العديد من دول العالم لدعم وتنشيط السياحة. وخلال هذه الفترة تم اختيار ”زعزوع” لعضوية مجالس إدارات عدد من الهيئات والمؤسسات السياحية منها الاتحاد المصري للغرف السياحية، وهيئة التنمية السياحية، ومنظمات السياحة العالمية والعربية. وفي أغسطس 2012 تولى ”زعزوع” وزارة السياحة وبدأ في عمله كوزير للسياحة.
حكومة قنديل :
اختيار زعزوع لتولي حقيبة السياحة في الحكومة السابقة لم يكن مقبولاً لدى البعض، نظراً لكونه أحد أعمدة وزارة السياحة في حكومة الدكتور أحمد نظيف –أخر حكومة قبل ثورة 25 يناير 2011-، ولكن العاملين في قطاع السياحة كانوا يرونه اختيارا جيدا، لأنه يعرف جميع التفاصيل المتعلقة بهذا القطاع وكيفية تشغيله والصعود بالمعدلات لما كانت عليه قبل الثورة.
وقد شهد قطاع السياحة على مدار نحو 3 سنوات منذ قيام ثورة يناير تدهوراً حاداً، حيث انخفضت أعداد السياح الوافدين إلى مصر بحوالي 22 في المئة وتراجعت وارداته بنسبة قدرها البعض بحوالي 25 في المئة، كما تراجعت نسب الإشغال السياحي في عدد كبير من الفنادق في فترات الذروة، وتم تسريح الكثير من العاملين في هذا القطاع.
وفسر عدد من العاملين بقطاع السياحة هذا التراجع بأنه كان نتيجة الاضطراب السياسي والعنف الذي تزايد بشكل ملحوظ في الشارع، حيث شهد العام الماضي وقائع اختطاف سائحين واحتجازهم وقطع طرق عليهم، وغيرها.
وشهدت فترة تولي ”زعزوع” الوزارة حالة من التذبذب في معدلات السياحة، إلا أنه حاول جاهداً إعادة الروح لهذا القطاع، كما قال إيهاب موسي منسق ائتلاف دعم السياحة في تصريحاته سابقة لـ”مصراوي”، والذي أكد أيضاً أن هشام زعزوع بذل جهداً كبيراً في دعم السياحة وعودة الحياة إليها مرة أخرى، ولكنه كان يصطدم بالوضع السياسي الطارد للسياح، فضلاً عن عدم تعاون الوزارات المعنية معه لاستعادة النشاط بقطاع السياحة.
ومن أبرز المشاكل التي واجهت ”زعزوع” خلال فترة توليه الوزارة في الحكومة السابقة وأثرت سلباً على أوضاع السياحة، حادثة ”منطاد الأقصر” الذي سقط في فبراير 2013 من ارتفاع حوالي 300 متر وأودى بحياة 19 سائحاً من جنسيات مختلفة بينهم مصري، وهو الحادث الذي أدي إلى تراجع معدلات السياحة بشدة خاصة لمنطقة الأقصر والتي تشتهر فيها سياحة المناطيد. وهذا الحادث عُرف بالأسوأ في تاريخ سياحة المناطيد حول العالم بعد حادث أستراليا الذي وقع عام 1989 وأدى إلى وفاة 13 سائحا.
وعندما كثرت الاتهامات للنظام السابق بعدم دعمه لقطاع السياحة ومحاولة لأخونة هذا القطاع وفرض نمط مايسمى بـ”السياحة النظيفة” عليه، كان زعزوع أول المدافعين عنه حيث خرج بالعديد من التصريحات الصحفية للتأكيد على أن ”النظام لا يعمل على أخونة قطاع السياحة ولا يفرض عليه آليه معينة للعمل في الوزارة لجذب السياح”.
”زعزوع والسياحة الإيرانية” :
محاولات هشام زعزوع لاستعادة النشاط السياحي جعلته يلجأ إلى إيران، وهو ما أدخله في حرب مع قطاع عريض من السلفيين الذين أعلنوا رفضهم لدخول الإيرانيين إلى البلاد وما أسموه بمحاولات نشر التشيع في مصر. وخرج البعض يتهمه بأنه من أدخل الشيعة الإيرانيين إلى مصر، ومع قدوم أول فوج سياحي إيراني لمصر خرجت مظاهرات السلفيين للتنديد بالسياحة الإيرانية ودخول الشيعة إلى مصر، معتبرين أنها مرحلة أولية لنشر الفكر الشيعي.
ورغم محاولات الوزير للحوار مع السلفيين والتأكيد على أنه تم وضع ضوابط أمنية ودينية صارمة لمنع أي محاولات لنشر التشيع في مصر، إلا أن هذه الضوابط لم تكن مقنعة بالنسبة للسلفيين الذي تزايدت مخاوفهم من الإيرانيين. ولم يستمر تدفق السياح الإيرانيين إلى مصر كثيراً، فمع زيادة موجة الاحتجاجات ضدهم، اتخذت إيران قراراً بتعليق سفر الأفواج السياحية الإيرانية إلى مصر حتى تتحسن الأوضاع في البلاد وتهدأ الاحتجاجات المنددة لوجودهم.
”أزمة محافظ الأقصر” :
هدد هشام زعزوع باستقالته من حكومة الدكتور هشام قنديل فور الإعلان عن حركة المحافظين الأخيرة والتي جاءت بمحافظ ينتمي للجماعة الإسلامية (المهندس عادل الخياط) على رأس محافظة الأقصر، الأمر الذي أدى إلى إلغاء الكثير من الحجوزات السياحية للمحافظة. وخرجت جميع الصحف ووسائل الإعلام الغربية تتحدث عن محافظ الأقصر المنتمي للجماعة الإسلامية التي قتلت العشرات في تفجيرات الأقصر عام 1997 وفي العديد من العمليات الإرهابية ضد السياح بمختلف المناطق السياحية في مصر.
وتفاقمت الأزمة بتهديد الوزير بتقديم استقالته إذا لم يتم التراجع عن تعيين الخياط، ورغم محاولات رئيس الوزراء آنذاك لإثنائه عن موقفه إلا أنه أصر على الاستقالة، مما دفع المحافظ لتقديم استقالته التي قبلتها رئاسة الجمهورية.
”زعزوع و30 يونيو” :
على ما يبدو أن هشام زعزوع لم يجد جدوى من الاستمرار في حكومة الدكتور هشام قنديل مع خروج الملايين يوم 30 يونيو للمطالبة بإسقاط النظام وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وإقالة الحكومة، وعلى الفور أعلن زعزوع استقالته من الحكومة لينضم إلى صفوف الملايين الذين خرجوا لدعم خارطة الطريق التي أعلنت عنها القوات المسلحة.
وقال زعزوع في تصريحات تليفزيونية إنه ”نزل مع المتظاهرين إلى الاتحادية لتأييد خارطة الطريق التي أعلنها الفريق (أول) عبد الفتاح السيسي لأنها تصحيح لمسار ثورة 25 يناير”. كما أكد أن ”مصر تستحق أوضاعا أفضل من التي هي عليه الآن، والتي تسببت فيها سياسات الرئيس المعزول محمد مرسي، وأن السياحة المصرية ليست وحدها التي ستزدهر بعد 30 يونيو وإنما الاقتصاد المصري ومصر بأكمله”.
المصدر : مصراوى