السياحة الداخلية بين التنظير والواقع
بقلم : نزيه القسوس
من حق مسؤولي وزارة السياحة أن يعلنوا كل عام عن إستراتيجية جديدة للسياحة وأن يعطوا أرقاما عن عدد السياح الذين يأتون إلى بلادنا وحجم المبالغ التي أنفقوها على سياحتهم كما أن من حقهم أن يعلنوا عن حجم السياحة الداخلية لكن هذه الاعلانات لا تقنع المواطنين الأردنيين بأن السياحة في بلدنا بخير سواء كانت على المستوى الداخلي أو الخارجي.
مواطن أردني بعث برسالة إلى هذه الزاوية يشكو فيها من أسعار السياحة الداخلية ويقارن بين رحلة سياحية داخلية ورحلة سياحية خارجية.
يقول هذا المواطن بأنه ذهب هو وزوجته في رحلة إلى أحد فنادق البحر الميت عن طريق أحد المكاتب السياحية الذي أعلن عن عروض لهذا الفندق.
ويضيف هذا المواطن في رسالته قائلا بانه توجه إلى منطقة البحر الميت الساعة الرابعة مساء بسيارته ونزل في الفندق المذكور وفي المساء تناول وجبة عشاء مع زوجته بعد أن سبحا في بركة السباحة الداخلية وفي اليوم التالي غادرا الفندق الساعة الحادية عشرة صباحا فكانت تكاليف هذه الليلة مائتين وسبعة عشر دينارا فقط لا غير.
ويتابع المواطن الأردني قائلا : بأنه توجه قبل أسبوعين هو وزوجته إلى شرم الشيخ بالطائرة ونزلا في فندق من فئة الخمس نجوم من أفخم الفنادق التي نام فيها في حياته وكانا يتناولان جميع الوجبات والمشروبات الباردة والساخنة مجانا لمدة أربعة أيام ويمارسان السباحة في البحر وفي برك السباحة وكانت تكاليف هذه الرحلة مائتين وخمسين دينارا لكل واحد منهما مع رسوم المغادرة بينما لو قاما بهذه الرحلة إلى مدينة العقبة وناما بفندق بنفس المواصفات وحصلا على نفس العرض لاحتاجا إلى أضعاف أضعاف هذا المبلغ الذي دفعاه في رحلة شرم الشيخ.
أما الأهم من ذلك يضيف هذا المواطن هو أن هناك نشاطات يستطيع أن يمارسها السائح في تلك المنطقة السياحية فهو يستطيع أن يسهر أجمل السهرات العائلية أو أن يذهب في رحلة بحرية ممتعة يوما كاملا وأن يمارس الغطس خلال هذه الرحلة أو أن يذهب في رحلة إلى الصحراء على الدراجات النارية ويتناول العشاء على الطريقة البدوية.. الخ بينما في مدينة العقبة لا يوجد أي نشاط يمكن أن يمارسه سوى الذهاب إلى مول كبير هناك.
السياحة الداخلية في بلدنا ما زالت مرتفعة التكاليف لذلك فإن المواطنين الأردنيين يفضلون الذهاب إلى الخارج لأن السياحة هناك أرخص كثيرا وأمتع أيضا ويجد السائح في بعض الدول المجاورة تسلية لا يجدها في بلدنا.
قبل فترة قصيرة توجه بعض الأصدقاء إلى محمية عجلون ليقضوا ليلة أو ليلتين في المخيم التابع لجمعية حماية الطبيعة فكانت المفاجأة أن سعر الشاليه خمسة وسبعون دينارا في الليلة أما الخيمة فسعرها أربعة وخمسون دينارا مع وجبة الافطار فأي سياحة هذه التي يتحدث عنها مسؤولو وزارة السياحة.
تنشيط السياحة يحتاج إلى عمل وإلى خبرات سياحية كبيرة لأن السياحة اليوم أصبحت صناعة وتدرس في أرقى الجامعات أما إطلاق التصريحات فلن ينشط السياحة ولن يقنع المواطنين الذين إكتووا بنيران أصحاب المنشآت السياحية.
نقلا عن الدستور