مطار جدة الجديد والتحدي الحقيقي
بقلم : سعد الأحمد … تسير أعمال الإنشاءات بوتيرة سريعة في مشروع توسعة مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، ويتوقع أن يكون المطار جاهزا للتشغيل بنهاية العام المقبل. سنة ونصف السنة هي مدة قصيرة في عمر المشروعات الكبرى، نتمنى أن تكون كافية لفريق الهيئة العامة للطيران المدني للانتهاء من التحدي الأكبر وهو (الجانب المرن) من المشروع.
أي القوى البشرية السعودية المؤهلة لإدارته مقارنة بـ (الجانب الصلب)، وهي مرافق المطار الضخمة وتجهيزاته الحديثة. تعاني مطاراتنا، خاصة ــ الدولية في الدمام والرياض وجدة ــ سوء الجودة، المتمثلة في التجربة الكلية للمسافر منذ وصوله إلى مرفق المطار، بدءا من ندرة المواصلات العامة المجدولة من محطات في المناطق والمدن إلى المطارات، ومواقف السيارات التي خصصت جُلَّ مساحاتها لشركات التأجير، ما يضع علامة تعجب غير بريئة، والتفتيش الأولي حيث الفوضى من الزبون ومقدم الخدمة على السواء، وكاونترات إصدار التذاكر والتفتيش الثاني ومرحلة الانتظار وما فيها من سوء المرافق وسوء تنظيم البوابات والنداءات المزعجة للرحلات تارة وغياب نداءات رحلات تارة أخرى، ولست أدري لماذا تبقى النداءات النشاز؟ وعدم إحلال الندءات الآلية منضبطة حدة الصوت وصفائه.
حتى أن الصالة التنفيذية ذات الرسوم العالية تعاني فوضى إدارية تسببت في تخلف الكثير عن رحلاتهم، بسبب غياب التواصل الفاعل بين طاقم الصالة والبوابات من جهة والعضو ــ أي المسافر ــ من جهة أخرى. ويلاحظ دوما تكدس وكثرة موظفي إجراءات مرحلة ركوب الطائرات ثم ظهورهم جميعا مرة أخرى داخل الطائرة في هيئة لم يرها المسافر السعودي في مطارات الدول الأخرى. وتجربة المسافر عند مروره عبر بوابات الطائرات فيها من سوء الخدمة الشيء الكثير، نظراً لأنها تدار من جهة أخرى لا تملك إدارة المطار سلطة مطلقة عليها، فترى الأثاث المهترئ وبقايا الطعام والشراب والمتعلقات الشخصية بجانب كل بوابة، وهي صورة نشاز في منظومة المطار الشاملة. مطار الدمام مطار مكتمل (الجزء الصلب) ومع هذا فإنه مماثل في السوء لمطاري الرياض وجدة في (الجانب المرن) أي جودة الخدمة الشاملة من إجراءات ومرافق حياتية حديثة، ما يشير إلى أن التحدي الأكبر في صناعة النقل الجوي السعودي هي الكوادر البشرية وإعادة هيكلة التشريعات الحكومية للجهات التي تعمل في المطارات.
