الاندبندنت : إجراءات أوروبية لمنع "سياحة الجهاد" في سوريا
كشفت صحيفة (الاندبندنت) البريطانية عن تحركات للإتحاد الأوروبي لمواجهة ما يسمى "سياحة الجهاد" مع تزايد الأدلة بتنامي أعداد البريطانيين الذين ينضمون إلى المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية, وسط تخوف من حكومات الدول الغربية من انتشار هذا النوع من التطرف. وذكرت الصحيفة البريطانية في عددها الصادر, يوم الأحد, أن وزيرة الداخلية البريطانية ,تريزا ماي, حثت الاتحاد الأوروبي على التحرك لمواجهة "سياحة الجهاد" في سورية الأمر الذي أدى لمفاوضات بين بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى تخوفاً من شن أولئك "المقاتلين" لدى عودتهم من سورية هجمات في أوروبا.
وأضافت الصحيفة أن "وزيرة الدولة البريطانية للشؤون الخارجية البارونة ,سعيدة وارسي, ذكرت أن بريطانيا لديها أدلة مؤكدة بأن "أكثر من 100 بريطاني يقاتلون في سوريا", إلا أن الخبراء أكدوا أن "العدد أكثر من ذلك بكثير". وأفادت تقارير إخبارية في آذار الماضي أن "سياحة الجهاد" تلقى شعبية واسعة في صفوف المتطرفين البريطانيين, التي باتت سوريا الوجهة المفضلة لهم حيث تتيح لهم فرصة المشاركة في أعمال قتالية مباشرة دون مواجهة أية عقبات جسيمة من قبل السلطات البريطانية التي تتغاضى عنهم.
وتشير تقارير إعلامية واستخباراتية عن مشاركة الآلاف من الاسلاميين المتشددين الذين يحملون جنسيات عربية وأجنبية منهم بريطانيين, بالقتال إلى جانب مقاتلي المعارضة المسلحة, فيما أشارت السلطات السورية مراراً أنها قتلت واعتقلت العديد منهم، فيما تتهم المعارضة السلطات باستعانتها بعناصر من جنسيات أخرى للقتال إلى جانب القوات النظامية لأسباب أيدلوجية، وخصوصا "حزب الله" والذي أقر مؤخرا بقتاله في سوريا.
وكان مدير مكتب الأمن ومكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية البريطانية تشارلز فار كشف في مقال نشرته صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية مؤخرا أن مئات البريطانيين من خلفيات عرقية مختلفة يقاتلون داخل سورية في صفوف "جبهة النصرة" المصنفة على لائحة المنظمات الإرهابية من قبل الولايات المتحدة كما حذر من خطر عودة هؤلاء البريطانيين إلى بلادهم.
وتابعت الصحيفة أن وزير الدولة لشؤون الأمن الإسباني فرانسيسكو مارتينيز فاسكيز, أكد أن أوروبا تشهد نوعا جديدا من الإرهاب يتصف بـ "التطرف والتدريب الذاتي عن طريق الانترنت" وهو نوع يختلف بالطبع عن الإرهاب الذي نعرفه, كما دعا الى انتهاج "طريقة مشتركة" في أنحاء أوروبا تعتمد على قوانين جديدة من شأنها المساعدة على معالجة مثل هذا التهديد.
وأشارت الصحيفة إلى تزايد القلق الأوروبي مع تنامي أعداد "المقاتلين" الذين يتدفقون إلى سورية للمشاركة في القتال إلى جانب المجموعات المسلحة حيث أعدت أوروبا بقيادة بريطانيا مبادرة للتصدي لهذا الخطر تتضمن عدة ضوابط منها اعتبار السفر للمشاركة في "الجهاد" بأنه خرق للقانون وحظر منظمات بعينها وتجميد حسابات مصرفية وترحيل بعض الدعاة وقد تصل تلك القيود لحد وقف "الإعانات الاجتماعية".
كما أشار مسؤول "مكافحة الإرهاب" في الاتحاد الأوروبي، غيل دي كيرشوف، في نيسان الماضي,أن مئات الأوروبيين الذين يقاتلون مع قوات المعارضة في سوريا ضد قوات النظام السوري، سيشكلون تهديدا خطيرا عند عودتهم إلى بلادهم. وتشتد وتيرة العنف والاشتباكات بين الجيش ومقاتلين معارضين منذ أكثر من عامين مما أدى إلى مقتل نحو 93 ألف شخص، إضافة للجوء نحو 1,7 مليون شخص إلى دول الجوار، وفقا لتقديرات أممية، فضلا عن نزوح حوالي 4.25 مليون شخص داخل سوريا إلى مناطق أكثر أمنا، كما قدرت أن نحو 6 ملايين شخص داخل البلاد بحاجة لمساعدة.
المصدر : سوريا نيوز