البرازيل باكورة وجهات “الاتحاد للطيران” إلى أمريكا الجنوبية
أكملت شركة الاتحاد للطيران دائرة اتصالها بجميع قارات العالم، بعد تدشين خط رحلاتها إلى مدينة ساو باولو البرازيلية شهر يونيو/ حزيران الماضي، لتجعل أبوظبي قاعدة انطلاق مهمة للمسافرين القادمين من البرازيل إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا . ورافقت “الخليج” وفد شركة الاتحاد للطيران إلى ساوباولو للإعلان عن تسيير رحلاتها بين أبوظبي وأغنى مدن قارة أمريكا الجنوبية في باكورة وجهاتها للقارة، وتفتح بذلك المجال واسعاً أمام العديد من فرص التعاون المتبادل بين الجانبين وبداية لتواجد قوي للشركة نحو التوسع في المستقبل لمزيد من الوجهات في أمريكا اللاتينية .
توفر الاتحاد للطيران خلال رحلاتها إلى العاصمة الاقتصادية للبرازيل، التي تمتد لنحو 15 ساعة، أفضل مستوى من الراحة وخدمات الخمس نجوم لركابها، على متن طائراتها من طراز إيرباص A340-500 على هذه الوجهة التي تبلغ قدرتها الاستيعابية 240 مقعداً تضم في مقصورة رحبة موزعة بين ثلاث درجات وهي: 12 مقعداً في الدرجة الماسية الأولى و28 مقعداً في درجة لؤلؤ رجال الأعمال و200 مقعد في درجة المرجان السياحية .
وحرصت الشركة إلى جانب تصميم المقاعد المريحة التي تتمتع بالخصوصية والتي يمكن بسطها حتى 180 درجة مع التمتع بخدمات التدليك وغيره في كل من الدرجة الماسية ودرجة رجال الأعمال، إلى توفير كافة وسائل الترفيه للركاب بما يجعل من عدد ساعات الرحلة فرصة للاستمتاع والترفيه لكل أفراد العائلة بدءاً من عرض عشرات الافلام والمسلسلات والبرامج الترفيهيه بمختلف اللغات مروراً بخدمات الاتصال والإنترنت، وانتهاء بتوفير الألعاب الإلكترونية، إضافة للقوائم المتميزة والفاخرة من الأطعمة والمشروبات التي تتيح اختيارات واسعة تلبي حاجة جميع الأذواق، مما يجعل المسافر لا يشعر إطلاقاً بمدة الرحلة .
وقال جيمس هوغن رئيس المجموعة والرئيس التنفيذي في الاتحاد للطيران، إن أبوظبي وساوباولو من أسرع المدن نمواً في العالم، وهذه الخطوة تأتي لتعزز من فرص التعاون بين الجانبين من خلال فتح نافذة جديدة للمسافرين من البرازيل سواء إلى أبوظبي أو الذين سيتخذونها قاعدة لأي من 350 وجهة من وجهات طيران الاتحاد الأخرى إلى دول الخليج وشمال إفريقيا والمشرق العربي وآسيا عموماً .
وأضاف أن الإمارات وجمهورية البرازيل تتمتعان بعلاقات قوية وتاريخية، وطيران الاتحاد يضم بين أطقم العاملين لديه 90 موظفاً من البرازيليين وسيتم توظيف المزيد لتقديم أفضل مستوى خدمة للمسافرين على خطوط الاتحاد للطيران . وأوضح أن حجم التبادل التجاري بين البلدين يشهد ارتفاعاً سنوياً بمعدل 15%، كما أن نسبة المسافرين البرازيليين ترتفع سنوياً بمعدل 8% وهو ما يعد مؤشراً جيداً لمستقبل خط الطيران الجديد بين أبوظبي وساو باولو، الذي من المتوقع أن يشهد إقبالاً متزايداً .
وأشار الرئيس التنفيذي إلى أن تدشين الخط الجديد لن يجعل من أبوظبي وجهة مهمة للمسافرين البرازيليين فقط، بل ستكون بمثابة قاعدة انتقال للعديد من الدول الأخرى في المنطقة خاصة دول الخليج العربي وشمال إفريقيا وغيرها من الدول الآسيوية . وأكد هوغن أن مطارات البرازيل وخاصة مطار ساوباولو يتم تطويرها وتوسعتها، وأن ما يهم الاتحاد للطيران هو أن تكون إمكانات هذا المطار تسمح بدخول وخروج المسافرين على متن رحلاتنا بشكل مقنع يحقق رضاهم، وهو بالفعل ما وجدناه حالياً حتى يتم الانتهاء من أعمال التطوير والتوسعة .
وأضاف أن الاتحاد للطيران ستقوم بالعديد من العروض الخاصة للمسافرين خلال المناسبات الخاصة في كل من البرازيل وأبوظبي لتشجيع المسافرين من كلا البلدين على التعرف إلى ثقافة الآخر وزيارة بعضهم بعضاً، خاصة في مناسبات مثل كأس العالم أو مسابقات الفورمولا وغيرها .
ولفت هوغن إلى أن الإعداد لتدشين خط أبوظبي ساوباولو بدأ منذ سنتين، وأخذت الاتحاد للطيران هذا الوقت في عمليات توظيف أطقم العاملين على هذا الخط والإعداد للرحلات وأعمال التنظيم، مشيراً إلى أن الشركة ستستثمر في خط رحلاتها المباشر بين أبوظبي وساو باولو لمدة 3 سنوات على الأقل حتى تنشط حركة المسافرين على هذا الخط الجديد وتبدأ بتحقيق أرباح فعلية للشركة، وأن حجم المسافرين على هذا الخط خلال الفترة المقبلة سيحدد ما إذا كان سيتم تدشين وجهات جديدة للاتحاد للطيران في أمريكا الجنوبية على المدى المنظور .
من جهته قال سلطان راشد الكيتوب، سفير الإمارات لدى البرازيل: “إن تسيير الاتحاد للطيران رحلاتها إلى ساوباولو يعد نقلة نوعية في العلاقات الاقتصادية ومجال الاستثمار بين البلدين، حيث تسهم الرحلات المباشرة الجديدة في إيجاد فرص لتعزيز التعاون الحكومي وتطوير قطاع السياحة والتجارة في كلا البلدين” .
وأضاف السفير: “تأتي البرازيل في المرتبة السابعة عشر كأكبر شريك تجاري لدولة الإمارات ويبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 85 .2 مليار دولار وتسعى حكومتا البلدين إلى زيادة حجم التبادل التجاري إلى 10 مليارات دولار خلال الخمس سنوات المُقبلة” . وأشار السفير إلى أن الإمارات تنظر للبرازيل كشريك اقتصادي مميز له خصوصيته في أمريكا اللاتينية، كما تتطلع بعد إطلاق خط أبوظبي ساوباولو إلى أن يتطور هذا التعاون ليشمل آفاقاً أوسع مع دول أخرى في هذه القارة، في ظل تمتع الاتحاد للطيران بأسطول طائرات مميز يمتد إلى 88 وجهة عالمياً إضافة إلى 320 جهة غير مباشرة .
وأضاف السفير أن الاستثمارات الإماراتية في البرازيل تصل إلى 3 مليارات دولار وهناك نمو ملحوظ في حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال السنوات الأخيرة وصل إلى 44% خلال 5 سنوات فقط، ونتوقع أن يشهد المزيد من النمو خلال السنوات المقبلة، خاصة بعدما دشنت الاتحاد للطيران خطها الجديد بين أبوظبي وساوباولو .
من جهة أخرى قال جواو دي ميندونكا ليما نيتو، سفير البرازيل لدى الإمارات قائلاً: “ترحب الحكومة البرازيلية بالقرار الذي اتخذته الاتحاد للطيران الذي يصبو إلى تشغيل رحلات مباشرة بين العاصمة أبوظبي وساو باولو، بما يسهم في ترسيخ العلاقات الثنائية بين البلدين وتعزيز أنشطة الترويج لقطاع التجارة والاستثمار والسياحة” . وأشار السفير: “بالنسبة إلى قطاع السياحة، يجد البرازيليون في دولة الإمارات، ولا سيما العاصمة أبوظبي، فنادق ومراكز تسوق عالمية ومطاعم راقية وأنشطة ترفيه يندر مثيلها في مختلف أنحاء العالم” .
توقيت ممتاز :
أكد مارسيل سلوم، رئيس غرفة التجارة العربية البرازيلية أن إطلاق طيران الاتحاد لخطها الجديد بين ساوباولو وأبوظبي يعد خطوة مهمة بالنسبة للغرفة التي تمثل 22 دولة عربية وتعنى بتطوير العلاقات التجارية بينها وبين البرازيل، وهو ما يعني أنها تنظم الوفود وتشارك في الأحداث الاقتصادية في الدول العربية وتوفير المزيد من فرص الاستثمار بين الجانبين .
وقال إن حجم التجارة بين البرازيل والدول العربية العام الماضي بلغ نحو 25 مليار دولار، وهو يمثل نحو 5% من إجمالي حجم التجارة بين البرازيل والعالم، ونحن نعمل على تحسين ذلك، وهذه اللحظة ليس فقط التبادل التجاري هو المحور الوحيد بل نسعى لتعزيز الاستثمار المتبادل وهو في نظرنا الجزء الأهم في العلاقة .
وأضاف: لدينا الآن بعض الشركات البرازيلية تعمل في مصر والسعودية والإمارات وعمان، وفي العام الماضي كان حجم التجارة بين البرازيل والإمارات نحو 5 مليارات، والصادرات البرازيلية للإمارات كانت نحو 46 .2 مليار دولار وتمثل 10% من التجارة مع العالم العربي، والإمارات هي ثالث أكبر مستورد للمنتجات البرازيلية في العالم العربي، وثاني أكبر مستورد في الخليج العربي . وزادت نسبة الصادرات البرازيلية للإمارات 13% خلال العام الماضي مقارنة بالعام السابق له، كما استوردت البرازيل منتجات إماراتية خلال العام 2012 بقيمة 309 ملايين دولار، وهي سابع أكبر مصدر عربي للبرازيل .
وأضاف سلوم: خطوة مهمة جداً إطلاق خط أبوظبي ساوباولو وفي توقيت ممتاز مع حلول كأس القارات في البرازيل، والعام المقبل سيتم عقد كأس العالم ونتوقع 500 ألف سائح أن يحضروا إلى البرازيل، وفي عام 2016 لدينا الألعاب الأولمبية ونتوقع أن يحضر إلى البرازيل 400 ألف سائح وإطلاق خط أبوظبي ساوباولو جاء في توقيت متميز ليستفيد من جميع هذه الفعاليات العالمية المهمة .
وأضاف: في العام الماضي جاءنا 5 ملايين سائح منهم نحو 47% للاستمتاع، و26% للعمل، وساوباولو تستحوذ على حيز كبير يقدر ب 79% من المسافرين للعمل، ونحن نعمل على تطوير السياحة إلى أبوظبي أيضاً بعد هذه الخطوة المهمة، وجعل أبوظبي قاعدة للانطلاق للعديد من الدول العربية الأخرى التي نسعى لتشجيع السياحة إليها أيضاً، من خلال برنامج متكامل للسائح البرازيلي يتضمن أكثر من دولة عربية .
وقال: الإمارات تقوم بعمل جيد جداً ونجحت في التسويق بشكل كبير للسياحة خاصة في أبوظبي ودبي، ونجحت في عرض أهم مميزات السياحة والسفر لهاتين الوجهتين للبرازيليين، ولدينا نحو 8 شركات برازيلية تعمل في الإمارات في العديد من القطاعات من بينها العقارات والبنوك وغيرها، وبعد إطلاق خط الطيران الجديد نتوقع أن نرى المزيد من الشركات البرازيلية الجديدة التي ستعمل في أبوظبي والإمارات .
المصدر : ارقام