مخاوف من انتشار فيروس كورونا خلال موسم الحج
جنيف "المسلة" …. يتابع خبراء الحميات بقلق التطورات المتصلة بانتشار فيروس كورونا مع اقتراب موسم الحج الى مكة بعد تسجيل العدد الاكبر من الإصابات والوفيات في السعودية.
ويؤدي الفيروس الى الإصابة بمشكلات تنفسية والتهاب رئوي ويتطور بسرعة الى اصابة المريض بالفشل الكلوي وهو ينتقل بين البشر لكن لا يبدو أنه شديد العدوى خلافا لفيروس "سارز" (التناذر الرئوي الحاد) القريب منه والذي تسبب باكثر من 800 وفاة قبل نحو عشر سنوات بعد أن انطلق من الصين.
ومنذ ايار/مايو، شددت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارغريت تشان خلال المؤتمر السنوي للمنظمة وبحضور العديد من وزراء الصحة على ضرورة التحرك العاجل. وقالت "علينا ان نجمع معلومات واضحة وان نقدم النصائح المناسبة لكل الدول التي سترسل حجاجا الى مكة الأمر عاجل".
وقال كيجي فوكودا، المدير العام المساعد لمنظمة الصحة العالمية الاربعاء خلال المؤتمر لـ ا ف ب"هذه ظاهرة جديدة. نحن لا نعرف بعد قدرته على الانتشار بين البشر بناء على المعلومات التي بحوزتنا. لا نعرف حتى اليوم ما هو المدى الجغرافي لانتشار الفيروس".
وقال عالم الحميات لوران كيسر من المستشفيات الجامعية في جنيف لفرانس برس "علينا ان نقيم توازنا ما بين اجراءات الوقاية المشددة وانعدام الوقاية. علينا أن نقلق الآن، علينا أن نكون حذرين".
وقال وكيل وزارة الصحة السعودية زياد ميميش المشارك في المؤتمر ان المسالة الحساسة المطروحة تتعلق بالحجاج القادمين من دول تفتقر الى أنظمة الرقابة الصحية المتقدمة، وقال "لا نعرف ان لم يكن المرض قد انتشر فيها اصلا، فهم ليست لديهم معلومات بشأن انتشار المرض".
ورحب الخبراء بتشديد السلطات السعودية خلال السنوات الاخيرة لإجراءات الرقابة على الامراض المعدية. كما اشاروا الى ان موسم الحج تجاوز اختبار وباءين خلال السنوات العشر الماضية اولهما "سارز" في 2003 والانفلونزا "اتش1 ان1" في 2009، ولكن الفرق هذه المرة ان السعودية هي البؤرة الرئيسية لانتشار فيروس كورونا.
وسجلت اولى الوفيات بتناذر "ميرز" في السعودية في حزيران/يونيو 2012. وتم حتى الان تسجيل 77 اصابة في عدد من دول الشرق الاوسط ولدى مسافرين عائدين منها الى اوروبا، معظمها في السعودية.
وخلف المرض 40 وفاة، ما يجعل نسبة الوفيات 52% وهي نسبة مرتفعة جدا مقارنة مع 9% من بين 8273 اصابة بسارز، وخصوصا في آسيا وفي 2012، بلغ عدد الحجاج 3,1 ملايين، وهو ينظم هذه السنة في تشرين الاول/أكتوبر.
ويدير زياد ميميش وهو استاذ في الطب مركزا للابحاث ترعاه منظمة الصحة العالمية حول طب التجمعات والحشود.
وقال ميميش ان العمرة هذه السنة مرت بسلام وقال "من المريح أن يمر موسم العمرة بمشاركة 4,5 ملايين معتمر من دون أي حادث يذكر. نحن بالطبع نقوم بكل التحضيرات ونتخذ كل الاحتياطات لكي نتمكن من مراقبة الوضع بصورة مستمرة والتدخل عند الحاجة".