حجار : إضافة 400 ألف متر مربع إلى توسعة حرم مكة لإستعاب 2 مليون و200 ألف مصلٍ
الرياض "المسلة" …. السعودية تجدد دعوتها للحجاج تفهم ظروف مكة حاليا، ومشاريعها التي قضت بتخفيض أعداد الحجاج إلى أكثر من 50% في مجملهم، بينما كشفت إيلاف بعضا من الامتعاض على مستوى سفارات أندونيسيا وإيران ومصر جراء تخفيض نسب حجاجهم.
لم يهدأ مكتب وزير الحج السعودي الدكتور بندر حجار، من طَرق الوزراء والسفراء والمعنيين بتنظيم شئون الحج في عدد من البلدان الإسلامية، ممتعض بعضهم من نصيب دولهم في الموسم القادم، ومطالبين في ذات الوقت برفع النسبة المخصصة لهم، بينما يطرقها آخرون للتأييد.
من مصر وإيران وأندونيسيا واليمن، تحديدا، دول هي أكثر مطالبة برفع نسبة حجاجهم من بين دول عديدة، سفراء يعقبون وزراء الحج في تلك الدول، متابعين للطلبات وراغبين برفع النسبة وخفضها لدى دول أخرى، مستدلين بذلك من خلال إحصائيات دولهم وتعدادها لنسبة المسلمين المليونية.
أرقام كشفتها لـ"إيلاف" مصادر من لجنة الحج المركزية بإمارة منطقة مكة، المعنية بمتابعة مشاريع منطقة مكة التي تتجاوز قيمتها (105 مليار دولار) تقول فيها أن حجاج الموسم الماضي تجاوزوا للمرة الأولى حاجز الثلاثة ملايين، بينما المخطط له هذا الموسم مقرر ألا يتجاوزوا المليون ونصف حاج، مع تشديد الإجراءات على مداخل مدينة مكة والمناطق الدينية بها.
وتعد أندونيسيا صاحبة النسبة الأكبر من بين الحجاج في الدول الإسلامية بعدد يتجاوز الـ(300 ألف) حاج، وتليها الهند ثم تركيا وباكستان بأكثر من (150 ألف) لكل دولة، بينما يأتي حجاج جمهورية إيران وبنغلاديش ومصر في مرتبة واحدة بقرابة (100 ألف) حاج.
مصادر "إيلاف" كشفت أن التخوف السعودي هو من حجاج السعودية، بسبب تزايد المخالفين لنظام الحج، والمتسببين بتعطيل بعض الخدمات والمرافق، وعن الإجراء الذي سيتبع حول ذلك؛ لا تزال لجنة الحج المركزية متمسكة بالتشديد والعقاب والغرامات والسجن.
ولا تزال وزارة الحج السعودية، تعد جديد الحصص ونسبة الحجاج في كل دولة، حيث سترفع بذلك إلى سفارات بلدانها بالمملكة، وذلك بعد مناقشات وتداول لتقارير وإحصائيات عديدة مع عدد من الدول الإسلامية وغيرها.
تخفيض حجاج السعودية 50% والخارج 20%
وزير الحج السعودي بندر حجار قال في لقاء عبر التلفزيون الرسمي، أن قرار تخفيض حجاج الداخل إلى 50 % وحجاج الخارج 20% قرار "استثنائي ومؤقت" ولا يمكن مناقشته بمعزل عن المساحة الشرعية للمشاعر المقدسة المتاحة لأداء هذه المناسك، حيث إن هناك أعداداً متزايدة من الحجاج والمعتمرين و"هناك مساحة محدودة في المشاعر المقدسة والحرمين الشريفين" ووقت محدود وهدف.. وهو "توفير أقصى درجة ممكنة من الخدمات للحجاج منذ قدومهم وحتى مغادرتهم، ولتحقيق هذا الهدف لابد من التوسعة في إطار المساحة الشرعية والفقهية المحددة للمناسك لضمان سلامة الحجاج، فتم البدء في عدد من المشروعات التوسعية لها".
وأوضح الوزير حجار أن مشروع توسعة حرم مكة سيضيف مساحة 400 ألف متر مربع إلى المساحة الحالية، ليستوعب 2 مليون و200 ألف مصلٍ، مشيراً إلى أن مساحة الحرم تساوي أربعة أضعاف مكة المكرمة أيام "الخلفاء الراشدين" أما توسعة المسعى فكان قبل التوسعة يستوعب 44 ألف ساع في الساعة بمساريه، أما بعد انتهاء مشروع التوسعة فأصبح يستوعب أكثر من 130 ألف ساع في الساعة في جميع الأدوار والسطح، كما أن جسر الجمرات الذي كان دوراً واحداً عند تأسيسه أصبح الآن ستة أدوار ليصل إلى اثني عشر دوراً بعد انتهاء التوسعة، حيث يستوعب بعد اكتمال التوسعة 5 ملايين رام للجمرات في اليوم بمعدل 300 ألف رام في الساعة.
مشروع الملك عبدالله لإعادة إعمار مكة
أمير منطقة مكة رئيس لجنة الحج العليا الأمير خالد الفيصل أعلن أن مشاريع مكة ترتكز على أن تكون نموذجا مشرفا وملهما للسعودية والعالم الإسلامي ثم العالم أجمع إضافة إلى أهمية الأخذ بمفهوم التنمية المستدامة المتوازنة والمتوازنة بين الإنسان والمكان من جهة وكل المحافظات والقرى من جهة ثانية والمشاركة الجادة والفعالة بين القطاعين العام والخاص الذي يجب أن يتعاظم دوره في هذه المرحلة المهمة إلى جانب مواكبة المرحلة الانتقالية من العالم الثالث إلى العالم الأول.
وأشار إلى أن المشروع يضع حلولا وطرقا لمعالجة الأحياء العشوائية في مكة المكرمة تتمثل في التطوير الشامل للأحياء العشوائية بالشراكة بين الدولة والقطاع الخاص، إيجاد سكن بديل يستوعب المنقولين من الأحياء العشوائية، معالجة الأوضاع الاجتماعية لسكان الأحياء العشوائية من خلال الدراسة والتقصي لأوضاعهم الحياتية والاجتماعية.
وأعلن الأمير خالد الفيصل أن المشروع سيتضمن مخططا لإدارة التنمية الحضرية في مكة المكرمة "استجابة لضرورات التحديث والتطوير الهائل في مجال البنى التحتية والمرافق العامة والخدمات الضرورية، بعد مرور أكثر من خمسة أعوام على إعداد المخطط الهيكلي المحدث الذي أعدته الأمانة العامة لهيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وبناء على ما جرى إعداده فيما يخص الدراسات العمرانية والمشروعات الخاصة بالطرق والنقل والمرور".
ولفت إلى أن المخطط يأخذ في الاعتبار جوانب مهمة جدا أبرزها اعتبار المنطقة المركزية في مكة المكرمة هي المنطقة المحصورة داخل نطاق الطريق الدائري الثالث إذ من المقترح أن تخضع تلك المنطقة إلى جانب منطقة العزيزية لاشتراطات عمرانية خاصة من حيث الارتفاعات والكثافة السكانية وتوزيع الاستخدامات، التأكيد على فكرة إنشاء تجمعات عمرانية كاملة المرافق والخدمات على مداخل مكة المكرمة، لتخفيف الضغط على الكتلة العمرانية فيها، مع ربط تلك الضواحي بوسائط نقل جماعي متعددة وذات كفاءة عالية تحقق القرب الزمني لتلك التجمعات.