سياحة منازل الكهوف في الصين تحقق أرباحا كبيرة
شيآن " المسلة " … مع تضاعف أعداد السائحين الصينيين المسافرين للخارج 4 مرات خلال العقد الماضي، قام المزارعون في منطقة هضبة التربة الصفراء فى شمال الصين بتحويل منازل الكهوف التي يمتلكونها إلى مزارات سياحية. تكثر منازل الكهوف في تلك المنطقة خاصة في مدينة يانآن بمقاطعة شنشي فى شمال غرب الصين التي كانت قاعدة ثورية للحزب الشيوعي الصيني لمدة 13 عاما قبل تأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 1949.
وقررت واحدة من السكان المحليين وتدعى تشانغ هو جياو تحويل منزلها الكهفي لمزار سياحي في عام 2005 مع هجرة العديد من السكان الشباب في قريتها إلى مدن أكبر. وظلت هي في المدينة وتعلم جيدا قيمة السوق الكامنة في المنازل الكهفية. وقالت تشانغ "عاصرت أجيالا من منازل الكهوف لكن لم أتخيل أبدا أنها من الممكن أن تجني ثروة". وعندما كانت شابة عاشت أسرتها في أحد المنازل الكهفية وتشاركت معهم فراشا مصنوع من الطوب ويتم تدفئة المنزل بالنيران المشتعلة أسفله.
وكانت الطاولات والمقاعد وحتى الطعام من مظاهر الفخامة والترف. وقبل عام 2005 انتقلت تشانغ لمنزل كهفي آخر صديق للبيئة، ووقتئذ كانت مزارعة وبائعة دخلها السنوي يقل عن 2000 يوان (326 دولار أمريكي) . وصمم منزلها ليو جيا بينغ الأستاذ من جامعة شيآن للهندسة المعمارية والتكنولوجيا. يتم نحت المنازل الكهفية عادة في جانب التل أو يتم حفرها بشكل افقي من "فناء عميق" مركزي من أجل الحفاظ على الأراضي الزراعية وترشيد مواد البناء.
وقال ليو الذي يبلغ من العمر 57 عاما "تشكل تلك المنازل الأجزاء الأكثر تميزا في هضبة التربة الصفراء، لكن نظرا لضيق المساحة وقلة الإضاءة وعدم استقرار البناء لم تلب تلك الكهوف التقليدية المصنوعة من الرواسب الطفلية الصفراء احتياجات الناس". لكن الأنواع الجديدة من المنازل الكهفية تصنع من الحجارة الطبيعية وذلك منذ عام 2005. ومنذ ذلك الحين تتوافر في تلك المنازل المياه الجارية والغاز الطبيعي والمراحيض.
كما وفرت يانآن تسهيلات لتعزيز الرواج السياحي في المنطقة حيث وفرت للسكان المحليين سياسات تفضيلية مثل الإعفاء الضريبي والفحص المجاني وفرص التدريب مقابل السماح للسائحين بزيارة منازلهم. وكانت تشانغ واحدة من الذين سمحوا بفتح منازلهم للسائحين. وسافرت إلى مقاطعة سيتشوان فى جنوب غرب الصين لتعلم كيفية طهي وجبات يستمتع بها السائحون وكذلك تحسين جانب النظافة العامة في منزلها.
ونما عمل تشانغ بشكل سريع وفي عام 2011 قامت باستثمار أكثر من 1. 2 مليون يوان لشراء 27 منزلا كهفيا في ديت جاردن حيث كتب ماو تسي دونغ العديد من أعماله الثورية خلال الفترة ما بين عامي 1943 و1947. وقالت تشانغ إن منازلها تستقبل أكثر من 100 ألف سائح سنويا. واضافت ان "معظم هؤلاء من السائحين الذين يسافرون بمفردهم ومن السكان المحليين الراغبين في استنشاق هواء نقي والاستمتاع بالمناظر الجميلة في ديت جاردن".
وإلى جانب منطقة ديت جاردن شهدت مواقع تاريخية أخرى في يانآن ازدهارا في سياحة المنازل الكهفية مما مكن تشانغ وغيرها من زيادة دخلهم بدرجة كبيرة. لكن هذا النوع غير المألوف من السياحة لا زال يواجه أزمات محتملة، فعلى الرغم من وجود العديد من المنازل الكهفية المفتوحة للسائحين في يانآن إلا أن العديد منها رديء البناء ويعاني نقصا كبيرا في الأموال اللازمة لإصلاحه.
ويعيش عدد يتراوح بين 30 و40 مليون شخص في منازل كهفية بشمال الصين. وخلال الأعوام الأخيرة ازداد عدد السكان الذين تركوا منازلهم وانتقلوا بعيدا عن الضواحي إلى داخل المدينة. وقال تشانغ يان الباحث في مجال الثقافة والسياحة في أكاديمية شنشي للعلوم الاجتماعية "لكن هناك العديد من السكان لا يمكنهم المغادرة وترك منازلهم" وأضاف أن الغرباء لا يدركون أهمية تلك المنازل للراغبين في استكمال حياتهم هنا. وقال إن تعزيز سياحة المنازل الكهفية هي طريقة جيدة للحفاظ على تلك المنازل وفي الوقت نفسه زيادة دخل السكان المحليين.
المصدر : شينخوا