عجز في «الخطوط السعودية» يصل إلى مليوني مقعد
أزمة حجوزات طيران.. و«البديل مكلف»!
جدة "ادارة التحرير" …. أكَّد مختصون على أنَّ هناك عجزاً كبيراً تواجهه وكالات السياحة والسفر في توفير مقاعد لأعداد كبيرة من المسافرين على متن الطائرات المتجهة للمطارات الداخلية والدولية خلال فترة الإجازة الصيفية الحالية، مُضيفين أنَّه على الرغم من نمو الطلب على السياحة الخارجية بنسبةٍ لا تقل عن (10%)، إلاَّ أنَّ نسبة النمو في الأسطول الجوي لم ترتقِ لتتناسب مع هذا النمو المضطرد في أعداد المسافرين، خاصة الراغبين منهم في تغيير وجهتهم السياحية المحلية.
مُوضحين أنَّ وجود مقاعد شاغرة على متن طائرات "الخطوط الجويَّة السعوديَّة" أصبح يُشكِّل ظاهرةً يوميَّة، في ظل عدم إمكانية حجز تلك المقاعد مُسبقاً نتيجة عدم توفُّرها ضمن برنامج الحجوزات على شبكة "الإنترنت"، أو عن طريق وكالات السياحة والسفر، مُشيرين إلى أنَّ موسم "العمرة" زاد من صعوبة الحصول على مقاعد شاغرة، داعين إلى تخصيص رحلات للمعتمرين وأخرى للسيَّاح من أجل استيعاب الطلب الكبير على الحجوزات، لافتين أنَّ هناك خللاً تراكمياً يشهده قطاع النقل الجوي في المملكة، وأنَّ "الخطوط الجويَّة السعوديَّة" تتحمَّل جزءاً كبيراً من المسؤولية في هذا الجانب؛ نتيجة عدم قدرتها على مواكبة الطلب المتزايد الذي يشهده هذا القطاع عن طريق زيادة عدد أسطولها الجوي من الطائرات.
حجم العجز
وكان "عبدالله الأجهر" -مساعد مدير عام الخطوط الجويَّة السعودية التنفيذي للعلاقات العامة- أقرَّ في وقتٍ سابق أنَّ هناك نقصا في عدد المقاعد يتراوح بين (1.500.000)-(2.000.000) مقعد، مُضيفاً أنَّ توفير المقاعد يتم على حسب الإمكانات التي تقدمها الخطوط، مؤكِّداً على حاجة السوق إلى (2.000.000) مقعد مُضاف إليها معدلات الحمولة التي تصل إلى (90%).
أسطول جوِّي
وقال "محمد نشار" -مدير إحدى وكالات السفر والسياحة لـ الرياض -:"عجزنا خلال فترة الصيف الحالية عن توفير مقاعد لحوالي (30%) من عملائنا الراغبين في السفر"، مُضيفاً أنَّ ذلك أوقعهم في حرج شديد معهم، مُوضحاً أنَّهم يتلقون يومياً اتصالاتهم الهاتفية المتكرِّرة للسؤال عن مصير حجوزاتهم، مُوضحاً أنَّه على الرغم من نمو الطلب على السياحة الخارجية بنسبةٍ لا تقل عن (10%) إلاَّ أنَّ نسبة النمو في الأسطول الجوي لم ترتقِ لتتناسب مع هذا النمو المضطرد، مُرجعاً هذه الزيادة لرغبة العديد من الأسر في تغيير وجهتهم السياحية المحلية، والتسوُّق، والاستمتاع بالطبيعة، إضافةً إلى توفُّر الخدمات الجيّدة والإمكانات السياحيَّة المتطورة في كثير من البلدان في العالم.
وأضاف أنَّ "ماليزيا" تُعدُّ حالياً الوِجهة السياحية الأولى للسيَّاح السعوديين؛ نظراً لما تمتاز به من أسعار معقولة في الفنادق ووسائل المواصلات، وكذلك وجود مراكز تجارية كبرى باتت تُمثِّل عامل جذب إضافيا كبيرا للسعوديين فيما يتعلَّق بفرص التسوق، خاصة مع اقتراب موسم عيد الفطر المبارك، مُشيراً إلى ضرورة تخطيط الراغبين بالسفر بشكل جيِّد مُسبقاً لكي لايُفاجأون بعدم إمكانية توفر حجوزات لهم، لافتاً إلى زيادة نسبة المسافرين الذين لايتمكنون من تأمين حجوزات الطيران، في ظل تزايد أعداد المسافرين وقلة أعداد المقاعد الشاغرة، مُشدِّداً على ضرورة زيادة أسطول الخطوط الجوية السعودية من الطائرات؛ لمواجهة الطلب الكبير في النقل الجوي.
مقاعد شاغرة
وأكَّدت "بتول آشان" -إعلاميَّة، ومعدَّة برامج بإذاعة "جدة"- أنَّها بذلت مؤخراً جهوداً مُضنية في سبيل الحصول على مقعد واحد ضمن المسافرين على احدى الرحلات الداخلية، مُضيفةً أنَّ المهمة تزداد صعوبة عندما يكون ذلك على الرحلات الدولية، مُوضحةً أنَّها حاولت في احدى المرات التي استدعت سفرها من "جدة" إلى "الدمام" -لظرف طارئ- الحصول على حجز عن طريق موقع "الخطوط الجويَّة السعودية" على شبكة "الإنترنت"، إلاَّ أنَّ محاولاتها تلك باءت بالفشل طيلة أسبوع كامل، مُشيرةً إلى أنَّها حصلت على مُبتغاها لاحقاً عندما توجَّهت إلى المطار، لافتةً أنَّها فوجئت بوجود عدد لابأس به من المقاعد الشاغرة على متن الطائرة التي نقلتها لوُجهتها تلك، مُبديةً تعجُّبها من هذا الأمر الذي بات يتكرَّر على متن الطائرات في مشهد أشبه مايكون بالظاهرة.
تقسيم الحجوزات
ولفت "عصام مرسي" -مدير السياحة في احدى وكالات السياحة والسفر- إلى لجوء شركات الطيران لتقسيم الحجوزات إلى فئات للدرجة نفسها، مُضيفاً أنَّ ذلك معمولُ به في درجة الضيافة والتي تصل إلى (10) مستويات وهو ما يسمى ب"الكاتوجري"، مُوضحاً أنَّ التفاوت في أسعار الدرجة نفسها يصل إلى أرقام كبيرة، على الرغم من عدم وجود اختلافات جوهريَّة من حيث نوع الدرجة أومستوى الخدمة الجويَّة المُرتبطة بها، مُوضحاً أنَّهم لم يتمكنوا خلال الفترة الحالية من توفير مقاعد لعملائهم على متن الطائرات ذات الوِجهات الدولية -مثل "أوروبا"- التي تشهد إقبالا كبيراً عليها، في ظل الأحداث الأخيرة التي تشهدها بعض الدول في العالم مثل "تركيا" و"ماليزيا".
وأضاف أنَّ العديد من الدول في العالم شهدت حالياً ارتفاعاً كبيراً في أعداد السيَّاح الراغبين في السفر إليها، مُوضحاً أنَّ ذلك تزامن مع رغبة أعداد كبيرة من أبناء تلك الدول في أداء فريضة "العمرة"، الأمر الذي أثَّر بشكل سلبي على عملية حصول السيَّاح على مقاعد شاغرة على متن الرحلات المغادرة إلى تلك الدول، داعياً شركات الطيران إلى تخصيص رحلات للمعتمرين وأخرى للسيَّاح من أجل استيعاب الطلب الكبير على الحجوزات، مُشدِّداً على ضرورة زيادة عدد أسطول طائرات الخطوط الجويَّة السعودية لمواجهة الطلب الكبير الذي يشهده النقل الجوي.
خلل تراكمي
وأوضح "د.سعد الحمد" -كاتب اقتصادي، وأستاذ علوم الطيران- أنَّ هناك خللاً تراكمياً يشهده قطاع النقل الجوي في المملكة، مُضيفاً أنَّ "الخطوط الجويَّة السعوديَّة" تتحمَّل جزءاً كبيراً من المسؤولية في هذا الجانب نتيجة عدم قدرتها على مواكبة الطلب المتزايد الذي يشهده هذا القطاع، مُشيراً إلى أنَّ عوائدها في هذا المجال لاتتناسب بتاتاً مع الدعم الحكومي اللامحدود، ومن ذلك حصولها على الوقود بأسعار رمزية، لافتاً إلى ضرورة زيادة عدد أسطولها الجوي من الطائرات بعدد لايقل عن (200) طائرة لمواكبة الطلب الكبير على الخدمة، مُوضحاً أنَّ زيادة أسعار التذاكر في الفترة الحاليَّة أمرٌ طبيعي؛ لكونها تُشكِّل موسماً للسياحة والسفر، ولأنَّ ذلك يُعدُّ بمثابة نشاط تجاري كغيره من الانشطة التجارية القائمة على العرض والطلب، مٌبيِّناً أنَّ ذلك إجراءٌ تنتهجه جميع الناقلات الجوية في العالم لتحسين مستوى دخلها الماديّ.
ثقافة التخطيط
ونفى "د.الأحمد" غياب ثقافة التخطيط المُسبق للسفر في سبيل ضمان الحصول على الحجوزات بسعر منخفض لدى المسافر السعودي والخليجي، مُضيفاً أنَّ هذه الثقافة أصبحت بشكل أقلَّ عمَّا كانت عليه لدى العديد من الأُسر في المملكة قبل قرابة (10) سنوات مضت، مُوضحاً أنَّ الموسم الحالي شهد منذ ما يزيد على أربعة أشهر بيع (90%) من حزم العطلات لدى وكالات السياحة والسفر المميزة والموثوقة، وخاصةً المُتعلِّقة منها ببرامج العطلات لدول الجذب الجديدة، مثل "النمسا" و"تركيا"، لافتاً إلى التأثير الإيجابي للتحديد المُسبق لموعد الإجازة الصيفية ضمن التقويم الدراسي على رفع ثقافة التخطيط المُسبق للسفر لدى العديد من الأُسر في المملكة، مُحذراً من الانسياق وراء الإعلانات المجهولة التي تتعلَّق بعرض برامج العطلات من جهات غير موثوقة، مُشيراً إلى تعرُّض العديد من المواطنين والمقيمين لحالات نصب من وكالات سياحة وسفر وهميَّة.
وقال:"هناك عدم وضوح في الرؤية فيما يتعلَّق بموعد تشغيل الخطوط القطرية والخليجية في الرحلات الداخلية"، مُضيفاً أنَّ الإجابة عن ذلك لدى "الهيئة العامة للطيران المدني" و"الخطوط القطرية" و"طيران الخليج"، مُوضحاً أنَّ لديه شكا في إمكانية بدء المُشغِّلين الجُدُد مهام عملهم في الوقت المطلوب نتيجة وجود بعض المُشكلات المتعلِّقة بحقوق النقل، وهُويَّة الناقلات الجديدة، وغيرها من الأمور الأخرى، مُشيراً إلى أنَّه توجَّه مؤخراً بسؤال إلى المتحدِّث الرسمي في "الهيئة العامة للطيران المدني" عن مصير الرخصة الممنوحة للخطوط القطرية فأجاب أنَّ ملكيَّة الناقلات الجوية أمرٌ متاح بين دول مجلس التعاون، مُبيِّناً أنَّه في أثناء ملتقى السفر السعودي وجَّه سؤالاً إلى نائب رئيس "الخطوط القطرية" عن إمكانية إتاحة الفرصة لمستثمر سعودي إنشاء خطوط جويَّة في قطر، خاصة أنَّ مطار "الدوحة" يُعدُّ من أسرع المطارات العالمية نمواً، إلاَّ أنَّه تلافى الاجابة على هذا السؤال بدبلوماسية واضحة.