سياحة السعودية تطلع على تجربة النمسا في التنمية السياحية والتراثية
الرياض "المسلة" …. التقى وفد الرحلة الاستطلاعية التي تنظمها الهيئة العامة للسياحة والآثار لجمهورية النمسا والمكون من عدد من مسؤولي الهيئة والقطاع البلدي خلال الزيارة التي انطلقت يوم أمس الأول وتمتد لخمسة أيام بمدير عام التراث الوطني بمكتب رئيس الوزراء النمساوي الدكتور اندرياس ليني، حيث اطلع الوفد على سياسة النمسا في تحويل المباني والقلاع الأثرية إلى فنادق تراثية سياحية.
واستمع الوفد لشرح عن السياسات المتبعة في تحويل تلك المباني القديمة لفنادق ومواقع سياحية، وكيفية حمايتها و إدارتها وتشغيلها عبر الشركات شبة الحكومية والأهلية وسياسات الترميم والتعويض لأصحاب تلك المباني التي بلغ عددها 650 مبنى تراثي تم تطويرها من مجموع 37 ألف مبنى، كما أقيمت ورشة عمل مشتركة تم خلالها تبادل الأسئلة حيال سياسات الاستثمار والتطوير ومدى إقبال السياح على زيارة تلك المواقع التراثية، والتعرف على المعوقات والقضايا التي تواجه التنمية لهذه النوع من المواقع.
كما التقى الوفد بالدكتور توماس ماير مدير شؤون السياحة الدولية بوزارة الاقتصاد، و باربرا كودر نائبة مدير قسم علاقات الاقتصاد لشؤون دول غير الأعضاء في الاتحاد الأوربي بوزارة الاقتصاد، حيث أطلع الوفد على عرض عن العلاقة الاقتصادية بين المملكة والنمسا، كما تم استعراض خطة التنمية السياحية الجديدة للنمسا التي تركز على محاور مثل سياحة التراث والمدن القديمة والبحيرات وسياحة الجبال، ثم تم تبادل الهدايا التذكارية حيث قدم رئيس الوفد الدكتور حمد السماعيل نائب رئيس الهيئة للاستثمار المساعد كتابا مصورا عن المملكة.
كما قام الوفد بزيارة بعض المواقع التي تم تطويرها والتعرف بشكل واقعي على تلك الأماكن عن قرب، حيث عبر أعضاء الوفد السعودي عن إعجابهم بالطرق المتبعة في سياسات التشغيل والإدارة وضرورة الاستفادة منها في تشغيل المواقع المماثلة في المملكة.
من جانبه بين نائب رئيس الهيئة المساعد للاستثمار الدكتور حمد السماعيل بأن الهيئة سعت عبر هذه الرحلة للوقوف على نماذج من تجربة النمسا المتقدمة في تطوير الوجهات السياحية المستدامة، والتي نجحت البلديات النمساوية بالتعاون مع إدارات السياحة في الحفاظ عليها وتطويرها وتهيئتها بالتعاون مع القطاعين العام والخاص.
وأشار الدكتور السماعيل إلى أن الهيئة حرصت على إشراك مسؤولي قطاع الأمانات والبلديات في تلك الزيارات الاستطلاعية للوقوف معهم على التجارب الدولية الناجحة و تفعيلها في مجال الاستثمار في القطاع السياحي .
الجدير بالذكر أن رحلات استطلاع التجارب التي تنظمها الهيئة العامة للسياحة والآثار تمثل أحد قصص النجاح التي استثمرتها الهيئة في بناء الوعي المجتمعي والمؤسساتي نحو التراث العمراني، وذلك عبر تعريف المهتمين والمسؤولين في الدوائر الحكومية في المملكة، وهي دوائر شريكة للهيئة في مهمة الحفاظ على التراث العمراني، والفرص الاقتصادية التي يوفرها.