المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية تنشر خطتها للحفاظ على الآثار
دمشق " المسلة " … نشرت المديرية العامة للآثار والمتاحف في سورية الخطة التي اتبعتها للحفاظ على الآثار السورية بدءً بوضع جميع القطع الأثرية في أماكن آمنة، وتركيب أجهزة إنذار في بعض المتاحف والقلاع، وزيادة عدد الحراس وتكثيف دوريات المناوبة. وتبليغ الإنتربول عما فُقد أو عن كل ما انتشر على الهواتف النقالة من صور يُعتقد أنها للقى أثرية سورية غير مكتشفة وغير مسجلة، ربما وصل إليها لصوص الآثار عبر التنقيب غير المشروع في المواقع البعيدة.
والتعاون مع المنظمات الدولية لتبادل الرؤى والأفكار والمعلومات حول الوضع الراهن للتراث الثقافي السوري، وقد نظمت منظمة الإيكوموس ورشة عمل عبر الانترنت بهدف تعزيز مهارات الكوادر الوطنية السورية على "أساليب وتقنيات حماية التراث الثقافي في حالات الخطر" بمشاركة خبراء دوليين من منظمتي الإيكوموس والإيكروم.
و اتُخذت إجراءات بين وزارة الثقافة/ المديرية العامة للآثار والمتاحف، والجهات المختصة لتأمين حماية المواقع الأثرية (الجيش، قوى حفظ النظام، الشرطة، الجمارك، المحافظة، البلديات..)،وأشار المكتب الصحفي في المديرية أنه بفضل هذا التعاون أُعيدت مسروقات أثرية عبر مصادرات في دمشق وطرطوس وتدمر وحمص وحماه ودير الزور.. الخ، بلغ مجموعها حوالي 4 آلاف قطعة تبدأ من خرزة أو مسكوكة وتنتهي بتمثال أو لوحة فسيفساء، علماً أن هناك نسبة من هذه المصادرات تبيّن أنها مزيفة.
وجاء التعاون مع السلطات الأثرية في لبنان، ومع منظمات دولية مثل الانتربول في مجال مكافحة الاتجار بالآثار السورية، الأمر الذي أثمر مصادرة 18 لوحة فسيفساء سورية على الحدود اللبنانية، ومصادرة 73 قطعة أثرية سورية مهرّبة إلى لبنان كانت معروضة للبيع لدى تجار آثار، وكانت قد كشفت صحيفة الصنداي تايمز البريطانية عن جزء منها، وأبلغت الانتربول الدولي عنها، وبدوره زوّد الانتربول المديرية العامة للآثار والمتاحف بكافة الصور والبيانات التفصيلية، التي كشف عليها خبراء من المديرية للتحقق من أصالة القطع وبيان أثريتها، وتتواصل المديرية مع المؤسسة الأثرية اللبنانية لإعادة هذه القطع إلى موطنها رسمياً بعد استكمال الإجراءات اللازمة. إنجاز اللائحة الحمراء بالممتلكات الثقافية السورية المهددة بالخطر، والتي تُعد أداة إرشادية مساعدة تساهم في إلقاء الضوء على نماذج من التراث الثقافي السوري تمثّل الهوية الحضارية السورية، بحيث تسهل عملية التعرف على الآثار السورية وحمايتها واستعادة المسروق منها.
المشاركة في ورشة العمل الدولية التي عقدت في عمّان تحت عنوان "التدريب الإقليمي على التراث الثقافي السوري ـ معالجة مسألة الاتجار غير المشروع"، بدعوة من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) وبمساهمة من الحكومة السويسرية، وبمشاركة ممثلين عن السلطات الأثرية في دول الجوار، والجمارك والشرطة الدوليتين، وقد خرجت ورشة العمل بجملة من التوصيات أهمها: إعداد خطة دولية من قبل جميع الأطراف للعمل مع المديرية على الدفاع عن التراث الثقافي السوري وحمايته، والموافقة على إعطاء الأولوية لإنجاز اللائحة الحمراء بالممتلكات الثقافية السورية المهددة بالخطر، التي سوف تنجزها الإيكوم بشكلها النهائي خلال شهرين.
وتنظيم ورشة عمل حول (مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية: بناء القدرات وتعزيز الوعي)، في 12 و13 أيار 2013 م، بهدف إثراء موضوع الآثار التي خرجت بطرق غير مشروعة من ناحية أهميتها الحضارية والتاريخية لسورية، ومناقشة مدى فاعلية النواحي القانونية والأنظمة المحلية والدولية ذات العلاقة، وإبراز دور الدولة واهتمامها بهذا الجانب، وتنمية الوعي الفكري والمعرفي بين شرائح المجتمع فيما يتعلق بالآثار والتراث الوطني، وشارك في ورشة العمل ممثلون عن جميع الوزارات والجهات المعنية بحماية الممتلكات الثقافية السورية، إضافة إلى مهتمين من منظمات غير حكومية ومن المجتمع المحلي، ومن باحثين وفنانين وكتّاب.ومخاطبة منظمة اليونيسكو بالأضرار التي تعرضت لها المواقع الأثرية السورية ومطالبتها بحث دول الجوار على منع الاتجار غير المشروع بالتراث الأثري السوري.
إطلاق حملة وطنية لإشراك المجتمع المحلي في حماية آثار سورية:
ضمن إطار حملة وزارة الثقافة (سورية.. بلدي)، أطلقت المديرية العامة للآثار والمتاحف حملة وطنية موجهة إلى كل السوريين لإشراكهم جميعاً في حماية آثار سورية العريقة التي يفخرون بها من السرقة أو التخريب أو الطمس، باعتبار الأمر مسؤولية جماعية ينبغي على الجميع تحملها، والعمل متضافرين لصون الآثار ونقلها بأمانة إلى أجيال المستقبل.
باشرت الحملة نشاطاتها منذ 15/10/2012م، على المستوى الإعلامي بتوزيع إعلانات طرقية في كل المدن والمحافظات السورية، وعرض مادة فيلمية إعلانية في المحطات التلفزيونية الوطنية تُشجّع السوريين على الدفاع عن الهوية الحضارية السورية، كما تم التعاون مع الجرائد والمجلات لإعداد مواد ولقاءات توعوية.
على مستوى التفاعل مع أبناء المجتمع المحلي، يتعاون العاملون بمختلف دوائر الآثار، في الترويج لحماية الآثار السورية، مع متطوعين ومهتمين، ومع قادة الرأي والنخب الثقافية والفكرية والدينية في المدن والمناطق الريفية، لخلق إحساس لدى كل سوري أن المساس بالآثار هو تطاول على حضارته، وتعدٍ على هويته الوطنية، وعلى ذاكرته التي يتشاركها مع بقية أبناء الوطن.
إن القضية الأساسية بالنسبة للمديرية العامة للآثار والمتاحف هي تنفيذ واجبها في حماية التراث الثقافي السوري بكل مكوناته، كونه ملك لكل السوريين، بغض النظر عن أفكارهم وتوجهاتهم السياسية، التي لم تتدخل بها المديرية يوماً، لأن المعركة هي حماية تاريخ وطن وتراثه. وانطلاقاً من ذلك سعت المديرية العامة للآثار والمتاحف في كل أعمالها إلى توحيد رؤية السوريين حول الآثار في هدف واحد هو الدفاع عنها وتحييدها، باعتبارها تجسيداً لما جمع شعبنا دائماً، وبفضل ذلك بقي أداء المديرية مهنياً وعلمياً ومؤثراً، وبقيت كوادرها موحدة في جميع المحافظات.
المصدر : وكالة أخبار الشعر