الأقصر تدشن أول بوابة إلكترونية عالمية للتعريف بمعابد الكرنك بالاقصر
الاقصر " المسلة " … في خطوة لزيادة الإيرادات السياحية التي تعاني من نقص كبير منذ ثورة «25 يناير (كانون الثاني)» عام 2011، أطلقت محافظة الأقصر (أقصي جنوب مصر) أول بوابة إلكترونية للتعريف بمعابد الكرنك؛ أكبر معابد مصر القديمة، بهدف الترويج السياحي للآثار الفرعونية في خارج البلاد. وقال الدكتور منصور بريك مدير آثار الأقصر، إن «البوابة الإلكترونية تتضمن شرح كافة المعالم الأثرية الخاصة بمعابد الكرنك والاكتشافات التي قامت بها البعثة الفرنسية المصرية داخلها».
جاء إطلاق البوابة ضمن فعاليات الاجتماع السنوي لـ«المركز المصري الفرنسي لدراسة معابد الكرنك»، الذي عقد في الأقصر (الأحد) بحضور مصطفى أمين، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وعادل حسين رئيس قطاع الآثار المصرية، والدكتور دومينيك فالبيل مدير المعهد الفرنسي لدراسة معابد الكرنك، وعدد من علماء الآثار الفرنسيين.
ويقول خبراء الآثار، إن معابد الكرنك، أو «معبد الكرنك»، تعد كبرى دور العبادة المسورة في العالم، فهي متحف مفتوح لحضارة وتاريخ قدماء المصريين، حيث تضم خليطا من الطرز المعمارية المختلفة المشيدة لملوك مصر، ويرجع تاريخها إلى الفترة من الأسرة الثانية عشرة حتى العصر اليوناني الروماني، كما أنه على جانبي الطريق إلى معابد الكرنك يقع طريق الكباش، الذي يحوي عددا كبيرا من تماثيل أبو الهول الصغيرة.
من جانبه، توقع منصور بريك أن تشهد البوابة الجديدة إقبالا كبيرا وأن تلعب دورا مهما في الترويج السياحي لمصر بالخارج، خاصة بعد أن وصل عدد الزائرين في مرحلة البث التجريبي إلى 280 ألف زائر. وعن فكرة تعميمها في باقي المواقع الأثرية بالأقصر ومصر، قال بريك في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إن «تعميمها يتوقف على نجاح التجربة ومساهمتها في التسويق الخارجي للأماكن الأثرية».
ويقول بريك، إن معابد الكرنك تضم معبد رمسيس الثالث، وصالة الاحتفالات الخاصة بالملك تحتمس الثالث، وحديقة آمون، وحجرة الأجداد، والبحيرة المقدسة، والمتحف المفتوح الذي يضم مقاصير سنوسرت الأول، وأمنحتب الأول، والملكة حتشبسوت، وتحتمس الرابع، ومجموعة تماثيل للإلهة سخمت، وعناصر معمارية أخرى. مضيفا: «يضم معبد الكرنك مسلتين؛ إحداهما للملكة حتشبسوت، والأخرى للملك تحتمس الأول، إلى جانب معابد آتون التي أقامها إخناتون شرقي الكرنك، ومعابد للآلهة مونتو، وبتاح، وخونسو، وموت». وعلى هامش فعاليات الاجتماع السنوي للمركز المصري الفرنسي، افتتح أمس مشروع إعادة تجميع وتركيب وترميم المقصورة الحمراء للملكة حتشبسوت.
ويقول منصور بريك، إن «المقصورة شيدت من الحجر الجيري بارتفاع يبلغ 39.5 متر، وكانت مكرسة للإله آمون رع إله طيبة في مصر القديمة، وتتميز بجمال النقوش والمناظر التي تعكس صورة واضحة عن الفن في عصر الأسرة الـ19 من الدولة الحديثة»، لافتا إلى أن النقوش تتضمن مناظر تجسد الملكة حتشبسوت وزوجها الملك تحتمس الثاني إلى جانب ذكر اسم الملك تحتمس الثالث الذي اعتلى العرش بعد الملكة حتشبسوت. وتابع: «تمثل المقصورة أهمية بالغة؛ حيث إنها تظهر قوة الملكة حتشبسوت قبل اعتلائها عرش مصر»، مضيفا: «(حتشبسوت هو غنمت آمون حتشبسوت)، ويعني (خليلة آمون المفضلة على السيدات) أو (خليلة آمون درة الأميرات)، وهى إحدى أشهر الملكات في التاريخ، وخامس فراعنة الأسرة الثامنة عشرة، وحكمت منذ 1503 وحتى 1482 ق.م، وتميز عهدها بقوة الجيش والبناء والرحلات التي قامت به، وهى الابنة الكبرى لفرعون مصر الملك تحتمس الأول، وتزوجت من تحتمس الثاني ليتشاركا معا حكم البلاد».
ويضيف مدير آثار الأقصر أنه تم من قبل افتتاح أعمال الترميم التي خضع لها معبد الملك مرنبتاح وعمليات الصيانة والترميم بمعبد الملك رمسيس الثالث وأعمال الحفائر الجارية في مواقع مختلفة بمعابد الكرنك، ويقول إن «مرنبتاح هو رابع ملوك الأسرة التاسعة عشرة وهو ابن الملك رمسيس الثاني من زوجته الثانية إيزيس نوفرت وترتيبه الرابع عشر بين أبناء رمسيس؛ إذ كل إخوته الأكبر منه قد ماتوا في حياة والدهم، وقد استمرت مدة حكم مرنبتاح نحو عشر سنوات منذ عام 1213 إلى عام 1203 ق.م».
من جهته، قال أسامة إبراهيم، وهو مرشد سياحي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الأقصر تضم الكثير من الآثار، أهمها معبد الأقصر ومعابد الكرنك ومتحف المدينة ومقابر وادي الملوك والملكات والمعابد الجنائزية، ومقابر الأشراف.. وغيرها من الآثار، وكانت الأقصر شهدت اهتماما كبيرا بترميم آثارها ومتاحفها خلال السنوات الماضية، حيث تم افتتاح الطابق الثالث لمعبد الملكة حتشبسوت للمرة الأولى بعد ترميمه، كما يجري الانتهاء من ترميم مقبرة حور محب أكبر وأهم مقابر وادي الملوك، إضافة إلى تركيب بوابات إلكترونية لجميع المواقع الأثرية المفتوحة لتأمينها ضد السرقة».
وأشار إبراهيم، إلى أن الأقصر تجذب الشريحة الكبرى من السياحة الثقافية الوافدة إلى مصر، وتعتبر الأقصر مخزن الحضارة المصرية القديمة، وفيها أكثر من «800» منطقة ومزار أثري، وظلت الأقصر (التي كانت تلقب بـ«طيبة» عند الفراعنة ضمن العديد من الأسماء الأخرى)، عاصمة لمصر حتى بداية الأسرة الفرعونية السادسة، حين انتقلت العاصمة إلى منف في الشمال.