مراكز الطيران الخليجية تقلق نظيراتها العالمية
أسواق الشرق الأوسط الأنشط عالميا بنسبة 12.3% تليها آسيا والمحيط الهادي بـ9%
لندن "ادارة التحرير" …. يستمر العمل الهندسي والتقني لتصميم أكثر الطائرات كفاءة من حيث استهلاك الوقود، وإطالة المدى، والحفاظ على البيئة من خلال محركات بكفاءة عالية، أملا في أن تنال إعجاب أكبر اللاعبين في صناعة الطيران عالميا في الوقت الحالي.. لتتوجه الأنظار إلى منطقة الشرق الأوسط، حيث يكمن مركز الطيران العالمي أو «وادي الأجنحة» الذي سبب الكثير من القلق لنظرائه عالميا.
وربما أرقام حركة المسافرين التي أعلنها مجلس المطارات الدولي عن عام 2012 قد تثير الذعر في قلوب خصوم شركات الطيران الخليجية والأسواق الناشئة في أوروبا وأميركا.
وأشار المجلس إلى أن أكثر أرقام النمو في حركة المسافرين جاءت من أسواق الشرق الأوسط التي قدمت نشاطا مبهجا على مدار العام الماضي، بلغت نسبته 12.3 في المائة، تليها منطقة آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 9 في المائة.
وكما كانت العادة على مدار العشر سنوات الماضية، بين العام والآخر، تنتظر وسائل الإعلام سماع تحطيم الرقم القياسي لحجم الصفقات التي تعقدها شركات الطيران الخليجية في معارض الطيران، التي أخرجت شركات كبيرة من المنافسة كليا.
* عصب الاقتصاد
* ويبدو أن قطاع الطيران الذي يعتبر عصبا رئيسا لاقتصاد المنطقة غير النفطي يخطو خطوات متسارعة نحو نمو يضعه في مقدمة القطاعات الأسرع نموا في العالم، وفق تقارير متخصصة.
وتتوفر بعض المميزات التي تؤهل القطاع في المنطقة لأن يصبح مركز التقاء بين الشمال والجنوب والشرق والغرب، إذ يمكن خلال 6 ساعات طيران الوصول إلى 60 في المائة من مدن العالم من المنطقة. وتشير أرقام مؤسسة مطارات دبي إلى أن أعداد الركاب ارتفعت إلى 5.56 مليون راكب من 4.85 مليون في عام 2011، وهو أعلى رقم يسجله المطار في تاريخه بحسب مسؤول في المؤسسة. في حين سجل عام 2012 بكامله زيادة حركة الركاب في مطار دبي بنسبة 13.2 في المائة إلى 57.68 مليون راكب.
ويعتبر الرئيس التنفيذي لمطارات دبي بول جريفيث أن «أعداد الركاب القياسية في شهر يناير (كانون الثاني) تؤكد أن مسار النمو الذي تحقق العام الماضي مستمر في عام 2013، واتخذت مطارات دبي خطوة أخرى باتجاه تحقيق مستوى 98 مليون راكب سنويا، ومن المتوقع أن نتجاوزه بحلول نهاية هذا العقد».
ويشمل النمو الذي تشهده مطارات دبي حركة الشحن أيضا التي ارتفعت 8.6 في المائة في يناير إلى 188520 طنا بالمقارنة بمستواها قبل عام، مدعومة بتحسن ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة وأوروبا.
وفي العام الماضي، تخطى مطار دبي الدولي مطار هونغ كونغ ليصبح ثالث أكبر مطار في العالم، من حيث حركة الركاب، وفقا لبيانات المطارات، وارتفعت الحركة كذلك في مطار أبوظبي الدولي 19.6 في المائة، إلى ما يزيد على 1.3 مليون الشهر الماضي، في حين نمت حركة الشحن 25 في المائة إلى 48875 طنا.
* حلول الملاحة الجوية
* وقال جون سويفت المدير الإقليمي لـ«ناتس» في منطقة الشرق الأوسط، وهي شركة حلول الملاحة الجوية، إن صناعة الطيران في منطقة الخليج ما زال أمامها مستقبل كبير، قابل لنمو متضاعف عام بعد الآخر.
وأضاف في تعليقات لـ«الشرق الأوسط» أن أعمال الملاحة الجوية، هي المساعد اللوجيستي الأول لذلك النمو، إضافة إلى بناء المطارات، وصالات الوصول والسفر، وشراء أحدث أساطيل الطائرات، إلا أن رسم وتأسيس المجال الجوي من أهم محفزات النمو، وتقليص الإنفاق بشكل كبير.
وأوضح أن في بعض المطارات الأكثر ازدحاما في المنطقة، مثل مطار دبي، ويليه جغرافيا مطار أبوظبي، ثم مطار الدوحة، هناك حركة مرورية مزدحمة جدا على مدار اليوم، مستخدمة ممرا ضيقا جدا، بينما بقية المجال الجوي محظور استخدامه لدواع أمنية وعسكرية. وقال: «تمت إعادة تصميم المجال الجوي للإمارات ليوفر المرونة الكافية لتوسيع العمليات مع المطارات الجديدة والحالية بين مؤسسات الطيران المدني والعسكري، مما سيعود بأرقام إيجابية جدا».
وتساعد إعادة تصميم المجال الجوي، واستخدام المساحة لتقليص فترات تعليق الطائرات قبل الهبوط مما يوفر كميات كبيرة من الوقود، إضافة إلى الوقت المهدر.
وأضاف سويفت: «مع النمو السريع لقطاع الطيران في منطقة الخليج العربي، الذي يساهم في دفع عجلة نمو اقتصاد المنطقة، فإن تعزيز شبكة مراقبة الحركة الجوية يعد أمرا حيويا لمواكبة سرعة التطور. وفي الوقت الذي تعمل فيه المطارات وشركات الطيران والحكومات على اتخاذ خطوات جريئة لتعزيز مجالها».
* إعادة تصنيف الأعضاء
* وبينما يتواصل نمو غير مسبوق لاحتلال مكانة متميزة ومركز متقدم في صناعة الطيران العالمي، فإن البعض لا يملك المؤهلات للاستمرار في عالم الأعمال الوحشي. فعلى الرغم من إعادة هيكلة طيران الخليج، فإنها لم تعد للأرباح مرة أخرى، وتدرس الاستغناء عن 15 في المائة من موظفيها، وكذلك الطيران العماني الذي نفذ عملية إعادة هيكلة في محاولة للظهور عالميا، ولكنه ما زال بعيدا عن المنافسة.
* الطيران المنخفض التكاليف
* ومع النمو وزيادة الطلب المطردة على السفر الجوي، كانت المنطقة بحاجة ضرورية لطرح شركات الطيران المنخفضة التكلفة، التي بدأت في الظهور في أواخر عام 2009. وأشار مايكل دورينف من أير انتلجينس لـ«الشرق الأوسط» أن السوق الخليجية في تلك الفترة بدأت تشهد نموا، وطلبا متزايدا على السفر الجوي، ولكنه كان حدثا غير مسبوق وتجربة جديدة للمنطقة.
وأضاف أن ديموغرافية الأعمال تختلف من مكان لآخر، وبذلك تطبيق تجربة الطيران المنخفضة التكاليف نجحت في أوروبا، وكان من الطبيعي أن يكون لها ضحايا عند بداية تطبيقها في أماكن أخرى مثل الخليج. وأوضح أن عدم قدرة طيران «سما» على تحمل أسعار الوقود، والمصاريف التشغيلية، أجبرتها على تعليق أعمالها في تلك الفترة، ولكن طيران «ناس» التي ولدت بجانبها استطاعت أن تتفادى تلك الأخطاء، واستمرت في السوق إلى الآن.
وضرب دورينف مثلا واضحا لمثل هذا الأمر. وقال: «أكبر صناع الطائرات في العالم الآن (بوينغ) و(إيرباص) راهنوا على ميزانيتهم العمومية بتصميم طائرات من الكربون المدعم، خفيفة الوزن».
وكان من سوء حظ «بوينغ» أن يتأخر تسليم طائراتها من طراز «787» لسنوات، ثم تصاب بحريق في البطاريات الخارجية يبقي أكثر من 50 طائرة في الخدمة حول العالم على الأرض. بينما «إيرباص» تشاهد ما يحدث، وتستفيد من أخطاء «بوينغ»، فقد بدلت البطاريات المماثلة لطائرات «بوينغ» متفادية حادث مماثل، لتبدأ في تصنيع الطائرات بشكل كامل بداية من أبريل (نيسان) المقبل.
* الطيران الخاص.. جوهرة التاج
* رئيس «ميبا» اتحاد الطيران الخاص على النقبي، أشار إلى أن القطاع يُقيم حاليا بنحو 493 مليون دولار ليرتفع إلى مليار دولار، بينما سيرتفع عدد الطائرات من 500 حاليا إلى نحو 1300 طائرة بحلول عام 2020. وعلى الرغم من التأثيرات التي أصابت عائدات القطاع في بعض الدول، يؤكد النقبي وجود استقرار في عائدات القطاع، مؤكدا أن السوق دخلت مرحلة النمو الطبيعي، موضحا أنه «لا يمكن أن نعتبر عامي 2007 و2008 مقياسا للنمو، لكونهما كانا عامي طفرة من الصعب أن تتكرر، ومن المتوقع أن يحقق خلال السنوات الأربع المقبلة نسبا تتراوح بين 15 في المائة إلى 20 في المائة ليصل حجم عائداته إلى مليار دولار».