المستشفيات البيطرية … في الكويت فنادق 5 نجوم… و«إخصاء»
الكويت "ادارة التحرير" …. لم يكن الوضع هادئا في ذلك المركز الصحي المجهز بأحدث التقنيات الطبية، كان الاستنفار سيد المكان فيما المشهد مفتوح على الدموع والارتباك… وأيد تحاول بمشرطها إنقاذ الكلب الوديع الذي أحرقت المياه الساخنة فروة جلده الناعمة، لكن الرعاية الفائقة التي خضع لها الكلب كانت كفيلة بلملمة جراحه ليغادر مع صاحبه مرتاحا… هادئا بلا نباح.
تتكرر هذه اللحظات الحرجة يوميا في المستشفيات البيطرية التي بدأت في الانتشار يوما بعد يوم لتنافس بعد سنوات من التجربة بعض المراكز الصحية التي تقدم خدماتها للبشر.
مستشفيات بيطرية في الكويت باتت أشبه بفنادق 5 نجوم لما توفره من خدمات صحية بمواصفات عالمية فيما القدرات الطبية فائقة جدا وقادرة على التعامل مع كل الحالات الحرجة باعتبار ان العناية المركزة متأهبة دائما لاستقبالها.
وكان انتشار هذه المستشفيات مرتبطا بظاهرة اقتناء الحيوانات الأليفة كالكلاب والقطط والطيور في بيوت الكويتيين ومصاحبتها الكثير من الشباب اثناء ممارسة رياضة المشي او السير على «شارع الحب» او «الخليج» وفي الشاليهات والجواخير والمجمعات التجارية بحيث تفنن أصحابها في إظهار حيواناتهم المميزة سواء من ناحية الشكل او اللون او حتى «النباح».
وقد صاحب هذا الانتشار للحيوانات الأليفة ان أصبحت لها مستشفيات خاصة توفر كل سبل الراحة والعلاج والتشخيص السليم لأمراضها بعد ان كانت الدولة توفر هذه الخدمات الصحية عن طريق مراكز البيطرة المنتشرة في العبدلي والري والوفرة وكبد ومزارع الصليبية وبإشراف وزارة الصحة العامة والهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية.
وبدا ان «الرفاهية» لعبت دورا في هذا التطور حيث تم انشاء مراكز صحية ومستشفيات بيطرية خاصة لعلاج الحيوانات الأليفة من كلاب وقطط وطيور وشملت تقديم خدمات أخرى كالفحص الشامل لمعرفة ان كانت تعاني من أمراض فضلا عن خدمة تنظيف الاسنان فيما يمكن أيضا «إخصاء» بعضها اذا لم يرغب أصحابها ان يكون لها ذرية!!
«الراي» زارت أحد المستشفيات الخاصة في منطقة الري واطلعت على هذه الخدمات الصحية والترفيهية للحيوانات.
مديرة المستشفى البيطري الدكتورة جيل مولين تقول أن المستشفى يقدم الخدمات الصحية اللازمة للحيوانات الأليفة ويقوم على رعايتها 5 أطباء بيطريين مختصين في شتى أنواع الأمراض، مبينة ان المركز يعمل منذ 9 صباحاً وحتى السابعة مساء يومياً وهناك خفارة ليلية للحالات الطارئة.
وتشير الى «وجود اقبال كبير على هذه المستشفيات المختصة بالحيوانات… حيث استقبلنا أكثر من 2200 حالة خلال شهر مايو الماضي فقط.
وتضيف مولين «ان الزبون يأخذ موعداً للحيوان عن طريق الاستقبال لإجراء الفحوصات اللازمة للحيوانات اذا لم تكن هناك حالة طارئة.
وعند الموعد المحدد يتم تسجيل ملف للحيوان باسم صاحبه ورقم هاتفه واذا كان للحيوان جواز خاص به أو اسم معين يتم اضافته في الملف وبعدها يتم أخذ وزنه وطوله ليتم فحصه عن طريق طبيب مختص لمعرفة ان كان به أمراض أو فيروسات، موضحة انه اذا كانت حالته جيدة يتم اعطاؤه بعض الأكلات والفيتامينات الخاصة به ويغادر، أما إذا اكتشف ان به مرضاً فيعطي له علاجاً وموعداً آخر للتأكد من علاجه تماماً».
وتوضح مولين ان هناك غرفة خاصة للعناية المركزة وغرف طوارئ وغرفاً لمبيت الحيوان اذا استدعت حالته بقاءه في المستشفى وسط عناية طبية فائقة، بالاضافة الى وجود غرفة عمليات صغرى وكبرى تجرى فيها العمليات كافة وكذلك معالجة الكسور والوضع والخصي والولادة وغيرها.
وعن الأسعار المعتمدة لعلاج هذه القطط والطيور والكلاب تبين مولين ان «الاسعار عادية نوعاً ما حيث يبدأ فتح الملف والفحص الأولي بـ 17 دينار ثم يحدد السعر للعمليات حسب الحاجة فمثلاً خصي الكلب 60 ديناراً وعلاج الكلى 120 ديناراً وخصي القطة 50 ديناراً وتنظيف أسنانها 60 ديناراً… وهكذاً».
وتشير مولين الى ان أكثر زبائنها قطط بمختلف أنواعها لانها الأكثر تربية في الكويت ثم الطيور (الكاسكو) ثم الكلاب الأليفة».
وتمنت مولين الاهتمام بالحيوانات الضالة وأن تكون للحكومة جهود ومبادرات في حمايتها وعلاجها من الأمراض بدلاً من تركها تنقل الفيروسات والأمراض أو تتعرض للدهس أو القتل.
من جانبها، تقول الدكتورة أنن إن «أكثر الحيوانات التي يتم علاجها في المستشفى هي القطط وخاصة الجميلات منها وبعدها طيور الكاسكو وبعدها الكلاب الأليفة وهناك نسبة كبيرة من زبائنهم من الكويتيين والذين عاشوا فترات طويلة في الخارج اذا ان لديهم ميولاً أكثر نحو تربية هذه الحيوانات الأليفة».
وتضيف: «من المفرح ان نجد هذه المراكز الصحية التي تهتم بعلاج الحيوانات حيث تتوافر كل سبل الراحة والتشخيص المناسب لكل مرض وما يفرحنا أكثر عندما ترتسم الفرحة على وجوه زبائننا وهم يأخذون قططهم أو كلابهم بصحة جيدة».
وتزيد: «ومن المواقف الحزينة التي مررت بها منذ فترة بسيطة عندما أتت زبونة كويتية وجدت قطة عمياء في الشارع ومصابة بارهاق شديد فتم حجزها بغرفة العناية لمعالجتها وكانت هذه الزبونة تتصل بمعدل ساعة للاطمئنان عليها ولكن للاسف في اليوم الثاني «ماتت» القطة التي أطلق عليها اسم «رحمة» لعدم وجود الرحمة في قلوب البشر».
وتركهم لهذه القطة العمياء ان تعيش لمصيرها المجهول حتى اعياها المرض وماتت.. وقد حزنت عليها صاحبتها حزناً شديداً وارسلت ورداً أبيض على روح هذه القطة».
ويقول جعفر صادق ان لديه قطتين شيرازيتين واسمهما (سوسو – نونو) وقد احضرهما لاخذ ابر التطعيم اللازم لهما مقابل 17 ديناراً.
ويضيف «ان ديننا الاسلامي حثنا على الاهتمام بالحيوانات ولعل المرأة التي دخلت النار لحجزها قطة دليل على أهمية الرحمة والرأفة بهذه الحيوانات»، مشيراً الى ان «هذا ليس ترفا بقدر ما هو حـــب لهــــذه الحيوانات الأليفة».
اما مؤيد مطر فقد احضر قطته لاصابتها بالفطريات ويقول ان «الاسعار عالية ولكن الخدمة والتشخيص افضل من الصيدليات البيطرية التي لا تعرف التشخيص السليم ولا يوجد الا علاج واحد لجميع الامراض».
ويقول عبدالله أحمد ان «تربية الحيوانات الأليفة شيء جميل ويفرح قلبي لانها صادقة في مشاعرها ووفية لصاحبها».
ويطالب ان «يزيد عدد مراكز علاج الحيوانات وتوفر افضل الادوية وارقى الاطباء البيطريين لمعالجتها».
باكياً إلى المستشفى
دخل «ويانا» باكياً إلى المستشفى وهو شاب اسمر اجنبي الجنسية ومعه كلبه «ويلسن» صارخا بالاسراع في معالجة الكلب وعندما سألنا عن هذا الازعاج ولماذا يصرخ قال ان كلبه كان يستحم تحت «الدوش» وقد نزل الماء الحار عليه بشكل مفاجئ فحرق جزءاً من جسمه «فهرع به ويانا الى المستشفى وقد هدأنا من روعه وقلنا له «سلامات ومايشوف شر».
عطورات
يتوافر في المستشفى قسم خاص للغذاء والكماليات والاكل للطيور والقطط والكلاب بأنواعه فضلاً عن وجود مياه لتنظيف الاسنان وحليب وفيتامينات وعطورات وحفاظات واحجام من العظام للكلاب، بالاضافة الى حقائب لحملها وألعاب وعصي وغيرها.
الأمراض
أكثر الأمراض التي تصيب الطيور هذه الايام وخاصة الكاسكو سببها «المكيف» حيث لا يتحمل الطير الهواء البارد لذا يصاب بأمراض قد تؤدي لوفاته كما لابد من الاهتمام بالغذاء الصحي لان الاكل الفاسد هو السبب في الموت المبكر للطيور الأليفة.
إعجاب
التعامل الراقي مع الحيوان محل اعجاب خصوصاً في ظل التأثر الواضح من الطاقم الطبي وهم يتعاملون مع الحالات الطارئة.
مواعيد
الدخول حسب المواعيد ولا استثناء من ذلك الا للحالات الطارئة حيث تصل المواعيد الى ثلاثة ايام في دليل واضح على الاقبال الكبير على هذه المستشفيات.