مطلوب مزيد من الاهتمام بالسياحة عالية الإنفاق
بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
شيء محمود.. التصدي لكل ما يواجه السياحة.. صناعة الامل من معوقات تحد من مساهمتها في دعم ومساندة الاقتصاد القومي. علينا مراعاة ان يكون اهتمامنا بايجاد حلول لهذه القضايا بالقدر الذي يوازي ما تحققه من عائد لهذا الاقتصاد.
من الضروري ان تتركز جهودنا علي كل ما يؤدي الي تعظيم هذا العائد بعيدا عن الانشغال الزائد بما لا يخدم هذا الهدف بالشكل المطلوب.
لاجدال ان مواصلة المساعي والاتصالات لتخفيف الاعباء المفروضة علي السياحة الوافدة من بعض الدول يدخل في اطار هذه الجهود، في نفس الوقت فإن هذا الامر يجب ألا يشغلنا إلا بحجم الفائدة التي تعود علي السياحة المصرية وبالتالي اقتصادنا القومي.
< < <
هذه القضية تقودنا الي المشكلة المثارة منذ حوالي ثلاث سنوات بشأن السياحة الوافدة من بريطانيا التي أصبحت تحتل المرتبة الثالثة في ترتيب القائمة الخاصة بأعداد السياح.. لقد ادت الازمة الاقتصادية الي ان تقوم السلطات البريطانية بفرض ضريبة علي رحلات السياح البريطانيين وفقا لقرب او بعد المقصد السياحي الذي يستهدفونه.. واذا كان مثل هذه القرارات من الامور السيادية الا ان ما اخذ علي هذا القرار هو التفرقة في تحديد قيمة هذه الضريبة بالنسبة للدول الواقعة في منطقة الشرق الاوسط مما يتعارض مع المنافسة العادلة الواجبة.. ادي ذلك الي ان تكون قيمة هذه الضريبة المقررة علي السياح الوافدين الي مصر اعلي بنسبة اكثر من ٠٧٪ عن دول اخري منافسة في نفس المنطقة.
< < <
طبعا فإن من واجبات وزير السياحة هشام زعزوع ان يهتم بهذه القضية وهو امر كان ايضا ضمن اهتمامات من سبقه من وزراء السياحة في اطار المطالبة بضرورة تطبيق مبدأ المساواة والمعاملة بالمثل.. وليس هناك ما يمنع من اثارة هذه القضية كلما اتيحت الفرصة تفعيلا لهذا الحق العادل وهو ولاشك الذي دفع الوزير الي اثارته مع توني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق.. جاء ذلك علي هامش المنتدي الاقتصادي الذي حضره كلاهما في الأردن خلال الأيام القليلة الماضية. ورغم وجاهة وعدالة ما تطالب به مصر من ضرورة مراعاة عدم التفرقة في فرض هذه الضريبة الا انه لابد وفي نفس الوقت عدم التعويل كثيرا علي امكانية رفع هذه الضريبة.
< < <
من ناحية اخري لابد ان نضع في الحسبان ان السائح الذي تتطلع اليه مصر بمقوماتها الطبيعية الرائعة والثقافية المرتبطة بكنوزها الاثرية الحضارية التي لا تنافسها فيها أي دولة اخري ليس هو السائح الذي تؤثر فيه قيمة هذه الضريبة التي لا تتعدي ٠٦ جنيها إسترلينيا.. ان السائح من هذه النوعية لا يمكن ان تجني مصر من ورائه العائد الاقتصادي الذي يتناسب وقيمة مصر في عالم السياحة.. من المؤكد ان امكانات السائح الذي يجب ان نستهدفه لتحقيق هذا الهدف لن تثنيه قيمة هذه الضريبة اذا ما قرر زيارة مصر.. علي هذا الاساس علينا ان نتعامل مع السائح غير القادر علي دفع هذه الضريبة باعتباره كمالة عدد وليس هدفا أساسيا للسياحة المصرية.. علينا ان نتخلي عن تسويق وبيع مصر سياحيا بتلك الاسعار المتدنية السائدة حاليا. ان النجاح السياحي يقاس بمدي القدرة علي جذب السياحة عالية الانفاق واعتقد انه قد حان الوقت اذا ما قدر الله انتهاء المحنة الحالية للسياحة المصرية وتركيز الجانب الاكبر من جهودنا في جذب هذه النوعية السياحية.
