Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

السياحة في القدس … بين البقاء على الفُتات .. والسعي للتطوير

 

السياحة في القدس … بين البقاء على الفُتات .. والسعي للتطوير

 

القدس "ادارة التحرير" …عندما قمنا بالاستعداد للألفية الثالثة قبل أربعة عشر عاما .. أعدنا بناء وتطوير منشآتنا السياحية في القدس، كنا قبل ذلك نعتبر أن السنة السياحية الجيدة، هي السنة التي يصل فيها إلى الأراضي المقدسة مليونا سائح، وقد كدنا نصل إلى ثلاثة ملايين في التسعة أشهر الأولى من عام 2000 لولا بداية الانتفاضة الثانية، التي دمرت ما بناه القطاع الخاص آنذاك، حتى عانى القطاع السياحي الأمرين ، ولخمسة أعوام متتالية، أن بدأت بوادر الانتعاش السياحي تظهر بصورة بطيئة نسبيا.

 
في العام الماضي وصل الأراضي المقدسة أكثر من ثلاثة ملايين ونصف مليون سائح، وفي المقابل، خسرنا عشرة فنادق تقريبا، ونقصت الغرف الفندقية في القدس العربية بشكل ملحوظ، وهذا يعني أن أعداد السياح في زيادة مضطردة .

 
وقد رأينا كيف ازدادت الغرف الفندقية في غرب المدينة بعدة آلاف من الغرف.. وهذا يعيدنا إلى الأسى لأن نذكر أن عدد الغرف الفندقية في القدس العربية قبل عام 1967 كان يقارب أل 3000 غرفة، مقابل 600 غرفة فندقية كانت يومها في القدس الغربية، أما الآن فنحن نتحدث عن أقل من ألفي غرفة فندقية في القدس العربية، مقابل حوالي عشرين ألف غرفة فندقية غرب القدس. لذلك فلا عجب أن يكون دخل القدس العربية والناصرة وبيت لحم وأريحا من السياحة هو 8% من الدخل السياحي للأراضي المقدسة.. بينما يجني الإسرائيليون 92% من هذا الدخل ، مع العلم أن الأرض المقدسة فعلا تقع جميعها في المناطق العربية.

 
يخطط الإسرائيليون لرفع عدد السياح إلى الأراضي المقدسة ليصل عشرة ملايين سائح سنويا خلال الأعوام العشرة القادمة، وقد بدأت استعداداتهم على قدم وساق لبناء فنادق وتطوير مناطق سياحية وأماكن جذب سياحية إضافية، وتنويع سياحي ، ليتناسب مع هذه التوقعات .. ونحن نسمع عن ثلاثة فنادق ضخمة على طريق القدس بيت لحم، لإضعاف القيمة التنافسية لفنادق بيت لحم، ونسمع أن الإسرائيليين يخططون لبناء عدة فنادق في المنطقة من مستوطنة "معاليه أدوميم" شرق العيزرية وحتى الخان الأحمر لاستيعاب مضاعفة أعداد السياح كل خمس سنوات . ونسمع عن مشروع "التلفريك" بين جبل الزيتون وبين حائط المبكى، بالتأكيد تقوم حكومتهم بتوفير بنية تحتية، بينما الاستثمار الحقيقي هو للقطاع الخاص الاسرائيلي .. الذي يشم رائحة الربح والفرص السانحة لتحقيقه ، فيندفع بقوة للاستثمار ، وهو واثق من أن القدس قد باتت ملكا خالصا للإسرائيليين بحكم القوة، وحكم الضعف والتفسخ العربي ، أو بحكم فرض الأمر الواقع ، الذي يجعل أي حل سياسي لقضية القدس أكثر تعقيدا، وبحاجة إلى عقود من الزمن حتى يتم حله، وهي فترة كافية لأن يحقق أي استثمار أهدافه الربحية.

 
ماذا يحصل في المقابل في جانبنا العربي من المدينة؟ .. نعقد مؤتمرات واجتماعات ولقاءات وندوات ، ونسعى لمنحة كي نضع تصورا أو نقوم بدراسة عن كيفية النهوض بالسياحة في القدس وفلسطين .. نخاطب أنفسنا، " ونفش" الغل الموجود لدينا، أو "ننفس" عن أنفسنا بالكلام، لكن على الأرض فنحن " مكانك سر" في أحسن تقدير أو خطوتين إلى الوراء كما هو الوضع في الحقيقة! وسنعود بعد عدة أشهر للقاء في ندوة أخرى ودراسة أخرى وممول جديد لنفس الغرض، ونفس الكلام، ونفس الأشخاص، ونفس وجبة الغداء أو العشاء في الاستراحة بين الجلسات!

 
هذه دعوة كي يقود صندوق الاستثمار الفلسطيني ، أو الصناديق العربية ، أو البنوك العربية، وبالتعاون مع المخلصين من رجال القطاع الخاص في القدس ، أن يقودوا جميعا حركة تنمية شاملة في القدس العربية، وحركة استثمار حقيقي متنوع وكبير وربحي ، وواضح الهدف والرؤيا وبدون مزايدات . فإذا كانت أعداد السياح المتوقعة للأراضي المقدسة ستصل إلى عشرة ملايين فلنكن مستعدين لذلك، وليكن هدفنا أن نأكل أكبر قطعة من كعكة السياحة.

 
لدينا الأماكن حتى وان صغرت، لكنها ذات القيمة الأكبر دينيا وتاريخيا ومعنويا وجمالا. لنسعى أن نبيع السائح هدية من إنتاج القدس لا من إنتاج الصين أو الهند أو باكستان! ولتكن نوايانا صادقة فقط، ولنعمل سوية من القدس ورام الله والمشرق والمغرب.. لنعمل للقدس وهدفنا أننا نريد أن نكسب وأن ننقذ، والله اسأل أن لا يريكم مكروها بعزيزة هي القدس!
 

القدس

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله