د. ريحان يطالب بتنمية سيناء ثقافياً بإحياء تراثها واحترام القضاء العرفى
القاهرة "المسلة" خاص … أكد الخبير الأثرى الدكتور عبد الرحيم ريحان أن التراث السينائى جزءاً لا يتجزأ من الذاكرة الوطنية المصرية وأن سيناء تمتلك تراثا ثقافيا فريدا يحظى باهتمام العلماء من جميع أنحاء العالم لأن المجتمع السيناوى له نظم وقوانين وعادات وتقاليد وقضاء عرفى وصناعات تراثية يحرص زوار سيناء على معايشتها على الطبيعة لشهرة أهلها بكرم الضيافة ومراعاة الجار واحترام العرض والوفاء بالعهود والشجاعة وعزة النفس واحترام الحيوان ويطالب بإحياء وتنمية هذه المنظومة الثقافية التراثية لأن بناء أهل سيناء ثقافياً هو الأساس فى أى تنمية اقتصادية.
ويضيف د. ريحان بأن إحياء التراث السيناوى يتضمن فتح المجال للباحثين لدراسة هذا التراث وإنشاء مدارس فنية متخصصة داخل سيناء لتطوير المنتجات التراثية وفتح المجال لتسويقها بالخارج عن طريق الاشتراك فى معارض خارجية وهناك صناعات سيناوية عديدة بعضها موجود حتى الآن وبعضها فى طريقه للاندثار وفى حاجة لتوفير الإمكانيات لإحيائها للاستفادة من هذه الصناعات ومنها غزل الصوف والحياكة والصباغة من مواد مستخرجة من بعض الأعشاب البرية والخياطة والتطريز وأدوات وشباك الصيد واستخراج الفيروز والغاب وعمل العجوة والمن وهى مادة سكرية يجمعها البدو من شجر الطرفاء وكانوا يضعوها فى صفائح للبيع للسياح والرحالة الذين زاروا سيناء فى القرنيين الماضيين.
وكذلك استغلال مهارة أهل سيناء فى طب الأعشاب خصوصاً فى منطقة سانت كاترين وإنشاء كلية للصيدلة بها لتقنين طب الأعشاب بشكل علمى والاهتمام بفرق الفنون التلقائية داخل سيناء لإحياء الموسيقى والفن السيناوى وتشكيل فريق عمل من وزارة الآثار والثقافة والسياحة والبيئة لوضع برنامج الإحياء والتنمية والترويج للتراث السيناوى وتحقيق الربط الثقافى والتواصل بين الثقافات المتنوعة داخل مصر من تراث سيناوى ومدن القناة والتراث النوبى وتراث مطروح والصعيد والدلتا وإعادة بناء مسرح السامر بالقاهرة الأرض الخراب منذ عدة سنوات ليكون ملتقى للفنون المصرية كسابق عهده.
ويضيف د. ريحان بأن التراث السيناوى متعدد الأشكال المرتبطة بالبيئة حولهم فصنعوا الخيمة البدوية من الشعر حيث تحيكها النساء من وبر الإبل وصوف الغنم ويثبتونها بالأوتاد والحبال ويقيمون بها فى الشتاء والربيع اتقاءاً للمطر والبرد و فى الصيف يبنون لأنفسهم أكواخاً من القش وأغصان الشجر لتقيهم الحر والرياح وترتدى المرأة البدوية رداءاً مصبوغ من جذور النبات ويتحزمن بحزام من شعر أسود أو أبيض يحكنه بأنفسهن ويتبرقعن ببرقع مكون من نسيج قطنى أسود مطرز بخيوط حريرية مختلفة الألوان تغطى الرأس والأذنين ويستعملون آلات موسيقية مثل الربابة والشبابة المعروفة فى مصر بالصفارة والمقرون (الزمارة) وأشعارهم منها القصيد الذى ينشد على الربابة والموال وحداء الإبل ورقصاتهم هى الدحية.
ويطالب د. ريحان باحترام القضاء العرفى بسيناء وهو نظام محكم ساهم فى استقرار المجتمع السيناوى حيث يتكفل به رجال يحكمون بالعرف والعادة ومنهم المنشد الذى يحكم فى المسائل الشخصية الخطيرة كمس الشرف والإهانة الشخصية والقصاص وهو قاضى العقوبات والعقبى وهو قاضى الأحوال الشخصية والزيادى وهو قاضى الإبل يقضى فى أمور سرقتها وكل ما يتعلق بها والمبشع وهو قاضى الجرائم المجهولة التى لا شهود لها وذلك باختبار المتهم بالنار أو الرؤيا ويطالب د. ريحان بتنشيط الرياضات التراثية بسيناء مثل سباق الهجن وإنشاء أماكن خاصة له فى كل مدن سيناء تكون مزارات سياحية ثابتة كجزء من المنظومة التراثية .