اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

شكرا لوزير الطيران‮.. ‬شكرا لرئيس اكسبريس بقلم :جلال دويدار

 

شكرا لوزير الطيران‮.. ‬شكرا لرئيس اكسبريس

 

بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين

 

تجدد ‮ ‬الأمل في امكانية أن تعبر مصر أوضاعها المأساوية التي تدفع بها إلي‮ ‬ما لا يليق ويتفق مع ما تستحقه من حياة متقدمة كريمة‮. ‬هذا لا يمكن أن يتحقق الا عندما تصبح مهمة كل مسئول وكل واحد منا اعلاء شأن الوطن والانحياز للإصلاح الذي‮ ‬يحقق التقدم‮. ‬يأتي ذلك من خلال احياء الاحساس بالانتماء والولاء لكل ما له علاقة بمسيرة النهوض في كل المجالات‮.

لا يجب أن يشغلنا عن هذه المهمة الانغماس في وحل المصالح الشخصية والانشغال عن رعاية الصالح العام من أجل خدمة الاهداف الايديولوجية‮. ‬القيام بهذا الواجب الوطني يحتاج الي شجاعة وخبرة ووعي الرجال واخلاصهم لمهام وظائفهم وادراك صحيح لما يتطلبه الاضطلاع بهذه المسئولية من اجراءات وقرارات جريئة‮.‬


هذه المقدمة كانت ضرورية حتي أمُهد لاستكمال حكاية السلوك الذي كنت شاهدا عليه والذي تورط فيه طاقم قيادة طائرة‮ »‬اكسبريس‮« ‬في رحلتها من الغردقة الي القاهرة مساء يوم‮ »‬شم النسيم‮« ‬الاسبوع الماضي‮.

لقد تحدثت في هذا المقال عن سوء الاداء والسلوك من جانب مضيفة الطائرة تجاه راكبة كانت مشغولة طوال الرحلة برعاية طفلتيها الصغيرتين‮.

أن هذه المضيفة وبدلا من ان تمارس واجبها في مساعدة هذه الراكبة وهو أمر يدخل ضمن مسئوليات الضيافة جنحت الي الدخول في مشادة‮ ‬غير متوقعة مع الراكبة التي‮ ‬كانت تمارس امومتها‮. ‬هذه المهمة لم تمكنها من الانصياع لاوامر المضيفة التي طلبت منها رفع صينية الوجبة التي كانت موجودة علي الارض عندما جاء وقت جمعها من الركاب،‮. ‬تطور الامر عندما تدخل زوج هذه الراكبة الذي كان يجلس في مقعد خلفها طالبا من المضيفة مراعاة ظروف زوجته فردت عليه بأنها ليست خادمة‮!!

بعد ذلك فوجئنا نحن الركاب بكابتن الطائرة يترك كابينة القيادة ويأتي للزوج متحفزا ليستكمل المشادة لصالح المضيفة رافعا صوته باطلاق التهديدات‮. ‬ورغم ان الزوج لم‮ ‬يرتكب جرما الا ان الكابتن توعده بأن الشرطة سوف تكون في انتظاره عند هبوط الطائرة‮.

تفاصيل هذه القصة المؤسفة تناولتها في مقال رحلة يوم الخميس الماضي معبرا فيها ومعي كل ركاب الطائرة عن رفضنا واستنكارنا لهذا السلوك‮ ‬غير اللائق‮. ‬لقد تبين ان الراكبة وزوجها وابنتيهما من اصل مصري‮ ‬ويحملون الجنسية الامريكية وحضروا الي مصر لقضاء اجازة‮. ‬وبعد أن تم اصطحاب الراكبة وزوجها بواسطة الشرطة للتحقيق اصر العديد من الركاب علي الادلاء بشهاداتهم لصالحهما ضد سلوك طاقم الطائرة‮. ‬وقد‮ ‬غادرت المطار كاتما ثورتي‮ ‬وغضبي‮ ‬دون ان اعرف ماذا تم في هذا التحقيق العجيب‮.‬

‮<<<‬
وفي صباح الخميس الماضي‮ ‬وبعد ان نشرت ما حدث فوجئت بالكابتن حلمي رزق رئيس شركة‮ »‬اكسبريس‮« ‬يتصل بي معبرا عن أسفه لما تعرضت له الراكبة‮. ‬ابلغني انه يُقدر اثارتي لهذا لهذه الواقعة مؤكدا ادانته لهذا السلوك‮. ‬أبلغني بأنه امر بالتحقيق في الواقعة لاتخاذ جميع الاجراءات القانونية التي تحفظ للراكبة وزوجها حقوقهما وللشركة سمعتها حتي تواصل مسيرتها الناجحة‮. ‬علمت بعد ذلك انه تمكن من الوصول للراكبة وزوجها وللعديد من ركاب الطائرة حيث قام بالاعتذار لهم عما حدث تليفونيا‮.

بعد دقائق من اتصال رئيس الشركة بي تلقيت مكالمة تليفونية أخري من المهندس وائل المعداوي وزير الطيران الذي قال لي انه امر بوقف طاقم الطائرة عن العمل واتخاذ الخطوات اللازمة لتأهيلهم للمهام المنوطة بواجباتهم الوظيفية والتي تحتم عليهم رعاية وخدمة الركاب قبل اي شيء آخر وفقا لما هو معمول به في كل شركات الطيران المحترمة‮. ‬اضاف بأنه طلب الاتصال بالراكبة وزوجها وكذلك بكل الركاب للاعتذار عما تضمنه هذا المشهد الذي يتنافي مع كل القيم الانسانية والمهنية‮. ‬لا جدال ان هذا الاهتمام بما نشر متعلقا بقضايا تمس حقوق ركاب الطائرات وصالح سمعة المرفق الوطني للنقل الجوي يمثل درسا لما يجب ان يكون عليه التعامل في مواجهة المشاكل التي تعرقل أداء الواجب في كل مواقع الخدمات والانتاج بهذا الوطن الذي يعاني محنة حقيقية‮.‬

شكرا لوزير الطيران وشكرا لرئيس طيران اكسبريس‮.‬

انعزالية مسئولي السياحة

غائبا أن جانبا كبيرا من مسئوليات وواجبات العمل السياحي يدخل‮ ‬في اطار العلاقات العامة‮. ‬هذه المهمة تتطلب التواصل مع الاعلام بهدف تعظيم الوعي الجماهيري من خلال ما تمثله السياحة‮.. ‬صناعة الأمل من اهمية للوطن والمواطنين‮.

لا يمكن بأي حال نجاح من يمارسون العمل السياحي مهما كانت الحرفية والمهنية من خلال الانعزال عن الاعلام لاسباب قد تكون نفسية‮.

مثل هذا السلوك من جانب هؤلاء المسئولين‮ ‬يعني فتح الطريق امام مزيد من الفشل خلال الفترة المؤقته التي‮ ‬يتولون فيها المسئولية خاصة في مثل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها هذه الصناعة الواعدة‮.

لابد لهؤلاء ان يدركوا ان النجاح الذي حققه القائمون علي السياحة قبل النكسة التي نعيشها منذ ثورة ‮٥٢ ‬يناير انما يعود الي المشاركة الاعلامية الايجابية في الدعم والمساندة‮.

الغريب ان تأتي هذه الانعزالية‮- ‬وللأسف‮- ‬في وقت يتولي فيه مسئولية وزارة السياحة احد الذين مارسوا المهنة وتدرجوا في وظائفها‮.‬
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله