Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

فرعون خلال احتفال وضع سيدة المنطرة على خارطة السياحة العالمية: نصنع التاريخ بالاعتدال وثقافة السلام بلا مساعدة قوة عظمى


بيروت "المسلة" …..  نظمت وزارة السياحة اللبنانية و"منظمة السياحة العالمية"، بالاشتراك مع جمعية "على خطى المسيح في جنوب لبنان"، احتفالا في مقام "سيدة المنطرة" في بلدة مغدوشة الجنوبية، سيتابع اليوم في مجمع "البيال" في وسط بيروت، بوضع مزار "سيدة المنطرة" على خارطة السياحة الدينية العالمية، وذلك في إطار نشاطات إطلاق برنامج السياحة الدينية في دول المشرق وبرنامج "المنتدى السياحي اللبناني الدولي".

 

شارك في الاحتفال ممثلة رئيس مجلس النواب نبيه بري عقيلته رندى، الرئيس فؤاد السنيورة، النائبة بهية الحريري ممثلة الرئيس سعد الحريري، وزير السياحة ميشال فرعون، وزير السياحة والأثار الأردني نايف الفايز، وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية رولا معايعة، مستشار وزير السياحة المصري عامر العزبي، السفير البابوي كابريال كاتشيا، الأمين العام ل"منظمة السياحة العالمية" الدكتور طالب الرفاعي، رئيس "هيئة السياحة العراقية" محمد عبد الجابر موسى.

 

راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران إيلي الحداد، متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك كيرلس بسترس وراعي أبرشية صيدا للمورانة الياس نصار، ممثل مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان الشيخ ابراهيم ديماسي، ممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن الشيخ فاضل سليم، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي روجيه نسناس، المدير العام لجهاز أمن الدولة اللواء جورج قرعة، المديرة العامة لوزارة السياحة ندى السردوك، مدير قسم الثقافة في "طريق سان جيمس" في هيئة السياحة الغاليسية في إسبانيا فرنسيسكو سينغول، مؤسس "KCHS" والرئيس والمدير التنفيذي لمؤسسة "الأراضي المقدسة المسيحية المسكونية" راتب ي. ربيع، المدير العام والشريك في شركة "ITALôTEL" للسياحة في مصر دينا تادروس، رئيس بلدية مغدوشة رئيف يونان، والعضو المؤسس والأمين العام لجمعية "على خطى المسيح في جنوب لبنان" سمير سركيس، بالإضافة إلى سفراء ومطارنة وهيئات دينية وقضاة ومدراء عامين ورؤساء بلديات ومخاتير وممثلي الهيئات الاقتصادية والنقابية وحشد من المؤمنين والمختصين في مجال السياحة العالمية والمتوسطية والدينية.

 

وتلا السفير البابوي رسالة البابا فرنسيس، التي جاء فيها: "يتمنى قداسة البابا أن يصبح مقام سيدة المنطرة في مغدوشة مركزا في خدمة ثقافة التلاقي والسلام من خلال المساهمة في بناء جسور تواصل بين الثقافات والأديان".

 

وأكد المطران الحداد في كلمته أن "لهذا المزار رسالة خاصة، إنه يسوع آت ومريم تنتظر، فلماذا جعلنا من المزار منطرة مريم طالما هو مكان لقاء يسوع بمريم. إنه مزار يسوع ومريم. وهذا ما سيطوِّر في المستقبل نظرة جديدة للمزار في عداد الأماكن المقدسة، التي داستها أقدام المخلص، وهذا ما رأيناه في قانا أيضا. وكم نتمنى أن تكون قانا المزار المقبل على خارطة السياحة العالمية، فنؤكد من جديد أن أرض لبنان هي أيضا مقدسة وهي امتداد لبيت لحم والقدس وباتجاه العمق الفلسطيني".

 

وتوجه الحداد بالشكر "أولا لله الذي افتقدنا بعد انتظار طويل. ثم الشكر لقداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس ممثلا بسعادة السفير البابوي كابريال كاتشيا وللبركة البابوية. الشكر لمعالي وزير السياحة ميشال فرعون صاحب الفكرة والخطة التنفيذ والرعاية؛ وإلى معالي الدكتور طالب رفاعي وسعادة النائب ميشال موسى الذي تابع وسهل التحضيرات عن كثب. والشكر للمهندسين فادي بو فرحات ويونان يونان وأنطوان صادر وفريق عملهم. والشكر لبلدية مغدوشة ريسا وأعضاء قدامى وجددا".

 

ورحب النائب موسى بالحضور في مغدوشة، وقال: "أهلا بكم في مغدوشة بلدة السيدة العذراء، أرض القداسة والمحبة والعيش الوطني، تحلون في ربوعها وبين أهلكم لنشهد معا للعالم أن هذا الجنوب الذي عايش كل آلام لبنان والقضية، وانتصر بإراة أبنائه على المحتل والغاصب، وكان ولا يزال بوابة السلام، وبوصلة الوحدة الوطنية ورمزا للتحرر".

 

أضاف: "قبل 53 عاما، إرتفع التمثال البرونزي للسيدة العذراء حاملة طفل المغارة بطريقة لم تخل من القدرة الالهية لينتصب شامخا، شاهدا على قدسية المكان، إمتدادا للأرض المقدسة، مهد الرسل والأنبياء، في جوار التواضع العظيم لهذه المغارة العجائبية، حيث انتظرت السيدة العذراء إبنها السيد المسيح، قبل أكثر من ألفي عام، مبشرا بالتعاليم السماوية من أجل خلاص نفوس بني البشر".

 

وتابع "إننا في هذه المناسبة الجليلة، نستذكر كبارا سبقونا إلى الحياة الأبدية، نستذكر المثلث الرحمة المطران باسيليوس الخوري الذي ارتفع بفضل جهده ورعايته الدؤوبة هذا البرج المعلم، معانقا السماء. كما نستذكر المثلث الرحمة المطران جورج كويتر الذي نهض بالمقام والأبرشية بعد الأحداث الأليمة التي عاشتها منطقتنا، وعمل في لبنان والاغتراب على اجتراح مشروع بازيليك "سيدة المنطرة"، صرحا صارخا لعظمة هذا المقام، وتحفة تليق بتكريم السيدة العذراء التي اصطفاها الله من بين النساء لتحمل إلى العالم نور العهد الجديد".

 

وأردف "كذلك نستذكر جميع الذين تعاقبوا على هذه الرعية من الإكليروس والعلمانيين، ولا سيما منهم المثلث الرحمة المطران سليم غزال، وجميع الذين ساهموا في جعل هذا المقام محجّة للمؤمنين من كل الطوائف والمذاهب، وفي طليعتهم سيادة راعي الأبرشّة المطران إيلي بشارة الحداد".

 

وأشار إلى أن "هذه المغارة الصغيرة التي هي رمز للتواضع، على غرار مهد السيد المسيح في بيت لحم، وأجران قانا الجليل، كانت ولا تزال منطلقا لبشارة السلام والمحبة بين الشعوب، وما أحوجنا اليوم إلى اتباع مثل هذه التعاليم والتزامها، للخروج من الضغائن والأحقاد والأنانيات والحروب العبثية والعودة إلى القيم والتعاليم السماوية التي تصب في خدمة السلام والإنسانية جمعاء".

 

ولفت إلى أن "إدراج مقام "سيدة المنطرة" على الخريطة السياحية العالمية هو خطوة متقدمة على طريق تعريف المؤمنين في شتى أنحاء العالم، بمكانة هذا الموقع المقدس، ومبادرة واعدة على درب السياحة الدينية".

 

من جهته، أكد الأمين العام ل"منظمة السياحة العالمية" رفاعي أن "هذا الموقع سيشكل قيمة سياحية مضافة تغني التجربة المتميزة التي يقدمها لبنان لزوراه"، معربا عن "ثقته بأنه سينضم قريبا إلى قائمة أبرز المقاصد السياحية المسيحية في العالم".

 

وقال: "لا شك في أن القطاع السياحي يمثل سبيلا من السبل الأكثر فعالية لتعزيز التنمية الشاملة والمستدامة، وتوطيد أواصر التفاهم بين الثقافات، ونشر السلام، فالسياحة تقوم في جوهرها على كسر الحواجز التي تفرق بين الثقافات وبناء جسور التواصل بين الشعوب والمجتمعات والأوطان".

 

أضاف "في المواقع الدينية التراثية كهذا الموقع، الذي نطلقه اليوم، يأتي السيَّاح وأهل البلاد على حد سواء، فيجمعهم الاحترام والوقار لهذا المكان الجليل، مهما اختلفوا في ألوانهم ومعتقداتهم. لذا، يسعدني اليوم رفع مزار سيدة المنطرة إلى خارطة السياحة العالمية وانضمامه إلى قائمة أبرز المواقع المسيحية المقدسة، مثل بيت لحم في فلسطين، وبيت عنيا في الأردن، وفاطيما في البرتغال، ولورد في فرنسا، ومديوغوريه في البوسنة والهرسك. ويسعدني أيضا أن يحظى لبنان، هذا الوطن الذي يحتضن ثقافات وديانات كثيرة منذ قرون عدة، بما يستحقه من التقدير العالمي كمقصد يكرس التنوع والتفاهم بين الثقافات".

 

وتابع "فيما يرحب المجتمع الدولي بمزار سيدة مغدوشة كمقصد سياحي ديني، إنني واثق من أن السياحة الثقافية في لبنان، ستساعد على توثيق التعاون والتفاهم بين الناس"، خاتما "أشجِّع السيَّاح من مختلف الأديان على زيارة المواقع الدينية كهذا الموقع والمساهمة في تعزيز السلام على كوكبنا".

 

وألقى الوزير فرعون كلمة، قال فيها: "عندما كنت أكتب هذه الكلمة لهذه المناسبة المهمة بكل أبعادها، كنت أراجع النقاط التي يجب ألا أنسيها، والأولويات في ذكر هذه النقاط من تاريخ هذه المنطقة وأرضها المقدسة، فمغدوشة ما هي إلا اسم آخر لمقدسة بالسرياني والآرامي. ونحن إذ نركز على أهمية هذا المزار الوحيد من نوعه على خارطة السياحة الدينية المحلية والعالمية، لا ننسى التأكيد على الثروة الموجودة في لبنان على صعيد السياحة الدينية، والتي تضم أكثر من 4000 معلم ديني تراثي، وهي تتطلب جهودا لتسويقها على غرار الكثير من البلدان ومنها المجاورة لا سيما في فلسطين والأردن ومصر وسوريا".

 

ونوه ب"كل الجمعيات والمنظمات غير الحكومية التي تقوم بعمل استثنائي على صعيد السياحة الدينية، ومن بينها جمعية "على درب المسيح في جنوب لبنان" التي يرأسها من أسميه "عمي ميشال إده" ومنسقها الأستاذ سمير سركيس الذي سخر حياته لإحياء تاريخ العائلة المقدسة والرسل في جنوب لبنان والذي ألهمنا للمضي في مشروعنا اليوم". وتابع: "والشكر لسيادة المطران ايلي الحداد، رجل الدين الاستثنائي بشهادة الجميع، وجميع الذين شاركوا في التحضيرات، من النواب والقوى الامنية وأهالي مغدوشة الساهرين على المغارة والذين تحميهم سيدة المنطرة، وبلديتها والمهندسين والفريق الذي عمل بحماس كبير نظرا لرمزية هذا الاحتفال لهم ولمنطقتهم وبلدهم".

 

كما توجه بالشكر "للدكتور طالب الرفاعي، الصديق الكبير للبنان، الذي يشجعنا دائما لبذل المزيد من النشاط، وهوالذي يقود سفينة القطاع بأكثر من مليار سائح في العالم بنجاح كبير، بكل قيم هذا القطاع الحضارية والذي أصبح رمزا لها نظرا لشخصيته المميزة على مختلف الصعد".

 

وقال: "وأنا أكتب، تبخرت، في لحظة، الاولويات من سياحية أو إنمائية ولم يبق أمامي سوى صورة العذراء تنتظر السيد المسيح، سيدة المنطرة تنتظر ابنها، ومن خلاله جميع اولاد العالم؛ صورة الامل والإيمان والسلام التي ملأت ذهني ورؤيتي لأتأكد أنها كانت ترافقنا منذ أشهر وتذلل العقبات، لتوصلنا الى هذا اليوم العظيم في الشهر المريمي، فدخل خيالي في التاريخ المقدس، ورأيت بعض اسلافكم يرافقون حقيقة مريم العذراء في جنوب لبنان على خطى المسيح".

 

أضاف "هذه هي الصورة الأهم التي تجاوزت الالفي سنة وستبقى الثابتة مهما جرى من حوادث وتقلبات، كما تجاوزت العذراء الحدود واللغات والتاريخ ليصل اسمها الى أصقاع الدنيا، فتوقفت قليلا متأملا لاستوعب كيف أن القوة الالهية واكبت نشر تعاليم العائلة المقدسة عبر العالم من دون سلطة نظامية بشرية في ذلك الوقت، ثم تساءلت أيضا كيف أنه في 2000 سنة قبل المسيح، استطاع اللبنانيون الفينيقيون انطلاقا من هذه الارض نفسها، من صيدا وصور وبيروت وجبيل ان ينشروا أسس الحضارة والعلم في البحر المتوسط وفي العالم من دون جيوش عظمى".

 

وإذ سأل: "أما اليوم، بعد ألفي سنة، لماذا سلمنا القديس البابا يوحنا بولس الثاني أمانة لقب "لبنان بلد الرسالة" في وقت يهددنا العنف والفساد والإرهاب، وتهدد المنطقة وأوروبا والعالم مخاطر الوقوع في صراع الحضارات والأديان في مواجهات دامية؟. وهل علينا مجددا، من دون مساعدة أي قوة عظمى، أن نصنع التاريخ من خلال تحصين رسالة الاعتدال والإيمان بالعيش الواحد لنكون نموذجا ومختبرا للعالم؟" أمل أن "تلهمنا سيدة المنطرة في الحفاظ على الأمن، ونشر ثقافة السلام والانفتاح من لبنان إلى العالم. وليتذكر التاريخ، بعد 2000 سنة من عصرنا، عطاءات لبنان جديدة في الحضارة وفي الايمان، وليبق اللبنانيون في لبنان وفي العالم في مقدمة نشر العلم والخير والانفتاح".

 

وختم "عاشت سيدة المنطرة على خارطة السياحة الدينية العالمية"، داعيا اللبنانيين اولا، وفي الانتشار، والاخوة العرب والعالم الى "المجيء الى تلة مغدوشة، إلى زيارة سيدة المنطرة العجائبية الموجودة اليوم بيننا، وزيارة هذه المغارة التي تختصر ألف قصة وهذه الارض المقدسة في كل الجنوب"، كما دعا إلى "زيارة لبنان، البلد الرسالة من جنوبه الى بقاعه وجبله وشماله، لأن رسالته لا تتجسد الا في كل بقعة من ارضه ولتشاركونا الايمان والمحبة ولنصنع المستقبل سويا.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله