لصالح من ما حدث للسياح علي طريق أبوسمبل؟!
بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين المصريين … لا أحد يعرف أو يفهم ما سوف تنتهي إليه الفوضي وحالة الانفلات الأمني؟ كل النتائج تشير الي ان المحصلة هي إلحاق الأذي بالوطن وتشويه سمعته. لا مجال للربط بين الثورة ومبادئها وبين الاحداث التي اعقبتها.. كل الدلائل تؤكد ان ما يجري ما هو إلا وليد سوء ادارة الدولة منذ أن تولي المسئولية المجلس العسكري وحتي الآن. لم يعد خافيا أن هذا المجلس يتحمل مسئولية خطأ الجنوح إلي نزعة التكويش والسيطرة والهيمنة التي تعاني منها الدولة المصرية حاليا. اصبح مؤكدا أن هذا السلوك المناهض للوفاق الوطني الذي نحتاجه. أدي للانحراف بالثورة عن أهدافها.
إن تفاقم هذه الكارثة التي نعاني منها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا تعود الي غياب الدولة في مواجهة السلوكيات الرافضة للنظام والقانون وهو ما يشير الي وجود قطاعات من المواطنين الذين لا يقدرون صالح الوطن وصالحهم. آخر حلقات هذا المسلسل المأساوي.. تلك الواقعة التي كانت منطقة ابوسمبل- اسوان مسرحا لها في نهاية الأسبوع الماضي. لقد فوجئت عدة أفواج سياحية بمجموعات من المواطنين تقطع عليهم طريق العودة من ابوسمبل الي اسوان بعد زيارتهم للمعابد الاثرية هناك. كان من نتيجة ذلك تعطيل برنامج رحلاتهم لمدة خمس ساعات كاملة من التهديد والترويع حتي تم السماح لأتوبيساتهم باستئناف السير. علينا أن نتصور حالة هؤلاء السياح الذين لا ذنب لهم سوي انهم جاءوا الي مصر لمشاهدة آثارها الخالدة التي تحكي مرحلة من تاريخها.
هل يمكن ونحن نستعيد ما حدث لهؤلاء السياح ان نقدر مدي انعكاساته السلبية التي ستكون لها اسوأ التأثير علي امكانية استعادة الانتعاش السياحي؟
وقائع هذا الحادث تمثل تشويها لمصر في كل الدول التي تابعته في وسائل الاعلام. وحول ما سوف يترتب علي ذلك من أضرار علي السياحة الي مصر فانه لا يجب تحميل الاعلام كما يحدث دائما مسئولية هذه التداعيات علي ضوء ان مهمته تقتصر علي نقل الحدث.
وهكذا كلما لاحت في الأفق امكانية ان تتعافي السياحة وتعود لاستئناف دورها في دعم ومساندة الاقتصاد القومي الذي يستجدي الغوث. تفاجئنا أحداث الفوضي والانفلات لنعود الي مربع الانحسار والتراجع. ولم يعد جديدا الاشارة الي استمرار الانتكاسة التي تعرضت لها صناعة الامل منذ ثورة 25 يناير وادت الي اجهاض انطلاقتها. لا جدال ان ما تتعرض له هذه الصناعة التي كانت واعدة تجعلنا نتحسر ونندب حظنا السيئ الذي حرمنا من دخل كان قد تجاوز الـ12 مليارا انفقها 15 مليون سائح قدموا الي مصر 2010 في العام السابق لهذه الثورة. ان ما يتعرض له هذا النشاط علي مدي العامين الماضيين حرمنا مما يقرب من 15 مليار دولار دخلا مباشرا وغير مباشر بالاضافة لفقدان ما يزيد علي 400 من العاملين في هذا القطاع لأعمالهم. ان ما تتعرض له صناعة الامل هو تجسيد لحجم الكارثة التي يعيشها الوطن. أليس من قبيل الانتحار الاقتصادي اللجوء الي هذه الممارسات التخريبية من جانب المستفيدين من السياحة ضد السياحة؟.