Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

اليأس دفع بعضهم لهجر المهنة..المرشد السياحي الذي كان‏!

 

اليأس دفع بعضهم لهجر المهنة..المرشد السياحي الذي كان‏!

القاهرة " المسلة " … عددهم يقدر بعشرين ألفا‏..‏ وهم سفراؤنا في الداخل بحكم استضافتهم لزوار مصر من مختلف دول العالم‏..‏ المامهم باللغات الاجنبية وبتاريخ واحدة من اعظم حضارات العالم‏,‏ يجعلهم ثروة‏,‏ لكن بدلا من ان نحسن توظيفها‏ ها هي تضيع يوما تلو الاخر, بعد اضطرار الكثير من المرشدين السياحيين لهجر المهنة, مع تراجع موقع مصر علي خريطة السياحة العالمية, ليس فقط بسبب الاحداث السياسية والامنية, بل اساسا بسبب غياب الدعاية اللائقة’, وهي مشكلة السياحة في مصر حتي منذ قبل الثورة..

هل يعقل ان تكون زيارة مصر هدية مجانية علي وجبة في أحد مطاعم الصين؟ هذا ما يصدمنا به يوسف مسعود مرشد لغة انجليزية- و يعمل منذ عشر سنوات في المجال, لكنه لم يتمكن من هجر المهنة رغم كل الظروف الصعبة علي امل ان تتحسن الظروف,وحاول ان يستفيد من اللغة التي يتقنها في العمل في احد مراكز خدمة العملاء لكنه وجد ان ما سيحصل عليه سيعادل ربع ما كان يحصل عليه سابقا من مهنة الارشاد, ويضيف:’ بعيدا عن الماديات هي مهنة تشرفني كمصري, واشعر بالفخر وانا اري الانبهار في عيون الاجانب, وانا اشرح لهم تاريخ بلدي وحضارته, وبالتالي فعملي في اي مهنة اخري لن يشعرني باي رضا’, وما يحزن يوسف هو مكانة مصر السياحية في الوقت الراهن فيقول’ اسعار السياحة لمصر رخيصة جدا بشكل محزن, فرحلة سياحة’ دينية’ تشمل مصر والاردن واسرائيل لا تكلف صاحبها سوي مائة دولار, شاملة كل شيء, واقامة في فندق خمس نجوم, فتكون النتيجة ان يأتي لمصر نوعية رديئة من السياح, وهم غالبا لا يهتمون بأي شيء سوي الترفيه, خاصة انه ولا توجد دعاية’ محترمة’ لمصر وكل ما يتم تصديره للاجانب هو حفلات الرقص الشرقي’, ولهذا اتمني من القائمين علي اعداد برامج وحملات الدعاية السياحية الاستعانة بالمرشدين السياحيين لانهم الادري بما يجب ان يقدم للسائح’.

شريف يوسف- مرشد لغة فرنسية- ويعمل في المجال منذ عام1995, لم يستطع هو الاخر هجر المهنة ويعز عليه ذلك, واتجه الي الدراسات العليا في مجال الاثار كنوع من تحسين الخبرات والمعارف والتطلع لمستقبل افضل, لانه في النهاية المجال الذي يحب ان يعمل ويستمر به. يقول شريف كان السياح يحضرون الي مصر حتي سبعة أشهر من بعد الثورة, وكنا نأخذهم في جولات في المتحف المصري, و قلعة صلاح الدين و مصر القديمة ومنطقة الاهرامات وسقارة, لكن الان لا يوجد عمل نهائيا, ورغم اننا مطالبون بتقديم اقرار ضريبي كل عام ودفع التامينات والا سنفقد ترخيص مزاولة المهنة, الا أننا لا نقوم كغيرنا بتعطيل الطرق او التظاهر ولا نلجأ لاساليب لي الذراع, لاننا نتصرف وفقا لما تمليه علينا ثقافتنا ومستوانا الفكري,لكن النتيجة ان لا احد يشعر بنا!’.

مجال هش:

علي الجانب الآخر, نجد محمد صلاح- مرشد روسي ويعمل منذ14 عاما في مهنة الارشاد- قد اضطر هو وكثير من زملائه, لهجر المهنة, وبدءوا العمل في التسويق او ادارة الاعمال, اما هو فيعمل بشركة ملاحة روسية ويحضر ماجستير ادارة اعمال, بل ولا ينوي اصلا العودة لمجال السياحة حتي لو تحسنت الاحوال. عن هذا الموقف الصارم يقول’ لم يكن امامي اي رفاهية في الاختيار, فهناك التزامات أسرية من مصروفات مدارس واقساط وعلاج, والحال متوقف منذ اكثر من عام, ولكي ابدا في مجال عمل جديد فلابد من الاستعداد له بالدراسة, وهذا ما فعلته و الامر ليس بالبساطة التي يبدو عليها ولكنه كان قرارا صعبا للغاية, ولهذا قررت انه حتي لو عادت السياحة من جديد فلن اعود لها فهي- في مصر- مجال هش وغير آمن نهائيا, والقائمون علي الحكم الآن لا يحترمونه ولا يدعمونه ومن المستحيل ان أكون’ تحت رحمة’ هؤلاء من جديد’.

ويتابع صلاح’ ما كان يحصل عليه المرشد في اليوم60 جنيها, لاننا نعمل بنظام’ اليومية’ وكلها قائمة علي العمولات من السائحين عندما نذهب بهم للتسوق في البازارات وهو امر غير قانوني, وما نحصل عليه ننفقه علي المظهر حتي نظهر في الشكل اللائق, وعندما يخرج المرشد علي المعاش يحصل من النقابة علي122 جنيها, واعتقد في ظل الاوضاع الحالية ستندثر تلك المهنة قريبا’, ويضيف’ هناك بعض المتفائلين بتحسن الاوضاع لكن حتي الان لم نر شيئا, والسياح الذين يزورون مصر الآن لايبحثون ولا تهمهم زيارة الاثار, وانما هدفهم السياحة الترفيهية, خاصة في ظل رخص الاسعار الذي لم تشهده اسعار السياحة في مصر من قبل, وبالتالي تصبح فرصة عظيمة لفقراء السياح’.

ويحكي لنا عادل عزت ـ يجيد ثلاث لغات ويعمل بالمجال منذ22 عاما- كيف تأزمت اوضاع المرشدين فيقول’ المرشد يتعرض لتقلبات في العمل حتي من قبل الثورة, فلا يوجد مرتب ثابت, وعمله مرتبط’ بالظروف’, اضافة الي ذلك اصبح هناك معاهد كثيرة تقوم بتخريج عدد كبير من المرشدين سنويا, ومع الوقت اصبح هناك فائض في العدد وفرص العمل اقل, ثم جاءت الثورة لتكون بمثابة الضربة القاصمة’.

عادل يعمل في’ مركز لخدمة العملاء’ منذ سبعة اشهر, بعد ان تقدم لوظائف اخري لكن تم رفضه بسبب السن, حيث يتم تفضيل حديثي التخرج, ويقول في أسي’ كل شهر نأمل بان تتحسن الامور لكن لا شيء يتغير, ومن يزور مصر الآن هم الروس والايطاليون ويتجهون للسياحة الشاطئية في الغردقة وشرم الشيخ وهي سياحة لا علاقة لها بنا, اما الجنسيات المهتمة بالاثار مثل الانجليز والامريكان والالمان والفرنسيين فلا ياتون لمصر, بعد الغاء بند التأمين علي الحياة.

ويضيف عادل’ ظروف المرشدين الحياتية اصبحت بائسة للغاية, فهناك زميل لي اضطر لفتح محل, واخر اضطر الي بيع شقته والاقامة لدي والدته في المنصورة, خاصة ان زوجته كانت تعمل هي الاخري في نفس المجال, وبرغم ان مصر مرت بأزمات اثرت علي السياحة, لكن اقصي مدة تعطلنا فيها كانت ستة اشهر عقب حادث الاقصر الشهير في التسعينيات, والمشكلة ان القائمين علي السياحة غير قادرين علي ابراز صورة حقيقية رغم انها من شمالها الي جنوبها عبارة عن متحف مفتوح’.

المصدر : الاهرام

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله