Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

أصابع ومصاعب | بقلم : ثروت الخرباوي

أصابع ومصاعب

 

بقلم : ثروت الخرباوي

أقلقتني «الأصابع الخفية» التي تلعب في مصر، هذه الأصابع هي بعض أصابع متمرسة على ألعاب الأصابع كما قال ذلك الرجل الذي يحكم مصر!!! (وعلامات التعجب هذه ليست عن الأصابع ولكن عن من تحدث عنها) وقد أطارت هذه الأصابع النوم من عيني، ولا أخفيك سراً عزيزي القارئ ان «الأصابع الخفية» تحولت في حياتي الى شبح مازال يطاردني لا أستطيع التخلص منه أو القضاء عليه،

 

وسر «الأصابع الخفية» من الأسرار المحيرة فما ان يفشل حاكم في ادارة شؤون البلاد حتى يقوم بالتلويح بأصابعه للشعب متوعدا ومهددا، فاذا زاد فشله سارع بالادعاء ان هناك أصابع تلعب في البلاد وأن هذه الأصابع هي التي تسبب المصاعب!

 

تحدث مظاهرة ضد الحاكم بسبب فشله وسوء ادارته فلا يحاكم نفسه ويعترف بخطأه، ولكن يذهب ليختبأ في حضن الأصابع الخفية فيتهمها ويشير اليها، واذا أحدث الأمن الذي يجلس متربعا على أصابع الحاكم تجاوزات أمنية صارخة، حتى تسارع جهات البحث والاستقصاء الأمنية بتوجيه الاتهام الى «الأصابع الخفية» التي دائماً ما تكون هي السبب في البلبلة والفتنة،

 

تقف جماعة الحاكم متربصة بالمظاهرات السلمية فتعتدي عليها، فيخرج الحاكم على الشعب وسط جمهرة من نساء جماعته وأهله وعشيرته فنظن أنه سيعتذر عن تجاوزات جماعته وعشيرته، فاذا به يرفع السبابة، لا مصليا، ولكن مهددا ومتوعدا، وبعد ان يتوعد بأصابعه، يقول بعد ان افتر ثغره بنصف ابتسامة باهتة، ان هناك أصابع تلعب في مصر!! تلعب يا حضرة الحاكم!!

 

تلعب يا أخ محمد!! تلعب يا فصيح الكلام!! ألم تجد في اللغة غير «لجلج وأبلج وأصابع تلعب»! منه لله الذي قل عقله وانتخبك.
ومن العجيب ان هذه الأصابع استطاعت التخفي عن الحكومة والغياب عن عيون وزارة الداخلية المهيبة لسان حال جماعة الاخوان حاليا ورغم ان حكومة هشام قنديل لا تخفى عليها خافية،

 

ورغم ان «قسم النظام الخاص بجماعة الرئيس غير الشرعية «يستطيع رؤية النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء كما أنه – باعتراف الأخ خيرت الشاطر والأخ عصام العريان – برعت في التنصت على المكالمات التليفونية «الا ان هذه الوزارة وتلكم الجماعة فشلت حتى الآن فشلاً ذريعاً في رؤية «الأصابع الخفية» وهي تلعب!!

 

ولم يكن هذا الفشل راجعاً لا قدّر الله الى عجز جهات البحث والتقصي الأمنية عن الكشف عن هوية هذه الأصابع ولونها وطولها، ولكن هذا الفشل كان راجعاً لسبب وحيد لا طاقة لأحد بمواجهته وهو ارتداء هذه الأصابع لطاقية الاخفاء مما حجب رؤيتها عن الجميع وجعلها «أصابع خفية» تلعب في مصر في الخفاء، أي أنها برعت في اللعب في الخفاء، فلذلك فانها تأخذ راحتها أثناء اللعب،

 

وغني عن البيان ان ارتداء تلك الأصابع لطاقية الاخفاء قد صنع بعضاً من الراحة النفسية لدى جميع الجهات الرسمية، ولعل الجميع قد تابع قرارات النائب العام التي قرر فيها القبض على بعض السياسيين على ظن منهم أنهم أصابع، ولكنه سيتأكد بعد حين قصير ان هؤلاء أصابع حقيقية ولكنهم لا يلعبون في مصر، هم فقط يلعبون في جماعة الاخوان.

نقلا : موقع وكالة اون للانباء

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله