المقاهى الشعبية بالبحرين محور اهتمام مهرجان التراث السنوى
المنامة "المسلة" …. قالت وزيرة الثقافة معالي الشيخه مي بنت محمد آل خليفة في تصريح لـ "بنا " على هامش مهرجان التراث السنوي الـ 21 إن " المهرجان الذي اعتدنا على استقباله في مواقع مختلفة من البحرين يأتي هذه العام، عام المنامة عاصمة السياحية العربية، إلى باب البحرين في قلب المنامة لينعش مقاهيها".
ونيابة عن الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد ، كان الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء افتتح مهرجان التراث السنوي في موسمه الحادي والعشرين في باب البحرين، وذلك بحضور عدد من المسئولين والدبلوماسيين والزوار من مواطنين ومقيمين.
وأضافت الوزيرة " موضوع هذا العام هو المقاهي الشعبية حيث أردنا القول لسكان البحرين وضيوفها وسواحها إن هناك عددا من المقاهي لا يعرفون عنها وهي جديرة بالاستكشاف " ، موضحة أنه " في مهرجان التراث نذهب إلى هذه الحقيقة وننسج محطات توقّفت عندها طفولتنا ربما، وعاش فيها أجدادنا وآباؤنا سيرتهم الإنسانية ومارسوا ثقافاتهم . هذه المقاهي كانت المختبرات الاجتماعية والثقافية ، حيث كانت النتاجات الفكرية والمعيشية تحدث ".
وأشارت وزيرة الثقافة إلى أن " القصد هو إيصال المعلومة الصحيحة وإحياء المنطقة بكاملها عبر عدد من الأنشطة بدأت مع باب البحرين الذي استمر على مدى شهرين ، والآن مهرجان التراث الذي يأتي دائما برعاية من الملك ، وهو دلالة على أهمية التراث والموروث والحفاظ على الهوية".
وبالتوازي مع هذا المهرجان الذي يستمر إلى الأول من مايو المقبل تدشّن وزارة الثقافة تطبيقًا إلكترونيًا للهواتف الذكية، يتضمّن خارطة الموقع لباب البحرين وتعريفًا بالمقاهي الشعبية.
من جانبه صرح السفير المغربي لدى المملكة أحمد رشيد الخطابي لوكالة أنباء البحرين أن "عراقة البحرين وتاريخها وحضارتها تنعكس في هذا المهرجان"، مؤكدا أن "البحرين ذات إرث تاريخي كبير، وفكرة المقاهي الشعبية هي جزء من التراث الذي يعكس العيش المتشرك بين الناس من كل الأجناس في مملكة البحرين"، معربا عن إشادة بلاده المغرب بـ "الجهود التي تعنى بصيانة التراث والحفاظ عليه والحفاظ على المكونات التراثية بكل أجناسها وأشكالها في البحرين".
كما أشاد السفير الفلسطيني لدى المملكة طه عبدالقادر بالمهرجان الذي يعكس مدى "استقرار وازدهار البحرين المستند على إرث حضاري كبير"، لافتا إلى "التراث العربي المشترك الذي يتجسد في كثير من الأمور منها الصناعات الخشبية والموسيقى".
ومن زوار المهرجان كان الفنان التشكيلي البحرين ابراهيم شريف الذي تحدث لـ "بنا" عن أن الفن التشكيلي جزء من تراث البحرين، وأن ذلك يتجسد في البيوت التراثية بأبوابها ونوافذها التي هي عبارة عن لوحات فنية حقيقية، مؤكدا أن "البحرين لوحة تشكيلية كبيرة رائعة، لذلك تجد أن معظم البحرينيين لديهم ذائقة فنية عالية، تراها واضحة ليس في حاضرهم فقط وإنما في تراثهم أيضا".
ومن المعروضات التي تضمنها مهرجان التراث هذا العام السلال البحرينية، ويقول صالح عيسى سلمان الذي يعمل في صناعة هذه السلال لـ "بنا" إنها تصنع بالكامل من سعف النخل، وهي كانت تستخدم في الماضي لوضع الرطب وحتى الملابس، والآن اقتصر استخدامها في الزينة والمناسبات والأعراس والهدايا.
ورغم أن صالح حريص على تعليم هذه المهنة لأبنائه إلا أنه يخشى من اندثارها كما يقول، ويؤكد أنه على استعداد تام لتعليم أي شاب بحريني هذه المهنة حفاظا على التراث البحريني.
كما تضمن المهرجان نماذج مصغرة من سفن البانوش التي كانت تستخدم لصيد السمك ، والجالبوت الذي كان يستخدم للغوص ، والبوم الذي كان يستخدم للنقل البحري ، ويقول محمد علي الذي يصنع هذه المجسمات إنها ما بقي بعدما اندثرت صناعة القوارب الحقيقية لتكلفتها العالية ومنافسة الفايبر كلاس للخشب، مشيرا إلى أن هذه النماذج تستخدم الآن كتذكارات للزينة فقط.
أما الصناديق الخشبية المبيتة التي يصنعها الشاب جمال من مركز الجسرة للمهن اليدوية والتي تستخدم في حفظ المقتنيات الثمينة وكصناديق للشاي وغيرها فهي لا زالت تلقى رواجا واستخداما في وقتنا الراهن، كما يقول جمال.
وتضمن المهرجان أيضا مقاطع موسيقية وأناشيد من التراث البحريني قدمتها فرقة محمد بن فارس، التي تأسست في يوليو 2001، وقدمت التراث الغنائي البحريني داخل المملكة وخارجها في كثير من دول العالم في آسيا وأوروبا وأمريكا وغيرها.
ويقول عارف بوجيري مدير الفرقة لـ "بنا" إنها معنية بالألوان الغنائية التراثية البحرينية، حيث يضم التراث البحريني الموسيقي عددا من الأناشيد النسائية والرجالية، والفرقة لديها فن الصوت وفن الخماري والسامري والبسته والعاشوري وغيرها.