Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

سياحة الخليج الغائبة أمام شيعة إيران بمصر

سياحة الخليج الغائبة أمام شيعة إيران بمصر

 

بقلم د احمدعبدالحميد عبدالحق

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين ، وبعد ..

 

 

 

فقد لا حظت في الآونة الأخيرة كثرة الكتابات والتعليقات والتحذيرات التي خرجت من بعض علماء الخليج ودعاتهم تحذر من تدفق الأفواج السياحية الإيرانية على مصر ، وهم محقون في أكثر ما كتبوه ونادوا به وحذروا منه ، فلا أحد من المهتمين بالشأن الشيعي أو الإيراني يجهل رغبة الإيرانيين في إيجاد موطئ قدم لهم بمصر ، وفتح الطريق مرة أخرى لإعادة أمجاد الدولة العبيدية الشيعية ، وقد كتبت منذ سنتين تقريبا ـ يعني قبل أن يصل الدكتور محمد مرسي لسدة الحكم بمصر ـ أحذر من العرض الإيراني وقتها بتنشيط السياحة في مصر بتوجيه أفواجها السياحية إليها ؛ لأن أكثرهم سيأتون لمصر من أجل نشر أفكارهم المضلة واستدارك بعض العوام إليها مستغلين الفراغ الديني لديهم ، وربما استغلوا فقرهم في ذلك ، وقلت وقتها : إن وجود أقلية شيعية في مصر سيضرب النسيج الاجتماعي في مقتل ؛ لأن دينهم يقوم على كراهية أهل السنة ، وطقوسهم التي يؤدنها في أعيادهم وخاصة يوم عاشوراء ليس لها سوى هدف واحد هو تحريك حمية العوام للانتقام من أهل السنة بزعم الثأر للحسين الذي مضى على وفاته ما يزيد على 1350 عاما ، وما يحدث في البحرين وغيرها ليس عنا ببعيد …

 

ولكن التحذير وحده من هؤلاء العلماء والدعاة الأفاضل لا يكفي وربما لا يجدي فلا ينفع المريض أن يقول له الطبيب لا تتناول هذا الدواء ويسكت ، وإنما لا بد له من أن يوجد بديلا له ، والناصح الأمين قبل أن ينهى عن الشيء لا بد من أن يوجد بديلا له ، والحكومة المصرية الآن في أزمة اقتصادية ـ بل قل في ورطة إن صح التعبير ـ بعد أن تآمر عليها الكثيرون في الداخل والخارج ، ومحاولة كثير من الدول التي تعادي الربيع العربي وأد ثورتها وإفشالها ، وهي تحاول أن تخرج من أزمتها وضائقتها بكل سبيل ، ومن تلك السبل التي وجدتها أمامها فتح المجال أمام السياحة الإيرانية لتوفر لها العملة الأجنبية التي تحتاج إليها من جانب ، ومن جانب تريد أن تفتح باب رزق لمن يشتغلون بالسياحة وتوقف عملهم بسبب الركود السياحي ، دون أن تدرك أبعاد وخطورة ذلك مستقبلا ، ومن يلومها في ذلك عليه أن يوجد لها البديل المناسب ..

 

وهذا البديل ممكن أن يساهم به هؤلاء العلماء والدعاة الخليجيون بدلا من تحذيراتهم المجردة ، وذلك عن طريق حث أتباعهم على السياحة بمصر وزياراتها والحديث عن ذلك في كتاباتهم ومحاضراتهم وخطبهم وتدويناتهم ..

 

بل وأكثر من ذلك إذا كانوا هؤلاء يخافون على عقيدة المصريين ومن المد الشيعي وتوغله في مصر فليأتوا هم وتلامذتهم وأتباعهم إلى مصر وينافسوا السياح أو الدعاة الشيعة الإيرانيين في المجال ، ومجال الدعوة والحمد لله صار مفتوحا بمصر على مصراعيه ، والبلد تتمتع بحرية في هذا الأمر أكاد أقول : إنه لم يوجد لها مثيل في التاريخ إلا في فترات محدودة جدا ..

 

ليأت هؤلاء إلى مصر ويتجولوا في الشوارع والحارات والقرى والنجوع والأسواق وأمكان التجمعات وينشروا عقيدتهم الصحيحة مقتدين في ذلك بسلفهم الصالح ، ليأت العلماء منهم ويلقوا محاضراتهم في مساجد المحافظات العامرة بالآلاف من المصلين ، وبذلك يحققان أمرين معا : أمر النزهة والفسحة والسياحة وأمر الدعوة الله ..

 

وبفعلهم هذا يغلقون الطريق أمام أصحاب البدع في مصر ، وفي نفس الوقت يوفرون للحكومة موردا من العملة الأجنبية هي في أمس الحاجة إليها ، وينعشون الجانب الاقتصادي في دولة تسعى لتبني المنهج الإسلامي في إدارتها ومناهج حياتها ..

 

وأنا أكاد أجزم أن هؤلاء العلماء والدعاة لو أخذوا هذا الأمر على محمل الجد وأخلصوا له فسيأتي من طلابهم ومريديهم إلى مصر أضعاف ما سترسل به إيران ؛ لأن أتباع هؤلاء ومريديهم والمعجبين بهم على صفحات التواصل الاجتماعي يعدون بالملايين ، وواحد منهم فقط تجاوز المعجبون به على صفحته بتويتر 3 ثلاثة ملايين ، وقد يكون من يتابعون برامجه التلفازية أكثر من ذلك ..

 

فأروا الله يا معشر العلماء والدعاة من أنفسكم خيرا في هذا المضار ولا تكتفوا بمجرد تحذيراتكم وفتاويكم كما فعل علماء السنة أيام ضعف الخلافة العباسية ، ففي الوقت الذي كوّن داعي الدعاة الشيعي أكبر جهاز إعلامي لنشر تشيعه وسلحه بأقوى الأسلحة الدعائية لجلب العامة له كان علماء السنة يكتفون بالاجتماع لإصدار فتوى تثبت أن الحاكم العبيدي لا ينتسب لأهل البيت ويزينون الورقة التي كتبت فيها الفتوى بتوقيعاتهم ، فلم يلتفت الناس لفتواهم وهم يرون وهنهم ووهن الخليفة العباسي الذي يناصرونه ، وكانت النتيجة أن غزا التشيع أرجاء العالم الإسلامي سرا أو جهرا ، ودخل حتى بغداد نفسها عاصمة الخلافة السنية ، وتوغل حتى غزا دار الخلافة ، وصارت الإمارة كاملة لهم في عهد البويهيين ، وغدا الخليفة معهم لا أمر له ولا نهي ، فهل من متعظ ؟!!

 

نقلا من جريدة الوسط الالكترونية

*مدير موقع التاريخ الالكتروني

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله