أبوظبى تختتم أعمال قمة مجلس السياحة والسفر العالمي
أبوظبى "المسلة" … اختتمت أمس في العاصمة الإماراتية أبوظبي فعاليات القمة العالمية الثالثة عشرة لمجلس السياحة والسفر العالمي والتي حضرها نحو ألف متحدث وضيف من جميع أقطاب السياحة والسفر من دول العالم.
قال رئيس المجموعة والرئيس التنفيذي للاتحاد للطيران جيمس هوجن في ختام فعاليات القمة إن العالم يشهد إعادة رسم خريطة السفر الجوي العالمي نظراً لصعود الأسواق الجديدة وضمن الأسواق التقليدية الكبرى فضلاً عن تغيير تركيبة صناعة الطيران بشكل عام لتتمكن من استيعاب الظروف المتغيرة.
وذكر جيمس هوجن أنه فضلاً عن التحديات المستمرة التي يضعها أمامنا الاقتصاد العالمي جراء انعدام الاستقرار فيه والتقلبات المتواصلة المحيطة بأسعار الوقود والتوريد فإن النمو المتسارع لأسواق جديدة في عالم السفر مثل الهند وإفريقيا والشرق الأوسط سيعني أن على شركات الطيران إعادة هيكلة شبكاتها لتلبية تدفق حركة المرور المتغيرة.
وأشار إلى أن أكثر من 800 ممثل من كبار التنفيذيين في عالم السفر قالوا إنه من المستبعد أن تتمكن شركات الطيران العتيقة من إحراز أي تقدم ما لم تقم بإجراء تغييرات جذرية على طريقة إداراتها لأعمالها.
وأكد هوجن في كلمته على أن منطقة الشرق الأوسط تعد حالياً واحدة من أسرع المناطق نمواً حيث يشهد عدد من المراكز الجديدة الكبرى ومن بينها العاصمة أبوظبي تطوراً واسعاً لتلبية النمو الاقتصادي المتسارع في منطقة الخليج العربي والسعي إلى ربط الأسواق الجديدة بالأسواق التقليدية قائلاً إنه من أجل تمكين الأجيال القادمة من شركات الطيران من الانضمام بشكل قوي وفاعل إلى عالم السفر الجوي لتتمكن بالتالي من الحد من التكاليف وتحسين الإنتاجية وإيجاد طرق جديدة غير مكلفة للوصول إلى الأسواق الجديدة موضحاً أنها تحتاج الى الرؤية الناضجة والاستعداد لاتخاذ منحى مختلف عن السائد لتتمكن بالتالي من الحد من التكاليف وتحسين الإنتاجية وإيجاد طرق جديدة وغير مكلفة للوصول إلى الأسواق الجديدة.
وأكّد هوجن أن شركات الطيران على امتداد العالم بحاجة الى التكيف مع العالم الجديد وتحديد الأسواق المتنامية والسعي للوصول إليها، الأمر الذي يوجب على هذا القطاع إيجاد الموظفين من ذوي الكفاءات العالية إلى جانب توفير التدريب اللازم لتأهيلهم لمثل هذا النمو الجديد فضلاً عن استكشاف فرص النمو الفعالة من حيث التكلفة.
نموذج جديد
وأشار هوجن إلى أن الاتحاد للطيران ابتكرت نموذج أعمال جديداً يستند إلى ثلاثة محاور رئيسية تتمثل في النمو المتساوق واتفاقيات الشراكة بالرمز والاستثمار في حصص الأقلية لدى شركات الطيران الأخرى. وتتماشى هذه الاستراتيجية مع وتيرة النمو السريع الذي تحققه العاصمة أبوظبي كمركز عالمي جديد للسفر الجوي مساهمة في ربط شبكات وجهات شركاء الاتحاد للطيران قائلا إن الشركة تملك في الوقت الحالي 42 اتفاقية شراكة بالرمز فضلاً عن استثمارات في الحصص لدى أربع شركات طيران تشمل: طيران برلين وطيران سيشل وطيران فيرجن أستراليا وطيران ايرلينغوس مشيراً إلى أن تلك الشراكات ساهمت في تحقيق فوائد جمة للشركة على صعيد النتائج المالية حيث بلغ نصيب شراكات الحصص واتفاقيات الشراكة بالرمز 20 بالمائة من إجمالي عائدات الاتحاد للطيران أي ما يوازي 182 دولاراً أمريكياً ليرتفع بنسبة 34 بالمائة خلال الربع الأول من العام 2013 مقارنة بالفترة ذاتها عن العام السابق.
فرص استثمارية
وقال هوجن إن الفرص الاستثمارية في الحصص تتضمن التزام كل من شركات الطيران وتسهيل وصولها الى الأسواق الجديدة بأسعار تنافسية مع مراعاة قيود واعتبارات الاستثمار الأجنبي وتسهم تلك الاستراتيجية في تجنب الدخول في الإجراءات المطولة لعمليات الدمج والاستثمارات الكبيرة وتساعد على مواصلة التوسع عبر العلامات التجارية العالمية الكبرى والمرموقة في الوقت الذي توفر فيها المنفعة المتبادلة لجميع الأطراف بما في ذلك إمكانية الوصول للأسواق المتنامية فضلاً عن تحقيق وفورات كبيرة من خلال تقاسم الموارد والشراء المشترك.
وأكد هوجن أن استراتيجية الاتحاد للطيران تهدف للتركيز على الأسواق المتنامية ومواصلة بناء «طريق حرير» جديد يسهم في ربط الأسواق عبر أبوظبي وقال إن عام ٢٠٠٣ شهد تأسيس شركة الاتحاد للطيران ليصبح الناقل الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي نقلت عشرة ملايين مسافر خلال العام ٢٠١٢، وانطلاقاً من مركز العمليات التشغيلية في مطار أبوظبي الدولي، تتولى الشركة تشغيل ٨٦ وجهة تجارية وشحن على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا وآسيا واستراليا وأمريكا الشمالية والجنوبية، وتشغل أسطولاً حديثاً يضم ٧٣ طائرة من طراز إيرباص وبوينغ، وأكثر من ٩٠ طائرة تحت الطلب، تشمل ٤١ طائرة من طراز بوينغ 787-9 دريملاينر وعشرة طائرات من طراز إيرباص a380 التي تعد أضخم ناقلات الركاب في العالم وتمتلك حصصاً في كل من طيران برلين، وطيران سيشل، وفيرجن استراليا القابضة، وطيران لينغوس.
وتحدث عدد من المشاركين في القمة في عدد من الموضوعات التي تهم صناعة الطيران والسياحة والسفر على المستوى العالمي حيث ناقش طوني تايلر المدير العام والرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للنقل الجوي - إياتا- مع جيمس هوجن والرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية الدولية مسألة الأجواء السائدة وما إذا كانت صافية أو مضطربة، مشيرين إلى ضرورة العمل على تغيير أنماط العمل والأساليب، فضلاً عن ضرورة التنسيق وإجراء الاتفاقيات التي من شأنها خدمة كافة شركات الطيران والسياحة والسفر حسب الراية.
كما تناولت مناقشات القمة بحث العديد من الموضوعات الأخرى وتحت عناوين منها الوجهات المقبلة لكبريات العلامات التجارية الفندقية في العالم، والمشكلات والحلول الشائعة ناهيك عن الحديث بإسهاب عن الدور القيادي لرأس المال البشري في قطاع السياحة والسفر.
ومن جانبه قال مبارك حمد المهيري مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة إنه في الحادي والثلاثين من شهر مارس الماضي من العام الجاري سجلت المنشآت الفندقية في أبوظبي نمواً قدره ٧٪ في عدد نزلائها خلال شهر فبراير الماضي مقارنة بالفترة نفسها من عام ٢٠١٢ وهو ما رافقه زيادة كبيرة في عدد الليالي الفندقية والعوائد ومستويات الإشغال ومتوسط فترات الإقامة موضحاً أن إحصاءات هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة أظهرت أن ١٤١ فندقاً وشقة فندقية ومنتجعاً في مختلف أنحاء الإمارة قد استقبلت 196.518 نزيلاً أمضوا 676.445 ليلة خلال شهر فبراير ٢٠١٣ بارتفاع ٢٣٪ مقارنة بفبراير ٢٠١٢.