سياحة السعودية تعرض تجربة المكسيك في صناعة ودعم السياحة بورشة عمل
الرياض "المسلة" … بحضورالأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة و الآثار، عُقدت بمقر الهيئة في الرياض، ورشة عمل بعنوان "تجربة المكسيك في تطوير السياحة "، بمشاركة وزيرة السياحة المكسيكية السابقة غلوريا جيوفارا مانزو والوفد المرافق لها.
ورحب الأمير سلطان بن سلمان في بداية اللقاء بوزيرة السياحة المكسيكية السابقة بزيارتها والوفد المرافق لها، مؤكداً سموه على أن تجربة المكسيك في التنمية السياحية تعد من التجارب الرائدة و التي أثبتت الأهمية الاقتصادية التي يمكن أن يؤديها القطاع السياحي في التنمية الاقتصادية للدول، و هو ما تحقق في المكسيك خلال السنوات العشر الماضية، إذ أسهمت السياحة في تقوية الاقتصاد المكسيكي و نقله من مراحل الركود و ارتفاع البطالة إلى أحد الاقتصاديات القوية على مستوى العالم والقطاع الأول الموظف للأيدي العاملة المكسيكية، وذلك ما عرضه فخامة رئيس الأرجنتين خلال قمة دول العشرين التي عقدت العام الماضي في المكسيك، ونُظم بالتزامن معها اجتماعاً لوزراء السياحة في الدول الأعضاء، حضرته المملكة و قُدمت فيه تجارب العديد المكسيك و الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الصناعية الكبرى التي وجدت في التنمية السياحية محركاً أساساً للاقتصادات المحلية.
وتطرق خلال الورشة إلى أن التنمية السياحية في المملكة والتي شهدت نهضة كبيرة واهتمام من قبل خادم الحرمن الشريفين و ولي عهده الأمين، حيث صدرت عدد من القرارات المهمة التي تصب في مصلحة دعم وتنمية السياحة الوطنية.
كما تناول سموه الحديث عن مجالس التنمية السياحية المنتشرة في جميع مناطق المملكة، ودورها في دعم وتنمية السياحة المحلية، وذلك بمتابعة حثيثة من أمراء المناطق الذين يرأسون مجالس التنمية السياحية، مشيرا إلى أن المملكة مقبلة على نهضة كبيرة في مجال السياحة والآثار والتراث العمراني.
وأبان أن هذه الأرض تحتضن الكثير من الكنوز الأثرية التي لم يشاهد العالم منها إلا جزء يسيرا، لافتا إلى أهمية قطاع السياحة في تنمية وتطوير اقتصادات المناطق وتوفير فرص العمل للمواطنين في مناطقهم.
من جانبها، قالت وزيرة السياحة المكسيكية السابقة، إن الحكومة المكسيكية حاولت قبل 20 عاما أن تستقطب المستثمرين المحليين والأجانب في الدخول إلى قطاع السياحة ودعمه وتطويره وذلك من خلال مجموعة من الحملات المحفزة للمستثمرين، إلا أن ذلك المنهج لم يكن مجديا حتى دخلت الحكومة بنفسها وبشكل مباشر قبل حوالي عشرة أعوام في هذا القطاع الاقتصادي المهم، من خلال برامج دعم حكومية، إذ قدمت التسهيلات للمستثمرين والأراضي وعملت على صناعة البنية التحتية، كما شاركت برأس المال وضمان القروض، فانطلقت بعدها مجالات الاستثمار الحقيقية في قطاع السياحة في المكسيك.
وتابعت:" ومن ذلك منطقة الكانكون التي تعتبر الآن من أكبر المواقع السياحية استقطابا للاستثمارات السياحية المحلية والأجنبية"، مشيرة إلى أن الحكومة بعد الأزمة المالية الأخيرة التي ألقت بظلالها على كثير من الدول تنبهت إلى أهمية قطاع السياحة ودوره في دعم وتنمية اقتصادات الدول، و طورت خطة للإنعاش الاقتصادي كانت السياحة إحدى محاورها الرئيسة، خصوصاً وأنها الأقدر على إحداث الفارق في التدفقات النقدية، و إبقاء النقد دائراً داخل البلاد، و توفير فرص عمل للمواطنين، الذين يعمل ما يقارب 3 ملايين مواطن منهم ( بشكل مباشر ) في السياحة، و عدد مماثل في الأنشطة غير المباشرة، و هي وظائف تنتشر في جميع مناطق الدولة و تتوجه لجميع فئات المجتمع المكسيكي على اختلاف أعمارهم و مستوياتهم التعلمية، مع أنها تخدم فئة الشباب بشكل أخص " حيث أن متوسط أعمار المكسيكيين يبلغ 29 سنة، و هي صفة أخرى تشبه المكسيك فيها المملكة العربية السعودية التي غالبية مواطنيها من فئة الشباب".
وأبانت وزيرة السياحة المكسيكية السابقة، أن المكسيك تتميز بتنوع مقوماتها البيئة والمناخية والتراثية، لافتة إلى أن معظم الرحلات السياحية تكون من المواطنين المكسيكيين داخل بلدهم.
ورأت الوزيرة أن المقومات التراثية للمملكة بوصفها مركزاً للحضارات الإنسانية المتعاقبة، و ما تضمه المملكة من تباين طبيعي و مناخي وشعب مضياف، إلى جانب القوة الاقتصادية و الوفر النقدي يجعل من القطاع السياحي أحد أهم الرهانات التي تكفل النماء و الاستدامة للموارد الاقتصادية و حفظها و مضاعفتها للأجيال.
وشارك في الورشة كل مندوبين عن كل من وزارة الخارجية، و وزارة الداخلية، ووزارة المالية، والهيئة العامة للاستثمار، والبنك السعودي للتسليف والادخار، وصندوق الاستثمارات العامة، و برنامج "كفالة" التابع لصندوق التنمية الصناعي، وصندوق تنمية الموارد البشرية (هدف)، ومجلس الغرف السعودية، و عدد من المتخصصين و المهتمين بالقطاع السياحي، ومسؤولي الهيئة العامة للسياحة و الآثار.