الإماراتية تسعى لكسر هيمنة الرجال على صناعة الطيران المدني
دبى " المسلة " … شهد الدورة الثالثة عشرة من معرض المطارات المقرر انعقاده في دبي في الفترة من 6-8 مايو، انطلاق مبادرة تهدف إلى تشجيع المرأة الإماراتية للانضمام إلى الوظائف في مختلف مجالات صناعة الطيران المدني المجزية للغاية. ومن المقرر أن يقام على هامش معرض المطارات معرض «المرأة في مجال الطيران»، وهو معرض ملهم للتصوير الفوتوغرافي يجوب مختلف أنحاء العالم، ويسلط الضوء على دور ومساهمة المرأة في صناعة الطيران العالمية، كما يهدف إلى إلهام المزيد من النساء للتغلب على الحدود التقليدية الموضوعة لمشاركة المرأة في هذه الصناعة وتحقيق أهدافهن.
ويتم تنظيم المعرض بالتعاون مع منظمة «النساء في صناعة الطيران المدني» الدولية، ومقرها الولايات المتحدة الأمريكية، (www.wai.org)، وهي منظمة لا تستهدف الربح تضم أكثر من 8,000 عضو. وقال دانيال قريشي، مدير الحدث في معرض المطارات 2013: «نحن نريد تسليط الضوء على حقيقة أن دولة الإمارات بشكل عام وصناعة الطيران المدني الحيوية بها على وجه الخصوص تشجعان المرأة الإماراتية للتمتع بالفرص المهنية الواعدة في صناعة الطيران المدني».
ومن المتوقع أن تشهد صناعة الطيران المدني في دولة الإمارات زخماً كبيراً ونمواً هائلاً خلال العقد المقبل، حيث باتت الدولة مركزاً رائداً للسفر في العالم، ومن ثم، فمن المتوقع أن يرتفع الطلب على القوى العاملة الماهرة بشكلٍ ملحوظ. كما تدعم صناعة الطيران المدني، وفقاً لتقرير اقتصادي لأكسفورد، 224 الف وظيفة في الإمارات، وستوفر أكثر من 400 الف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة جديدة في مختلف التخصصات خلال السنوات الـ20 المقبلة.
وقالت ماريولا زيولكاوسكي، رئيسة منظمة «النساء في صناعة الطيران المدني» الدولية، مكتب ألمانيا، إن المعرض سوف يجوب مختلف أنحاء العالم. وأضافت بقولها: «نحن نخطط أيضاً لاستثمار الفائض من رعاية المعرض في صندوق للمنح الدراسية يهدف إلى دعم التدريب والدراسة لكل من الرجال والنساء المهتمين بشغل وظائف في قطاع الطيران المدني».
شهادات
عندما بدأت مريم البلوشي عملها كمديرة لقسم الدراسات البيئية في الهيئة العامة للطيران المدني، ما كان لأحد أن يتوقع أن تتطور حياتها المهنية في صناعة الطيران، التي يهيمن الذكور على جوانب أعمالها كافة، لتصل إلى اليوم الذي تمثل فيه دولة الإمارات في المحافل الدولية لصناعة الطيران المدني، أو أن تصبح داعماً قوياً وصوتاً مسموعاً للقضايا البيئية.
لكن مريم ليست هي الوحيدة التي ألهمت المرأة الإماراتية للسعي لشغل وظائف في القطاعات التي يهيمن عليها الذكور بشكلٍ تقليدي. حيث كانت الكابتن عائشة الهاملي أول امرأة إماراتية تعمل طياراً وهي الممثل الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة في المنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو) منذ أكتوبر من عام 2009.
وقد عملت كل من مريم والكابتن عائشة، اللتين تتمتعان بقدر عالٍ من الموهبة والحيوية، جاهدتين على تحقيق حلميهما والنجاح في صناعة الطيران، وهو قطاع لا يزال يهيمن عليه الرجال إلى حدٍ كبير، كما يوفر العديد من الفرص الوظيفية التي تشهد نمواً سريعاً.
وقالت مريم، والتي تمثل أول متخصصة إماراتية في بيئة الطيران ورئيسة اللجنة البيئية الإقليمية للطيران بالهيئة العربية للطيران المدني: «تمثل الأجواء المفتوحة الهدف الذي تصبو إليه المرأة التي ترغب في بناء حياتها المهنية في صناعة الطيران في دولة الإمارات العربية المتحدة. وهناك نقص عام في مشاركة المرأة الإماراتية بالوظائف الهندسية وغيرها من المجالات عالية التقنية، وخاصة في مجال صناعة الطيران».
طموح في وظائف متنوعة
خلال العقد الماضي، وضعت المزيد من النساء الإماراتيات طموحهن في وظائف متنوعة بصناعة الطيران المدني في دولة الإمارات. حيث أصبحت سلمى البلوشي أول امرأة إماراتية تقود طائرة بمفردها لشركة الاتحاد للطيران، وأصبحت الدكتورة نبيلة العوضي أول طبيبة إماراتية متخصصة في طب الطيران، وأصبحت نوال السويدي أول امرأة إماراتية ضمن أطقم الضيافة في الأجواء، كما أصبحت نوف العفيفي أول امرأة إماراتية تعمل في مجال مراقبة الحركة الجوية. وقد اتخذت جميع هؤلاء النساء زمام المبادرة ليثبتن أن الطموح والموهبة يمكن أن يوفرا أداة قوية لكل من المرأة والرجل.
جدير بالذكر أن صناعة الطيران المدني الإماراتية تستأثر بنسبة 28% (145 مليار درهم إماراتي) من اقتصاد ثاني أكبر ناتج محلي إجمالي في العالم العربي، ومع ذلك، يشغل عدد قليل للغاية من النساء الإماراتيات وظائف ومناصب في قطاعات هامة مثل الهندسة، مراقبة الحركة الجوية، صيانة الطائرات، إلكترونيات الطيران وطب الطيران. حيث ظلت صناعة الطيران في الإمارات العربية المتحدة، مثلها في ذلك مثل الاتجاه العالمي السائد، قطاعاً يخضع لهيمنة الرجال إلى حدٍ كبير.
المصدر : البيان