دموع السياحة المصرية
بقلم : صلاح منتصر … تسابقت كبريات الصحف العالمية أخيرا لنشر التقرير الذي أذاعه المنتدي الاقتصادي العالمي عن الخريطة السياحية العالمية وترتيب140 دولة تتنافس لجذب مليار سائح( تقريبا سدس سكان العالم). يتنقلون بين القارات للفرجة والتمتع بما حوته الكرة الأرضية من منوعات أثرية وطبيعية وترفيهية… الخ. لم تهتم الصحف بالدول الأكثر جذبا للسياح والذين جاءوا في مقدمة القائمة مثل فرنسا والولايات المتحدة والصين وأسبانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة وتركيا وألمانيا وماليزيا, وإنما تركت ذلك كله لتركز علي مصر وتبرز أنها تحتل المركز137 في القائمة يليها باكستان واليمن وتشاد, وهو أمر لكل الدنيا لا يصدق!
مصر التي نصح أوباما يوما الشباب الأمريكي أن يتعلم من شباب ثورتها, وكان ميدان التحرير قد أصبح قبلة الرؤساء والمسئولين والآلاف الذين قدموا من مختلف دول العالم, وكان السياح يسيرون في شبه مظاهرات من المتحف المصري وتمتليء بهم ساحة الهرم وخان الخليلي ومختلف المزارات السياحية.. مصر التي أنقل عن الزميل مصطفي النجار الخبير السياحي زارها عام2010 نحو15 مليون سائح أنفقوا12.5 مليار دولار في صناعة يعمل بها أربعة ملايين مصري.. مصر هذه وصل الحال بها بسبب الجفاف السياحي الذي تعانيه حاليا, أن أصبحت بعض فنادقها العائمة بين الأقصر وأسوان تقبل السائح بعشرين دولارا نوم وفطار وغدا وعشا!
ومن الغريب ان جذب مصر للسياح ظل أقوي من الأحداث عام2012, لكن الصورة تغيرت تماما هذا العام بسبب تدهور الاوضاع الامنية مما كانت نتيجته قيام الشركات السياحية بشطب مصر من خريطتها السياحية عام4102. يعني ولا سائح من الغرب او اليابان والصين..! وأصبح البحث محصورا عن سياح جدد من بلاد فقيرة تجذبهم الأسعار المتدنية لمجرد إضاءة غرف الفنادق حتي نبدد الكآبة التي تبدو بها ليلا وهي خالية. وتذكرت الفترة التي تلت نكسة عام76 ولجوء مصر الي السياح السوفيت وكانوا أفقر سياح العالم.. وكان منهم من يأخذ معه عند المغادرة فوط الفنادق وملايات الاسرة واحيانا الحنفيات ومقاعد التواليتات! ويامصر.. والله لا تستحقين هذه المهانة ولكنه الزمن ؟!