بقلم : د. عصام الطابوني
الآن .. لا أحد ينكر دور الإعلام بشكل عام ، و الإعلام السياحي بشكل خاص ، في تأسيس و تشكيل الثقافة السياحية و الوعي السياحي للأفرد و المؤسسات و المجتمع عامة . حتى كادت أن تكون وسائل الإعلام ، وسائل تعلم و تعليم ، ينهل المشاهدين من فيضها و المستمعين و القراء .
الآن .. أغلب المواطنون و المسؤلون لا يجهلون دور الإعلام ، و ما يلعبه " ايجابا أو سلبا في تنمية الإنسان و تنمية المجتمعات ، ولا يشككون في قدرته و مقدرته على الفعل و رد الفعل ، ايجابا كان أو سلبا .
الآن .. أصبح الإرتباط بين الإعلام و الإستقرار الأسري جلي ، بمعطيات و مقاربات باتت أكثر وضوحا ، حيث تكشفت أكثر ، العلاقة بين الأسرة و الترويح ، و الأسرة و الإعلام ، و الترويح و الإستقرار الأسري ..
إن السياحة في معظمها أنشطة ترويحية و إن كثيرا من الترويح يكون ضمن الأنشطة السياحية سواء المحلية أو الداخلية أو الوافدة . هنا يبرز دور الإعلام المرتبط بالسياحة ، المرتبطة بالترويح ، المرتبط بالأسرة ، المرتبطة بالإعلام . هنا يبرز دور الإعلام السياحي الذي يؤسس منذ البداية على رؤى ثاقبة و أهداف رائعة و خطط جادة و ادارة واعدة بتحقيق الأحلام و التطلعات و الطموحات التي أوجد من أجل تحقيقها .
وهكذا سيلعب الإعلام في حلته السياحية ، دورا محوريا في إثراء و إستدامة العلاقة الايجابية بين الأسرة و الترويح .
إن الأسرة الحديثة بدأت في طور الحاجة الى الإعلام السياحي الحديث ، الذي ينقل الكلمة و الصورة ، الخبر و المعلومة ، و الأنشطة السياحية الترويحية بوسائل و أساليب حديثة مثيرة و متطورة ، فنيا ، تقنيا ، مهاريا و إبداعيا . في الوقت الذي تحتاج فيه الى آليات ترويحية حديثة و مفيدة .
ان الاسرة الحديثة تحتاج الى برامج ترويحية تتوافق مع حاجاتها و متطلباتها . والإعلام هنا يلعب دور الوسيط بين الاسرة و الترويح ، دور الواعي والمتفهم للغايات الترويحية للأسرة والذي ينقلها بأمانة الى من يعنيهم الأمر .. ، وذلك لتحقيق هدف مشترك يتمثل في دعم حقيقي للإستقرار الاسري .
ان رسالة الإعلام السياحي في شقها الترويحي تتعدى مجرد تقديم لبعض المعلومات أو الصور أو بعض من الأعمال الإعلامية الدعائية او الاعلانية أو التوثيقية ، للمنشاءات و المرافق الترويحية بل تتعداها الى العمل المدروس و المؤسس و المدعوم بشكل كاف ، وتوظيف غير متحيز للعلوم و الفنون والطاقات و الكوادر و الخبرات .
ربما ذات يوم يثبت يقينا لدى من يعنيهم الأمر بأن الأداء الإعلامي الترويحي المبهر، المنشود للأسرة داعما قويا لإستقرارها و بالتالي إستقرار المجتمع بأسره .