اسبان ينقبون فى مقبرة تاريخية بمدينة فاس المغربية بحثا عن رفات أخر ملوك مسلمي الأندلس
الرباط " المسلة " … يقوم باحثون أركيولوجيون إسبان حاليا بعمليات تنقيب في مقبرة تاريخية بمدينة فاس وسط المغرب بحثا عن قبر أبي عبد الله الصغير، الملقب بأبي عبديل آخر سلاطين ملوك الطوائف الذي سلم غرناطة للقشتاليين في 2 يناير 1492. وقام الباحثون بمسح تحت الأرض لأزيد من أسبوع لقبة ضريح يرجح أن يكون مدفونا بها أبو عبديل، الذي قالت فيه أمه فاطمة قولتها الشهيرة (ابك مثل النساء ملكا لم تحافظ عليه مثل الرجال) وذلك بعد انهمار دمعاته وهو يلقي آخر نظرة، وهو في طريقه للمنفى، على قصر الحمراء من مرتفع يطلق عليه الإسبان حاليا "تأوهات المسلم الأخيرة".
وكان أبو عبد الله محمد الثاني عشر يلقب بالغالب بالله، وسماه الإسبان الصغير وأبو عبديل، بينما سماه أهل غرناطة الزغابي (أي المشؤم أو التعيس)، وقد قضى آخر أيامه في الحكم قبل سقوط غرناطة في الاقتتال مع أبيه أبي الحسن علي بن سعد بسبب جارية قشتالية حسناء. وقد غادر الأندلس في اوائل أكتوبر 1493 مع بعض أتباعه وحاشيته ونزل بمملكة فاس حيث قضى آخر أيامه. واستعرض الباحثون أهم النتائج التي توصلوا إليها وصورا تحت أرضية أخذت على عمق متر ونصف و3 أمتار وأكثر، مؤكدة وجود عدة مقابر تحت قبة الضريح، وسلاليم بعد تنظيف الموقع من الازبال، ما يرجح أن يكون السلطان بين المدفونين بهذا الموقع.
ويقوم الفريق بهذه الحفريات في إطار مشروع ممول من طرف الإماراتي مصطفى عبد الرحمان وخافيير بلاغوار السيناريست الذي يعمل على فيلم وثائقي طويل عن "أبوعبد الله" أطلق عليه إسم "رجل عامله التاريخ بسوء والفضل يعود له في إنقاذ غرناطة والامبراطورية". وبينما ترى كتب التاريخ أبا عبد الله خائن وجبان، يرى الإسبان أنه كان "رجل سياسة وحوار بامتياز"، استطاع الدفاع عن حقوق الغرناطيين وتسليم المدينة بدون اراقة الدماء.
المصدر : شينخوا