مستقبل السياحة الأردنية في ظل التغييرات العالمية المعاصرة
بقلم : د. ابراهيم بظاظو
يشهد العالم مع مطلع القرن الحادي والعشرين مجموعة من التغييرات في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والتكنولوجية والثقافية والبيئية والمعلوماتية وغيرها من الميادين، التي باتت تتداخل فيما بينها تداخلا يجعل العالم شبيهاً بمجتمع واحد تنتقل فيه المعلومة بسرعة فائقة ، وتتأثر أجزاؤه وأقاليمه ودوله وشعوبه بكل ما يجري في أي بقعة من بقاع المعمورة، وتسهم هذه التحولات والتغييرات التي ظهرت على الصعيد العالمي انعكاسات ايجابية وسلبية على مستقبل التنمية السياحية في الأردن ، الأمر الذي يستدعي تعزيز فرص الإستفادة من الإيجابيات التي أفرزتها هذه التغييرات، والتقليل على حد كبير من المخاطر .
تُشكلْ الشركات المتعددة الجنسيات في القطاع السياحي الدولي اليوم القوة المحركة في النظام الاقتصادي والسياسي الدولي الراهن ، وهي ظاهرة اقتصادية مهمة في مجال العلاقات الدولية ، بحيث أنها تمثل اليوم إحدى القوى المؤثرة في صناعة السياحة في العالم المعاصر ، وبالتالي أصبحت الشركات المتعددة الجنسيات، تعد بمثابة المسيطر والمهيمن، كما أضحت تلك الشركات تتحكم في موارد طبيعية هائلة ،وتسيطر مباشرة على أهم النشاطات السياحية في كل المجتمعات في العالم ، وقد دفع تعاظم نفوذ هذه الشركات إلى خلق نوع قوي من المزج بين الوحدات الإنتاجية والمؤسسات المالية والمصرفية العالمية على الصعيد العالمي.
ترتبط كل مؤسسة من المؤسسات السياحة بعلاقات عمل مع المؤسسات الأخرى ،ولا تستطيع المنشأة السياحية في هذا المجال أن تعمل بشكل مستقل سواء تعلق الأمر بالمزودين أو شركات التوزيع أو الشركات التي تنفذ الأعمال التكميلية أو المتنافسين، وبالتالي فإن المؤسسات التي تعيش بشكل مستقل ،وبدون علاقات مع الآخرين لا تستطيع الاستمرار في هذه البيئة السياحية المتعولمة والتي يزداد فيها التنافس في جميع المجالات يوماً بعد يوم، إلا أن العلاقات التي نتحدث حولها هذه لا يمكن أن تكون علاقات توازن وبنفس القدر بين جميع الأطراف في أي شبكة من شبكات الأعمال ،لهذا بدأ الحديث في الفترة الأخيرة التي تتميز بالعولمة حول علاقات السلطة والسيطرة التي يمارسها بعض النشطاء في أي شبكة من شبكات الأعمال مثل السياحة على الآخرين.
يعد منظمي الرحلات السياحية أكثر قوة في الهيمنة على الشبكة السياحية الدولية؛ لما يمتاز به هؤلاء من قدرة كبيرة أكثر من غيرهم ، بإعتبارهم من الوسطاء المهيمنين في العملية السياحية بين وكلاء السياحية في بلد الهدف ،وبين الزبائن( السياح) في بلد الأصل ولا بد من التواصل الدائم والمستمر بين هذه الأطراف الثلاث المهمة في العملية السياحية لأن المعادلة تبقى ناقصة إذا حدث خلل في أي عنصر من هذه العناصر.
يمر العالم بمجموعة من المستجدات الاقتصادية والسياسية التي سوف يكون لها تأثيراً كبيراً على مستقبل عملية التنمية السياحية في كافة الدول وخصوصاً الدول النامية ،ومنها الأردن ،ويمكن إيجاز أهم هذه المستجدات بما يلي ،تسارع وتيرة العولمة السياحية،و نمو قطاع المعلومات السياحية ،وخصخصة القطاع السياحي .