أيام صعبة للسياحة المصرية في برلين
بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
لأول مرة ومنذ مشاركتنا الأولي عام 1966 نذهب إلي بورصة برلين وشعور الاحباط يسيطر علي اعضاء الوفد المصري. لقد كان هذا الحدث فرصة طيبة دائما للترويج للسياحة المصرية التي كنا ومعنا كل الخبرة العالمية ننظر اليها باعتبارها صناعة الامل.. ومحور التطلع إلي الازدهار الاقتصادي الاجتماعي.
وفقا لهذا الواقع يمكن القول اننا وقبل ثورة 25 يناير وما صاحبها من احداث طاردة للسياحة. كنا نقول أننا مازلنا نأمل في حصولنا علي نصيبنا العادل من الحركة السياحية العالمية. رغم ذلك فقد استطاعت السياحة المصرية ان تحقق للدخل القومي 12.5 مليار دولار أنفقها ما يقرب من 15 مليون سائح. هذه الارقام انخفضت نتيجة لغياب الامن والاستقرار الي حوالي 8 مليارات دولار بينما هبط عدد السياح إلي 10 ملايين سائح
.
في هذا المجال يمكن ان نضيف إلي هذه النكسة.. التراجع الكبير في اسعار الاقامة بالفنادق وهو ما يمثل خسارة كبيرة لعوائد ما تم استثماره فيها.. هذه التداعيات كانت مبررا لفقدان مئات الالاف من الشباب والعاملين اعمالهم ومصادر رزقهم وهو ما أدي إلي تعقيدات جديدة في مشكلة البطالة.
< < <
وسط هذه الظروف الغاية في الصعوبة يحاول العاملون في السياحة المصرية القيام بما يشبه الحفر في الصخر. في هذا المجال نجح المكتب السياحي المصري في فرانكفورت في إقناع رئيس لجنة السياحة في البوندستاج الالماني واعضاء اللجنة بقبول الدعوة لزيارة الجناح المصري وكذلك القيام بزيارة لكل من القاهرة واسوان والغردقة آخر مارس القادم.
حول ما يتعلق بفعاليات بورصة برلين فقد شملت عقد المؤتمر الصحفي الدولي السنوي تحت عنوان »مصر تتحرك إلي الامام« وهو ما نرجو علي ضوء ما يجري علي الارض.. ان يكون صحيحا. ويتضمن برنامج العمل المصري في اطار هذه الفعاليات تكريم رئيس اتحاد منظمي الرحلات الألمان وعدد من المسئولين في المنظمات الألمانية التي ساهموا في العمل من أجل استمرار تدفق السياحة الألمانية الي مصر.
كما يجري افتتاح لاثار توت عنخ آمون المقلدة الذي يقام للتمهيد لمعرض هذا الملك الفرعوني الذي يحظي باهتمام وشغف كل شعوب العالم. وسوف يتم انتهاز فرصة بورصة برلين للاحتفاء بإصدار قصة الروائية الالمانية الشهيرة كاني بولنجر التي تحمل عنوان »حب في الاقصر«. يتم ذلك خلال عرض جهود مصر في رعاية السياحة الخضراء الصديقة للبيئة. وهناك جهود لان يشمل هذا الحفل الاعلان عن تسيير أول رحلة جوية المانية الي مقصد »طابا« السياحي.
< < <
ونظرا لما تحظي به مصر من اهتمام يقوم علي التقدير للمقومات السياحية التي نتمتع بها ثقافيا وترويجيا. لقد كان من الطبيعي ان تكون هناك اجتماعات ولقاءات في الجناح المصري تشمل رؤساء اتحاد منظمي الرحلات الألمانية واتحاد الاقتصاد السياحي واتحاد مكاتب السياحة واتحاد الانترنت وتكنولوجيا المعلومات السياحية وعدد من رؤساء تحرير الصحف المتخصصة بالاضافة إلي رؤساء هيئة المؤتمرات وشركات الطيران الألمانية. سوف تركز هذه اللقاءات علي مستقبل السياحة المصرية والاجابة عن الاستفسارات المتعلقة بتهيئة اجواء الاستقرار لاعادة ادراج مصر ضمن البرامج السياحية. وبالطبع فإن هؤلاء الخبراء لا ينتظرون ما يدخل في اطار التمني والمعلومات المرسلة وانما يريدون تحركا علي أرض الواقع بما يوفر اكبر حد من الاطمئنان.
< < <
يأتي في قمة ما يعد انجازا للسياحة المصرية ما سوف يدور بشأن السعي لإقامة معرض سياحي دولي في مصر تحت رعاية بورصة برلين. في هذا الاطار سوف يقوم مستشار البورصة بزيارة القاهرة وشرم الشيخ ومرسي علم للاختيار بينهم لاقامة هذا المعرض. نجاح مثل هذه الخطوة مرهون بمستقبل توافر الامن والاستقرار علي الارض المصرية.