أغرب الوجهات السياحية في العالم
من مجاري باريس إلى فئران الهند وعرائس المكسيك
لندن " المسلة " … إذا كنت تخطط لعطلة صيف 2013. فأنت في الغالب تبحث عن شواطئ خلابة أو مدن عامرة بالنشاط والحركة. وقد تختار ما بين عالم ديزني في فلوريدا أو شواطئ اليونان أو جنوب فرنسا. قد تكون وجهتك دبي أو بيروت إذا كنت تفضل السياحة الإقليمية. ولكن عشرات الآلاف من سياح العالم يبحثون عن الجديد والغريب. وذهب البعض من هؤلاء إلى آفاق قد لا يصدقها البعض. مثل جولات في مجاري الصرف الصحي تحت شوارع باريس، أو زيارة معبد هندي مليء بالفئران أو الإبحار إلى جزيرة مكسيكية لا يسكنها سوى دمى على شكل عرائس تحكي فيما بينها قصة حب مأساوية.
هذه الجولة بين أغرب وجهات السياحة في العالم ليست دعوة لزيارتها وإنما شهادة على أن ذوق السياح في العالم يختلف باختلاف الناس أنفسهم. وقد تفتح هذه الجولة فرصا لوجهات سياحة عربية جديدة، يعتقد من يروج لها أنها قد تجذب إليها بعض سياح العالم. فالسياحة لم تعد تقتصر على الشمس والشواطئ الرملية والمنتجعات الصحية وإنما تشمل كل ما هو غريب وغير مألوف. وهذه نخبة من أغرب وجهات السياحة حول العالم:
* مجاري باريس: هذه الجولة السياحية اسمها الرسمي هو «متحف المجاري» وهي جولة تعليمية حول أساليب الصرف الصحي التي تتبعها باريس. ويمكن للمتجول في أحشاء باريس أن يرى أنابيب المجاري وما تحمله من فضلات. وتقول نشرات هذه الجولة السياحية إن جولة المجاري الباريسية يجب أن لا يتوقع معها المتجول أن تكون الروائح مثل عطور بوتيكات باريس.
* المعتقل السوفياتي: تقدم مدينة فيلنيوس في ليثوانيا جولة سياحية فريدة في معتقل من أيام الاتحاد السوفياتي. ويعيد المعتقل أجواء بداية الثمانينيات حين كان الاستجواب يتم بأساليب ترهيبية من أفراد «كي جي بي» أو المخابرات السوفياتية. ويتعرض الزائر السياحي في عام 2013 إلى معاملة مماثلة، ويقضي بضعة أيام داخل المعتقل ليرى كيف كانت حياة المواطن السوفياتي لو حامت حوله الشبهات. ويتناول السائح وجبات طعام سوفياتية، كما يتم تجريده من هاتفه الجوال وأي وسائل اتصال بالعالم الخارجي. ويقوم ممثلون مع كلاب بوليسية بتمثيل أدوار ضباط التحقيق ويمارسون كافة أنواع العنف النفسي والتهديد مع الضحايا من السياح، إلى درجة أن بعض السياح يفقد الوعي أثناء التحقيق.
* جزيرة العرائس: وهي جزيرة صغيرة في أدغال المكسيك اسمها أوشيميلكو، لا يسكنها الإنسان وتصل إليها زوارق السياح للدوران حولها ومشاهدة عرائس صغيرة متناثرة ما بين الصخور وعلى الأشجار. وتستغرق الرحلة إلى الجزيرة نحو ساعتين ويشاهد خلالها السائح مئات العرائس الصغيرة التي تحول بعضها إلى أعشاش للحشرات. وتقول الأساطير المحلية إن رجلا واحدا صنع كل هذه العرائس بعد أن غرقت زوجته الشابة في مياه القنوات المحيطة بالجزيرة. وعاش الرجل وحيدا طوال حياته بعدها يصنع العرائس في ذكرى زوجته إلى أن لقي حتفه في النهاية، غرقا مثلها. وكان حادث غرقه في عام 2001.
* معبد الفئران: من يخاف من الفئران عليه أن يتجنب هذه الجولة السياحية التي تقدمها الهند لزوار معبد «كارني ماتا» في بلدة ديشموك، فهو مخصص للفئران التي يعتبرها أهل البلدة مخلوقات مقدسة. ويعيش في المعبد نحو 20 ألف فأر، ولا بد من الحذر أثناء دخول المعبد لأن قتل أي فأر بالخطأ يتعين تعويضه بفأر من الذهب أو الفضة. وما يجعل هذه الجولة مزعجة للبعض أنها تتم بعد خلع الأحذية. ويعتبر أهل البلدة أو مرور فأر على أقدام الزائرين يجلب الحظ السعيد. ويتم تقديم كافة أنواع الأطعمة يوميا لهذه الفئران المحظوظة.
* متحف الشعر: في بلدة أفانوس التركية يوجد مصنع للقوارير الفخارية للسياح ويقع أسفله أغرب متحف في العالم على الإطلاق وهو متحف مخصص لشعر النساء. والمتحف فكرة صاحب المصنع الذي جمع حتى الآن نحو 16 ألف عينة تحمل كل خصلة منها معلومات عن صاحبة الشعر. ويدعو الرجل زائرات المتحف إلى ترك خصلات من شعورهن للمتحف، ويقوم بإجراء سحب مرتين سنويا لاختيار عشر نماذج من خصلات الشعر. ويختار هذه الخصلات أحد الزائرين، وتفوز النساء العشر بإقامة مجانية في فندق محلي مع دورة تدريب مجانية في صنع الفخار.
* حديقة الذكريات: وهي تقع في بودابست في المجر احتفالا بتاريخ المدينة أثناء فترة الحكم السوفياتي. وتحتوي الحديقة على ما يمكن تسميته «مخلفات» هذه الحقبة من تماثيل لزعماء شيوعيين مثل لينين وكارل ماركس، وهي تماثيل خلعها الناس من الشوارع في عام 1991. ورأت بلدية المدينة جمعها في مكان واحد بدلا من تدميرها. وبعدما اشتهرت الزيارات التاريخية للحديقة، بنت فيها البلدية نماذج للميدان الأحمر في موسكو ومنصة الاستعراضات العسكرية فيه. وفي المساء تعرض في الحديقة أفلام سوفياتية قديمة من الأرشيف حول كيفية تجنيد وتدريب الجواسيس.
* متحف الصراصير: وهو من ابتكار مايكل بودان، خبير مكافحة الحشرات في بلدة بلانو في ولاية تكساس الأميركية. وهو يقدم فكرته لكي يجعل الزائرين يضحكون عند مشاهدة عرض صراصيره المحنطة بدلا من الصراخ رعبا منها. ويقوم مايكل بتفصيل ملابس للصراصير لكي تعرض شخصيات أو أفكارا معينة. فهناك صرصار يلعب على البيانو في معطف كان يرتديه عازف أميركي مشهور اسمه ليبراتشي. وهناك صرصار بفستان يماثل ما كانت ترتديه الممثلة مارلين مونرو. وبعد الجولة يقدم المتحف وجبات خاصة تدخل فيها يرقات الصراصير ضمن توابل وليمة باربيكيو.
* حارة العلك: في مدينة سياتل الأميركية هناك حارة سياحية لا تحتوي على شيء مهم سوى ملايين من قطع اللبان أو العلكة الملصوقة بالحائط. وتجاور هذه الحارة مسرح المدينة الذي كان الحضور يصطفون للدخول في هذه الحارة. وبدأ البعض منهم في التخلص من اللبان الذي يمضغونه بلصقه على الحائط. وبعد عدة محاولات لتنظيف الحائط من بلدية المدينة، تركته على حاله لكي تتراكم عليه كل أنواع وألوان اللبان المستعمل إلى درجة أن هناك جولات سياحية الآن لمشاهدة هذه الظاهرة ضمن جولة في سياتل. ويصف أحد الكتب السياحية هذه الحارة بأنها ظلت «تجمع اللبان والجراثيم منذ عام 1993».
* المتحف البحري المتجمد: وهي فكرة يابانية من مدينة كيسينوما، حيث يعرض المتحف عشرات النماذج من كافة الأحياء البحرية المجمدة في قوالب جليدية. ويتم تجميد الأحياء البحرية فور صيدها وإرسالها إلى المتحف لكي تدخل ضمن المعروضات. ويمكن لزوار المتحف استئجار معاطف خاصة للحماية من درجات الحرارة المتدنية للغاية (20 درجة مئوية تحت الصفر)، ولا ينصح المشرفون على المتحف بالبقاء فيه لأكثر من خمس دقائق.
* متحف الفنون الرديئة: وهو متحف دائم في مدينة بوسطن الأميركية مخصص للفنون الرديئة «التي لا يمكن إغفالها». وأسس المتحف عام 1993 تأجر الأنتيكات سكوت ويلسون الذي بدأه بمجموعة من اللوحات المروعة من سوء التنفيذ وعدم الحس الفني فيها. ثم توسع في المتحف مع إرسال مهتمين بهذا النوع من الفن عشرات اللوحات والأعمال الأخرى التي تتسم بالرداءة التامة. ويقول سكوت إنه عثر على بعض الأعمال المعروضة في صفائح القمامة بعد أن تخلص منها من رسومها. ويقول المتحف في موقعه على الإنترنت إنه يقع في موقع مريح في المدينة بجانب المراحيض العامة! وتوجد ضمن المعروضات لوحة لامرأة قبيحة الشكل أطلق عليها «الفنان» الذي رسمها اسم «مانا ليزا» ربما تيمنا بلوحة الفنان ليوناردو دافنشي الشهيرة «موناليزا»، وربما، وهو الأرجح، أنه لم يستطع كتابة كلمة «موناليزا» بطريقة صحيحة.
* سوق الساحرات: في مدينة لاباز في بوليفيا، التي تقع على ارتفاع 12 ألف قدم فوق سطح البحر، توجد سوق مخصصة لأعمال السحر وتشرف عليه مجموعة من الساحرات في ملابس سوداء. وتعرض السوق مجموعة ضخمة من المساحيق لكافة الأغراض منها ما هو مخصص لزيادة الخصوبة أو جلب الثروة أو الجمال أو الانتقام من الخصوم. وتشمل المعروضات الضفادع المجففة والأحجبة التي تحمي من الحسد والتمائم التي تمنع أذى الأعداء. ومعظم زبائن هذه السوق هم من أهل بوليفيا، بينما يكتفي السياح بالمشاهدة وربما فقط بقراءة الطالع.
هذه النخبة ليست حصرية، حيث توجد عشرات الوجهات السياحية «الخلابة» الأخرى مثل النزول في سجن أسكوتلندي وقضاء بعض الوقت وراء القضبان، وزيارة مقبرة تاريخية في مدينة سيدليك في الجمهورية التشيكية تستخدم فيها العظام الآدمية في الديكورات الداخلية، أو مشاهدة أكبر دولاب (خزانة) في العالم في مدينة هاي بوينت في ولاية نورث كارولينا الأميركية، ومبنى على شكل أكبر خروف في العالم في مدية تيراو في نيوزلندا. ومن أغرب الوجهات أيضا كهف مائي عميق على بعد 40 كيلومترا من شواطئ بيليز في أميركا الجنوبية. ويعرف الكهف الغواصون في هذا الموقع، حيث إن عمق المياه حوله لا يتعدى عدة أمتار ولكن عمق هذا الكهف يصل على 124 مترا، وبقطر 300 متر. وهناك بلدة أميركية اسمها «متروبوليس» في ولاية إيلينويز استغلت اسمها الوارد في قصة سوبرمان وأقامت له تمثالا عملاقا في المدينة ومتحفا مجاورا، وأضافت إلى اسمها لقب «مدينة سوبرمان».
مرة أخرى، إذا كنت تخطط لرحلات سياحية هذا الصيف، فقد تروق لك بعض هذه الوجهات!
المصدر : الشرق الاوسط