باحث يدعو إلى تعزيز السياحة التراثية وتوعية الطلبة بأهميتها
دبى "ادارة التحرير" …. دعا الباحث في السياحة والتراث أحمد عبدالله النعمان إلى زيادة الاهتمام بالتراث، باعتباره إحدى الركائز الاساسية التي تقوم عليها السياحة في كافة بلدان العالم، وشرياناً حيوياً للنمو الاقتصادي، ولم لهذا القطاع من أثر بالغ في تنمية وبناء قاعدة متينة للاقتصاد الحيوي تنعش البلدان في مجال السياحة.
وأضاف: الثقافة والتراث يرتبطان مع السياحة بعلاقة منفعة متبادلة وثيقة، يمكن من خلالها أن تعزز من جاذبية وتنافسية المناطق والوجهات السياحية مع بلدان أخرى، مع التأكيد على دور التراث في تنمية السياحة المستدامة، فالتراث كواحد من عناصر المنتج السياحي الأكثر أهمية يخلق وعلى نحو متزايد التميز في السوق العالمية المزدحمة، وفي الوقت ذاته تكون السياحة هي الوسيلة الحيوية المهمة لازدهار الثقافة والتراث وتوليد الدخل، حيث يمكن أن تدعم وتعزز التراث والإنتاج والابداع الثقافي، لافتا إلى ما ذكره رئيس برنامج السياحة في منظمة التنمية الاقتصادية للاتحاد الأوربي ريتشارد جريج أن بناء علاقة تفاعلية قوية بين السياحة والثقافة يمكن أن تساعد المدن كي تصبح أكثر جاذبية وأماكن ذات قدرة أكبر على المنافسة وتدفع بالسائحين، الاقبال عليها لغرض الزيارة والعمل وتشجيع الاستثمار.
تصنيفات
ويتابع: تصنف السياحة وتتنوع، حسب جهة القصد ونوع السائح والغرض منها وعلى سبيل المثال لا الحصر السياحة العلاجية، الدينية، الرياضية، البحرية، سياحة المؤتمرات والاجتماعات الرسمية، سياحة الشباب، سياحة التخييم، وغيرها الكثير إلا أن ما يهمنا هو سياحة الثقافة والتراث تحديداً حسب الاتحاد.
ويُعرف السياحة التراثية على أنها تجربة السفر إلى الأماكن والأنشطة التي تمثل أصالة قصص الناس في الماضي والحاضر التي تشمل التاريخ والثقافة والموارد الطبيعية وهي جميع الأنشطة والفعاليات السياحية المحركة التي تستخدم ما يتوفر لديها من موارد الثقافة وكنوز التراث الوطني وتخرجه وتسوقه باسلوب حضاري وجمالي جذاب خدمة للمنظومة الاجتماعية بما يخدم العملية الاقتصادية المستدامة، وتمارس دورها الايجابي في اظهار الصورة الناصعة الجميلة للبلد.
وبين أن التراث عنصراً مهماً يلعب دوراً حيوياً في تحقيق الاستدامة، وعلينا أن نؤمن بمبدأ النمو الاقتصادي والتطور البيئي، ضمن حدود العلاقات المتبادلة بين الناس وأفعالهم وبين المحيط الحيوي والسنن التي تحكمه، وتحقيق مستوى معقول من الرخاء والأمن لجميع أفراد المجتمع، ويُعدُّ ذلك أمراً أساسياً لحماية التوازن البيئي والحفاظ على مقومات السياحة.
خبرات
وقال: لو استعرضنا جانباً من النموذج البياني فالهدف من برنامج السياحة الثقافية اليابانية هو تشجيع المزيد من السياح لزيارة اليابان زيارة أولى ثم السعي لتكرار الزيارات، المهم توفير الخبرات المثيرة للاهتمام وسهلة الفهم، التي تحفز فيك اهتماما عميقا في التاريخ والثقافة التقليدية اليابانية، ولتحقيق ذلك، من المهم ربط الثقافة والسياحة، وقد عقدت لجنة السياحة الثقافية اليابانية حلقات عمل لتسهيل فهم أعمق من اليابانيين عن تاريخهم وثقافتهم الخاصة، وفي الوقت ذاته الاستفادة من تحديد موارد السياحة الثقافية من وجهة نظر السياح الأجانب وتوفير تجربة السياحة الثقافية لأعداد كبيرة من السياح وتلبية لرغباتهم.
وحول فوائد السياحة التراثية، يقول النعمان: نجد أن تفاعل التراث الثقافي مع السياحة، يمكن أن يكون له تأثير اقتصادي هائل على الاقتصاد المحلي، منه فوائد اقتصادية وفرص عمل وارتفاع قيمة العقارات، وزيادة التواصل الحضاري بين الشعوب، ما يحفز المجتمع على العمل الجماعي لتطوير صناعة سياحية مزدهرة تجذب إليها جموعا غفيرة من المشاركين والزائرين، خاصة في مناسباتها كالمهرجانات والفعاليات الجماعية الأخرى.
برامج
وحول التحديات التي تواجه السياحة الثقافية يوضح النعمان، أن التحدي الرئيسي في برامج السياحة الثقافية، هو أن ضمان زيادة السياحة لا تدمر الصفات التي جذبتهم، وقد يتأثر الطلب نتيجة حصول الاكتظاظ في مواقع السياحة الثقافية، وخصوصا خلال مواسم العطلات الخاصة، كما يؤثر على هذا النمط من السياحة ولأن قلة الموارد البشرية المؤهلة للعمل، وضعف مستويات ما هو موجود في السوق وخاصة في حقل الارشاد السياحي، ونظرا لكون السياحة تتطور وتتغير بسرعة، فمن الطبيعي جدا أن تواجه تحديات مستمرة، لكن يجب الوقوف عندها والعمل على علاجها.
وحول توصياته ومقترحاته فيما يتعلق بتعزيز ونشر منظومة السياحة الثقافية وتقدمه بطريقة منهجية مدروسة، يؤكد النعمان ضرورة دراسة دور السياسات العامة في هذا المجال، مع التركيز بشكل خاص على السياحة والتراث كنشاط انساني دون مقايضة معالم التراث السياحية بالمال، وتنظيم الأنشطة والفعاليات التراثية الجماعية من مهرجانات ومسابقات وتشجيع الشباب على المشاركة فيها والتعايش السلمي مع المواقع التاريخية واحترام مصادر التراث، وتوعية الشباب وطلبة المدارس بأهمية التراث.