Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

ندوة حول تنمية السياحة البيئية في الشمال ذوق

ندوة حول تنمية السياحة البيئية في الشمال ذوق

 

طرابلس " المسلة " … نظمت رابطة المهندسين البيئية في نقابة المهندسين بطرابلس ندوة حول "أهمية تنمية السياحة البيئية في الشمال" في القاعة الزجاجية في المبنى الجديد للنقابة، في حضور وزير السياحة فادي عبود ممثلا بزينة حداد، رئيس بلدية طرابلس نادر الغزال، رئيس بلدية الميناء محمد عيسى، نقيب المهندسين بشير ذوق، نقيب أطباء طرابلس فواز البابا، القاضي نبيل صاري وحشد من مديري الكليات الجامعية والمهندسين والطلاب ومهتمين.

 

افتتاحا النشيد الوطني وكلمة تقديم من المهندس فادي عبيد. ثم ألقى نقيب المهندسين ذوق كلمة قال فيها: "نلتقي اليوم لتسليط الضوء على ما تبقى من معالمنا ومحمياتنا الطبيعية التي شئنا أم أبينا هي عرضة للتهديد البيئي المستمر. وهذا بالتحديد ما دفع بزملائنا الذين نحيي جهودهم الجبارة لإعلان "حالة الطوارئ" والعمل على وضع خطة عاجلة لحماية ما تبقى من محمياتنا من خلال التوعية على أهمية الموارد البيئية المتوافرة، ليس حفاظا على الطبيعة فحسب بل لتعزيز الاقتصاد" .

 

أضاف: "إن السياحة البيئية في لبنان عموما والشمال خصوصا تعاني اليوم إهمالا فاضحا من قبل الوزارات المعنية التي، ربما بسبب ضآلة المخصصات، لم تعطها طابعا رسميا ولم تصدر وسائل لدعمها، مع العلم أن السياحة البيئية تشكل نسبة كبيرة من السياحة الدولية. ورغم ذلك، فإن هذه السياحة لا تزال تعاني من مشاكل عديدة بسبب قلة إدراك السلطات المحلية لأهميتها، فضلا عن التزايد العشوائي للكسارات التي تسبب التلوث البيئي بكثافة، عدا عن الصيد وقطع الاشجار والحرائق وعمليات البناء غير الشرعية، علما أن مناخ لبنان الفريد وتضاريسه يساهمان بشكل قاطع بتزايد عدد المحميات اذ ينعم لبنان اليوم بتواجد 8 محميات طبيعية، 28 غابة محمية، و17 موقعا طبيعيا، يتمتع معظمها بتصنيفات عالمية و لا يزال العمل جاريا من قبل وزارة البيئة على مناطق عدة لا سميا في منطقة عكار لتحويلها الى محميات طبيعية" .

 

وقال: "ما يهمنا اليوم كأفراد في موقع المسؤولية هو العمل على تحديد خطوات إحياء التراث البيئي في منطقة الشمال والفرص المتاحة لتنمية مستدامة فيها، وذلك بالنظر إلى التحديات التي تواجه الأنشطة السياحية الصديقة للبيئة، والتدابير التي يمكن أن تتخذها البلديات لمواجهتها من جهة، ولنشر ثقافة هذه السياحة من جهة أخرى، لا بد من التشديد على دور القيمين على تنمية وتطوير البيئة السياحية من خلال العمل على توجيه الجمعيات المحلية وتوعيتها للقيام بدورها في الشرح للمواطنين وتثقيفهم حول أهمية المحافظة على ما تبقى من موارد بيئية في محيطهم. ولأن المحمية ليست سوى منظومة بيئية من بيئة أكبر، فعليه يجب أن تكون التربية البيئية في صميم المناهج التربوية، كما يجب تنظيم رحلات طالبية إلى المحميات، ليتعرف هؤلاء على جمال طبيعتهم وأهميتها" .

 

ثم عقدت الندوة الأولى حول غابة الأرز ومحمية إهدن ترأسها المهندس رياض كيروز فقال: "إن مفهوم البيئة لا ينحصر ولا يتوقف عند زيارة المواقع الجميلة وعدم قطع الاشجار وعدم إشعال الحرائق في الغابات وعدم تلويث الطبيعة، بل ان للبيئة مفهوما يتعدى كل هذا ليشمل كل ما يتعلق بحياة الإنسان على هذه الارض. من هنا فإن فهم السياحة البيئية يجب أن يكون واسعا ليشمل جوانب حياة الإنسان كافة في مجتمعه" .

 

وحاضر المهندس شربل طوق عن الأرز، فعرض صورا عن مدينة بشري ومنطقتها وغابة الأرز التي تتمتع بسياحة بيئية بإمتياز، فهي موقع للاصطياف صيفا وللتزلج شتاء، إضافة إلى تمتعها بأربعة فصول أو أربعة مواسم، كما تناول القطاع الزراعي في المنطقة، مشيرا إلى بلدة حصرون ومنازلها ذات الطابع التقليدي بقرميدها الأحمر. ولفت إلى دور أصدقاء غابة الأرز وإلى واقع الغابة ووادي قنوبين الذي صنف على لائحة التراث العالمي نظرا لتنوعه البيولوجي.

 

وتحدثت مديرة محمية حرج إهدن المهندسة ساندرا كوسا، فركزت على واقع مدينة إهدن وجوارها وما تضمه من مواقع دينية واثرية ومرافق خدماتية ومكونات وموارد طبيعية وما يقام سنويا في المدينة والمنطقة من أنشطة ومعارض، أضافة إلى الندوات العلمية والبيئية. وتوقفت عند ما تضمه المحمية من زراعات ونباتات أضافة إلى 39 نوعا من أشجار الأرز و157 نوعا من الطيور و26 من الثديات و23 من الزواحف وفي الغابة دروب وممرات ليتمكن الزائرون من التجول فيها دون إلحاق اي ضرر بمكوناتها الطبيعية.

 

وترأست المهندسة ميرنا شاهين الندوة الثانية حول عكار والضنية، وتناول رئيس إتحاد بلديات الضنية محمد سعدية الواقع البيئي والإنمائي في منطقة الضنية التي تمتاز بمناظرها الطبيعية وبعض بلدياتها مصنفة سياحيا، وتستقطب المصطافين إضافة إلى شجر الزاب الذي ينتشر في جبال الاربعين وعدد المغاور في المنطقة، والتي ما تزال في غالبيتها غير مستكشفة إضافة إلى أن الضنية هي من أغنى مناطق لبنان بالمياه الجوفية، فجبل المكمل يحيط بها من المنطقة الشرقية. واشار إلى أن المنطقة تصلح لتكون منطقة للتسوق ولإقامة مراكز التخييم وحقول للرماية إضافة إلى التزلج في منبسطاتها الجبلية. وأشار إلى سعي الإتحاد لإنشاء محمية في الضنية بالتعاون مع الهيئات الدولية.

 

كما تناول رئيس جمعية التنمية في عكار علي عمر واقع السياحة والبيئة في عكار، فأشار إلى أن المنطقة التي تحولت إلى محافظة لم تكتمل أطرها الإدارية حتى الآن وهي غنية بالثروات الطبيعية، فهي تضم ثاني أكبر سهل في لبنان وفيها أنهر عديدة إلى جانب أطول شاطىء بحري دون أن تقوم عليه تعديات في ما يتعلق بالأملاك البحرية وفيها معالم اثرية وحصون وقلاع ودور عبادة ومطاحن تجعل منها متحفا سياحيا طبيعيا. وتوقف عند مزايا سهل القموعة إلى جانب التنوع في اشجار الأرز وأنواع الطيور وتعدد الكهوف وسط بنية تحتية سيئة وإنعدام وجود مرافق خدماتية وغياب واضح لدور مؤسسات الدولة الخدماتية والسياحية والثقافية والبيئية.

 

وفي الندوة الثالثة، تناولت رئيسة لجنة البيئة في جمعية أندية الليونز الدولية المهندسة ميرنا شاهين واقع البيئة، فأشارت إلى أسباب تلوث الهواء ودور معامل الكهرباء والغاز ووجود الأملاح والفطريات في الهواء ووجوب منع إستخدام الوقود الصناعية والحد من التلوث الذي تحدثه السيارات ووسائل النقل، مما دفع بمنظمة الصحة العالمية إلى الإشارة بأن نسبة التلوث قد إزدادت في لبنان، ونبهت من أن الألعاب النارية وحرق الدواليب ظواهر سيئة تؤدي إلى أضرار بالغة وتؤثر على البيئة والمياه وكذلك المولدات الكهربائية والتدخين، وكلها عناصر تؤدي إلى أمراض رئوية إضافة إلى حصول أمراض سرطانية وحدوث تغيرات مناخية تقضي على الثروة السمكية والحيوانية. وشددت على زراعة الأشجار قرب المباني لا سيما الكينا والزيتون إضافة إلى وجوب حماية التربة من الإنجراف بخاصة في الأماكن المنحدرة وعدم إستعمال إلا المياه السليمة في ري المزروعات وإستخدام المواد العضوية لا الكيميائية.

 

وترأس المهندس سيزار ضاهر الندوة الرابعة حول البترون والكورة، وحاضر حنا بيطار عن واقع البترون في الجرد، لا سيما غابة أرز تنورين حيث تنعدم إمكانية السياحة داخلها، فهي محمية طبيعية لا مراكز إرشاد فيها ولا إمكانية للمشي والتنزه بداخلها. وكذلك تنعدم مراكز الضيافة أو المنامة وليس فيها مركز للتزلج وبإختصار ليس فيها أي نوع من السياحة البيئية.

 

كما تناول بالوع بلعا وبالوع بعتارة وهما من أجمل وأعمق المغاور الطبيعية في العالم، وهما هاويتان صخريتان عميقتان تتساقط منهما شلالات المياه عند ذوبان الثلوج ولا إستفادة سياحية منهما، وكذلك نهر الجوز الذي يمر في واد متعرج يفصل الكورة والبترون وهو غاية في الروعة ويعد تحفة طبيعية نادرة، ولكن لا يستفاد من هذه اللوحة الجمالية إذ لا إهتمام بهذا المعلم الطبيعي البيئي .

 

كما توقف عند قلعة الحصن بين بلدتي بشعلة ودوما وقلعة سمار حبيل ودير كفيفان وقلعة المسيلحة، إضافة إلى سيدة النورية في حامات ورأس الشقعة مبينا أهمية هذه المواقع من الناحيتين السياحية والبيئية وإفتقار المنطقة عموما لأي مرافق حيوية. وعرض المهندس جورج ساسين الواقع البيئي والسياحي في قضاء الكورة، فدعا إلى حماية المواقع الطبيعية ووضع الدراسات لحماية ما بقي سالما من الشاطىء وإلى الحفاظ على الحارات القديمة والتراث المعماري في قرى وبلدات القضاء وحمايتها من زحف الباطون ووضع مشاريع خاصة بصيانة الأبنية التراثية وترميمها.

 

وترأس المهندس فادي عبيد الندوة الخامسة حول طرابلس والميناء، وتحدث فيها رئيس لجنة البيئة في إتحاد المهندسين العرب المهندس عامر حداد فتوقف بصورة خاصة عند الجزر والواجهة البحرية لمدينة طرابلس والميناء وقال: " طرابلس عطشى إلى مشاريع ضخمة تنشط فيها الحركة وتعيدها إلى الخارطة السياحية" ، وأشار إلى وجود 9 جزر أمام الشاطىء دون جدوى ولم يوضع مخطط لإستثمارها. واوضح بأنه كرئيس للجنة رعاية البيئة قاموا بدراسة كلفت جهدا لكيفية الإفادة من الجزر ومن الحيز البحري ولكن ينقص المال.

 

وطالب بخطة إنمائية وتحديث وسائل النقل البحري، ولفت الى فكرة إنشاء منتزه بحري مع محطة تسفير وتخصيص مركبين سياحيين صديقين للبيئة. كما لفت إلى الوضع البيئي البحري في طرابلس المقلق والخطير بسبب مجارير الصرف الصحي التي ما تزال تصب في البحر. وختم مطالبا بإزالة المخالفات البحرية وبإنشاء مشروع مشابه لمشروع زيتونة بيه لكن على مساحة أكبر والذي سيعود على المنطقة بالإزدهار الإقتصادي. وفي الختام دعي الحضور الى مأدبة غداء أقيمت في مطعم الشاطر حسن.

 

المصدر : lebanonfiles

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله