دول الخليج تنفق مليارات على توسيع المطارات
تضخ دول الخليج مليارات الدولارات في مشاريع المطارات لمواكبة الزيادة في حركة المسافرين وتعزيز مواقعها كمراكز إقليمية للسفر العالمي.
على مدى العقد الماضي تجاوزت حركة الركاب في منطقة الخليج المتوسط العالمي بكثير، حيث أن شركات الطيران الإقليمية رفعت على نحو متزايد من حصتها من حركة المرور الدولي. يتوقع اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA) أن يسجل الشرق الأوسط في عام 2013 ثالث أسرع معدل نمو إقليمي لعدد الركاب أو ما نسبته 6.6٪، وسيكون الأسرع نمواً على صعيد الشحن وذلك بنسبة 4.9٪. بحلول عام 2020، من المتوقع أن تتعامل المطارات في الشرق الأوسط مع ما يقارب 400 مليون مسافر سنوياً.
أتت غالبية النمو من خلال شركات الطيران الثلاثة الكبرى في المنطقة، وهي الإمارات والاتحاد للطيران والخطوط الجوية القطرية، التي قامت كلٌ منها بتوسيع شبكاتها خلال عام 2012، ووقعت اتفاقيات الشراكة بالرمز أو قامت باستثمارات رأسمالية.
عزز توسعها السريع مكانة الشرق الأوسط كمركز عالمي للسفر، وأنشأ طلباً قوياً على الطائرات الجديدة في المنطقة. وفقاً لتوقعات بوينغ لمستويات الطلب الحالي، فإن الشرق الأوسط سيتطلب 2370 طائرة جديدة تُقدّر قيمتها بـ470 مليار دولار على مدى فترة 20 عاماً تنتهي في عام 2031. ستستبدل حوالي 730 طائرة (31٪) أصول الأسطول الحالي، ومن المتوقع أن يدفع النمو السريع للسفر الجوي في المنطقة 69٪ من الطلب.
على المدى البعيد، ستهيمن الطائرات ذات الممر المزدوج على الطلبات الصادرة من الشرق الأوسط، ما يعكس أولويات الشبكة العالمية لشركات الطيران الرائدة في المنطقة. لدى شركات الطيران في الشرق الأوسط حالياً طلبات متراكمة لـ882 طائرة، 62٪ منها طائرات كبيرة ذات الممرين للمسافات الطويلة.
التوسع في دول مجلس التعاون الخليجي الذي كان بقيادة هذه الناقلات الثلاثة شكّل ضغطاً على مطارات المنطقة. أظهرت دراسة نُشرت العام الماضي أن العديد من المطارات الخليجية مكتظة، حيث تصل نسبة الاستفادة من القدرات الحالية في دول مجلس التعاون الخليجي إلى 115٪ وترتفع إلى 130٪ في المملكة العربية السعودية.
للمساعدة في مواكبة النمو السريع الجاري في قطاع الطيران في المنطقة، تنفق دول مجلس التعاون الخليجي مليارات الدولارات على توسيع المطارات الحالية أو بناء أخرى جديدة. فيما يلي نظرة على بعض المشاريع الجارية أو تلك التي يجري التخطيط لها حالياً في كل بلد.
البحرين
قالت شركة مطار البحرين أنها تعتزم إطلاق مشروع توسيع مطار البحرين الدولي هذا العام. سيشمل المشروع توسيع مبنى الركاب الرئيسي وبناء مركز صيانة كبيرة. المطار الذي افتتح في عام 1994 يخدم حالياً تسعة ملايين مسافر سنوياً، وفي إطار الخطة الحالية، فإن الطاقة الاستيعابية للمطار سترتفع إلى 13.5 مليون مسافر في العام.
الكويت
تخطط الكويت لإنفاق ستة مليارات دولار على توسيع الطاقة الاستيعابية للمطار من ستة ملايين مسافر سنوياً إلى 20 مليون مسافر في العام، وتحويل المطار إلى مركز رئيسي للركاب والشحن الجوي. الخطوط الجوية الكويتية وشركة الجزيرة للطيران المنخفض التكلفة المملوكة من القطاع الخاص تسيران الرحلات من مطار الكويت الذي استقبل 8.5 مليون راكب في العام الماضي.
عُمان
تنفذ عٌمان الآن برامج توسع كبيرة لاثنين من المطارات الدولية في السلطنة وهما مطاريّ مسقط وصلالة. يُقال أن تطوير مطار مسقط الدولي سيكلف 1.8 مليار دولار في حين ستصل كلفة مطار صلالة إلى 765 مليون دولار. مشروع تطوير مطار مسقط الدولي هو أكبر مشروع في تاريخ سلطنة عمان. عند الانتهاء من توسيع مطاريّ مسقط وصلالة في عام 2014 سيكون المطاران قادرين على استيعاب 12 مليون ومليونيّ راكب في السنة على التوالي.
قطر
أعلنت قطر أنها ستفتح المطار الجديد في 1 أبريل.
سوف يكون لمطار حمد الدولي، الذي يقع على بعد حوالي أربعة كيلومترات إلى الشرق من المطار الحالي، قدرة للتعامل مع 30 مليون مسافر سنوياً بشكل أولي. رئيس الهيئة العامة للطيران المدني في قطر عبد العزيز النعيمي قال أن تكلفة بناء المركز الجديد خلال ثماني سنوات تقريباً قد تجاوزت 15 مليار دولار.
سيكون أحد عشر ناقل أجنبي منخفض التكلفة أول من سيستخدم المنشأة الجديدة، في حين سينضم إليها الناقل الوطني للبلاد، الخطوط الجوية القطرية، في الربع الثاني من عام 2013.
من المتوقع أن يرفع توسيع المطار الجديد مستقبلاً قدرته إلى 50 مليون مسافر سنوياً بحلول عام 2020.
السعودية
المملكة العربية السعودية بصدد إنفاق 10-15 مليار دولار على بناء وتطوير مطاراتها بحلول عام 2020. سيتم رفع قدرة مطار الملك خالد الدولي في الرياض من 14 إلى 25 مليون مسافر، في حين أن محطة جديدة يجري بناؤها في مطار جدة بكلفة 7.21 مليار دولار ستوسع قدرته من 17 إلى 30 مليون مسافر.
الإمارات العربية المتحدة
تنفق دبي حالياً 7.8 مليار دولار في إطار خطتها الاستراتيجية لعام 2020، وذلك بهدف زيادة قدرة مطار دبي الدولي إلى 90 مليون مسافر بحلول عام 2018. تضاعفت حركة الركاب الجوية في دبي في السنوات الخمس الماضية، ومطارها هو الآن ثالث أكبر مطار في العالم. يعد المطار العدة لأن يصبح الأكبر في العالم بحلول عام 2015.
أعلن المطار مؤخراً عن الانتهاء من إطلاق تدريجي للكونكورس 1 البالغة تكلفته 3.2 مليار دولار، وهو أول كونكورس بني خصيصاً لاستقبال طائرة إيرباص A380. الكونكورس الجديد في مطار دبي الدولي يرفع الطاقة الاستيعابية للمطار بنسبة 25٪ إلى 75 مليون راكب سنوياً.
من ضمن المخططات أيضًا في دبي هو مطار آل مكتوم الدولي الجديد، الذي باشر عمليات الشحن قبل ثلاث سنوات. المطار العملاق، الذي تم تصميمه لتلبية احتياجات 160 مليون مسافر، سيفتتح محطة الركاب التي طال انتظارها في شهر أكتوبر، كما أعلِن مؤخراً. مطار آل مكتوم، وهو جزء من مجمع دبي وورلد سنترال للشحن، كان من المقرر أن يُفتح أمام حركة الركاب في مارس من العام الماضي.
شركة أبوظبي للمطارات تنفق مبلغاً مماثلاً (6.8 مليار دولار) لتوسيع مطار أبوظبي الدولي لكي تزيد من عدد الركاب الذي يمكنه استيعابه من 12 مليون إلى 32 مليون في العام. هذا الجزء من مشروع التوسع، وهو مجمع المطار الرئيسي الجديد، يتضمن إنشاء مجمع جديد بين مدرجيّ المطار. تعرّض المشروع لسلسلة من التأخيرات، ولكن حين اكتماله، سيكون مجموع مساحته المبنية 630،000 متراً مربعاً، وسيتمتع بالقدرة على التعامل مع 20 مليون مسافر في السنة.
حتى أصغر المطارات في الإمارات العربية المتحدة تستثمر من أجل تعزيز المرافق والتوسع. تخطط الشارقة لإنفاق 136 مليون دولار، في حين خصصت الفجيرة مبلغ 43.5 مليون دولار لتوسيع مطارها.