معوقات السياحة الداخلية
بقلم: محمد لويفي الجهني
في وطننا ارتبطت الإجازة بإجازات الطلاب وبعودة الطلاب إلى مدارسهم اجتمع المجازون و بدأت الأحاديث عن أين قضوا إجازاتهم فكل يتحدث اين قضى إجازته ومشاهداته في الإجازة ووصف الأماكن التي ذهب إليها فمنهم من سافر إلى خارج الوطن والكثير فضل قضاء إجازته في ربوع الوطن والتنقل بين مدنه ومهرجاناتها واستغل البعض الاجازة وذهب إلى المدن المقدسة مكة المكرمة لتأدية العمرة ومدينة الرسول صلى الله عليه وسلم للزيارة والسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم …
وبعد الوصف والحديث أجمع الكثير على إن الإجازة في وطننا الأجمل وذلك لمهرجاناتها ولتنوع تضاريسها ومناخها وللأمن والأمان ولتعدد أسواقها وجمالها ورقيها وكذلك التنوع في المطاعم وأكلاتها كل ذلك وأكثر جعل الكثير يقتنع بقضاء الإجازة دوما في ربوع الوطن الغالي الذي يوجد فيه عدد من المدن السياحية والتراثية التي تحفز المواطن على الذهاب إليها والتعرف عليها واكتشافها .
ولكن المجازون اتفقوا و أبدوا تضجرهم وانزعاجهم من عدم توفر شبكة النقل فشوارع المدن عندنا مكدسة ومكتظة بالسيارات وزحمة في زحمة وانتظار وترقب في فتح الإشارة ويمكن يطول الانتظار إلى نصف ساعة أو يزيد عند كل إشارة وخاصة في المدن الكبرى الرياض وجدة وممكن أكثر إذا حدث حادث مروري يتوقف السير لزمن أكثر وذلك لتأخر المرور عن الوصول و مباشرة الحادث وفي كثير من الأحيان نشاهد مواطنين ينظمون السير حتى قال احدهم كمرات ساهر متواجدة أكثر من جندي المرور.
وان هذا السبب و عدم توفر وسائل النقل من باصات راقية و قطارات ومترو هو من أوجد اكتظاظ السيارات في وطننا فبوسائل النقل الحديثة المعلنة و المنتظر إقامتها بين المدن وداخل المدن يخف الزحام إلى النصف أو أكثر وتنساب الحركة المرورية كما يحدث في الدول الأخرى الأكثر منا سكانا فتوفر وتعدد وسائل النقل في تلك الدول جعل الحركة انسيابية وقلل الاعتماد على التنقل بالسيارات الخاصة. نعم بلادنا الأجمل في السياحة لكن وسائل النقل هي التي عملت الفارق مع الدول الأخرى فمثلا الذي يريد الذهاب الى مهرجان الزيتون في الجوف وهو من سكان جدة عليه أن يسير بسيارته الخاصة يومين قاطعا ألف كيلو متر تقريبا على طرق بعضها مزدوج والكثير غير مزدوج معرضا نفسه وأسرته لأخطار الطريق لكن مع اكتمال الخط الحديدي للقطار الذي يربط شمال المملكة بجنوبها وشرقها بغربها واكتمال خطط النقل بكافة وسائله يصبح المستقبل أجمل ونقضي على الكثير من الأخطار وحوادث السيارات وتصبح مدن الوطن جاذبة للسياحة الداخلية والخارجية ..
وغدا أجمل وإن غداً لناظره لقريب.