السفر مع كل إجازة..«تنفيس» و«مصاريف»!
الرياض " المسلة " … مع نهاية كل إجازة تزدحم صالات الوصول بمسافرين تخطوا كل العقبات المالية، والزمنية، والتقاليد الاجتماعية، فلا مناسبة عائلية تعيقهم، ولا ظرف طارئ يثنيهم عن قرار السفر، حيث تحول مفهوم السياحة حالياً من الترويح إلى المتنفس وتجديد العلاقات الأسرية، إلاّ أنّه من المؤسف أنّ الوجهة في الغالب خارج أرض الوطن!.
تفعيل الرقابة :
وذكرت «سارة الشريف» – موظفة – أنّ السياحة بشكلها الحالي بيئة طاردة للمواطنين؛ لأنّ أهم مقومات السياحة تعاني من تدني الجودة الفندقية حيث أنّ أغلبها قديم، إلى جانب اقتصارها على السكن، فهي لا تقدم خدمات ترفهية من أسواق، ونوادٍ رياضية، ومواصلات تحت الطلب؛ مما يربك الأسر ويضطرها إلى الاستعانة بشركات تأجير السيارات لتفرض عليها نوعية من السيارات إمّا فارهة وغالية الثمن أو صغيرة الحجم لا تتناسب مع الأسرة، مبيّنةً أنّ أسعار الفنادق والشقق الفندقية والشاليهات مرتفعة جداً بالنسبة للجودة والخدمة المقدمة، ويضاف إلى ذلك كله مشاكل حجوزات الطيران، حيث المقاعد محدودة والرحلات مغلقة منذ أشهر.
وبيّنت أنّه على الرغم من طرح هذه المعوقات إعلامياً لم تُفعل الرقابة على السياحة الداخلية بالشكل المطلوب؛ مما جعل فكرة الإجازة الداخلية مرفوضة من بعض الأسر، واقتصارها على الدول المجاورة التي تتميز ببرامج ترفيهية عالية المستوى، حيث تم تجهيز المرافق الترفيهية وتصميمها لاستيعاب أكبر عدد ممكن بجودة ومواصفات عالمية.
ترفيه وتعليم :
ولفتت «لولوة عبدالله» – موظفة – إلى أنّ الإجازات الدراسية تعطي الأسر فرصة لتغيير الروتين اليومي من عمل ودراسة طوال العام، إلاّ أنّ المحفز الأهم للسفر هو العائد المعنوي، فبعد العودة من الرحلة السياحية غالباً ما تنقل الأسر خبر رحلتها الثرية بالمتعة إلى محيط الأصدقاء والأقارب؛ مما يعزز شعور التقليد بدافع المعايشة لتجربة مثيلة، والمرور على محطات السفر التي أكدت تجارب الآخرين جودتها، كما أنّ الأطفال هم أكثر المطالبين بالسفر إلى دول محددة، فحنينهم يزيد إلى الأماكن الترفيهية التي أشبع خيالهم وأطلقت طاقاتهم، من خلال الترفيه والتعليم والتثقيف المنوع حسب اختيارهم، وذلك يرغم الأهالي على الاستجابة لمتطلباتهم السياحية، وفي أحيان كثيرة تسعى الأسر إلى تملك عقار في الدول السياحية لتعاود السفر في أي وقت تشاء، بغض النظر عن الأيام، كما أنّ الحجز على الخطوط الدولية متوفر بأكثر من خيار.
مشروعات استثمارية :
واعتبرت «منى الحسين» – إدارية في مدرسة ابتدائية – أنّ السفر لغة معرفية يمكن الاطلاع فيه على مختلف التقاليد، والتراث، واللغات، وطرق الحياة اليومية، فالترفية الوقتي والروتيني تغير، وأصبح للسفر مفهوم معنوي، فجميع الأسر يتفقون في الغالب على التطلع لرؤية العالم الخارجي، خاصةً بعد تزاحم قنوات الإعلام ونقل المناسبات العالمية ومعايشتها لحظة بلحظة، وكثير من السعوديين يوقتون سفرهم حسب تلك المناسبات، وأماكن في الذاكرة ارتبطت بالسعادة، أو الدخول في مشروعات استثمارية.
رحلة متكاملة :
وأكّدت «جواهر الحارثي» – طالبة جامعية – على أنّ السفر لم يعد صعباً كما كان في السابق، فقد سهّلت وسائل السفر المختلفة الأمر على الناس، وأصبح من الممكن عن طريق المواقع الالكترونية حجز الفنادق، ورحلات الطيران، وبضغطة زر تستطيع الأسرة أن ترتب لرحلة سياحية كاملة، تبدأ من المواعيد إلى تنفيذ إجراءات ودفع المبالغ النقدية، فالإجازات ليست سوى توقيت يشير إلى الانطلاق نحو سماء أرحب.
مدن مصغرة :
وقال «إبراهيم سول» – مدير تجاري لإحدى خطوط الطيران في المنطقة الوسطى بالمملكة -: إنّ الجودة في الخدمة المقدمة للمسافرين من التوقيت والسلامة والضيافة هي المقياس الحقيقي لجذب المسافرين، إضافة إلى جودة أسطول الطائرات الحديث والخدمات الأرضية المميزة، وتعدّ من أهم المقومات التي تؤهل خطوط الطيران للفوز برخص السفر في الدول، مشيراً إلى أنّ اتساع خدمات الخطوط محلياً ودولياً عامل جذب أكثر أهمية للسائح، مبيّناً أنّ محطات السفر تعتبر نموذجاً مصغراً لمدن متكاملة منتشرة في العالم، من خلال المدينة متكاملة الخدمات سكنياً، وترفيهياً، إلى جانب خدمات الأعمال، مع توفير جميع الخدمات والتسهيلات للمسافر وتلبية احتياجاته.
صورة ذهنية :
وأضاف «رسول» أنّ اتخاذ الأسر قرار السفر إلى الدول الخليجية هو الأمثل والأيسر؛ لأنّ الصبغة الثقافية لدول مجلس التعاون موحدة، من خلال العادات والتقاليد والحياة الاجتماعية بشكل عام، إضافةً إلى قصر مدة الطيران، وتسهيلات إجراءات السفر، في ظل تنوع الخيارات الترفيهية والبنية التحتية الجيدة لدول مجلس التعاون تلبي الرغبات المتنوعة، مشيداً بالتسويق السياحي الخليجي، عن طريق الحملات السياحية القوية والمؤثرة، التي تعمل ضمن إستراتيجية الاقتصاد السياحي، وتحرص على الجودة والتطوير في قناتي الإعلان والواقعية، فالسائح على درجة عالية من الوعي للمقارنة بين الخدمة المقدمة والصورة الذهنية المُعلن عنها إعلامياً، مشيراً إلى أنّ السوق السياحية في المملكة من أكبر الأسواق الاقتصادية في الشرق الأوسط، وهي عامل جذب للشركات السياحية لتقديم خدماتها، وتأسيس فروع لها في مناطق المملكة، وتحرص على خدمة السائح السعودي بدرجة الأولى.
المصدر : الرياض