سياحة مطلوبة وترفيه واجب
بفلم : نعيمة المطاوعة … في زيارة قصيرة لها للدوحة، حدثتني صديقة من دولة شقيقة مجاورة عن ما أدهشها من تطور وازدهار بالنسبة للتطور العمراني في قطر، والمشاريع الكبيرة التي أنجزتها الدولة في غضون السنوات الأخيرة، التي لا تعد شيئاً في عمر الشعوب، وأنها قضت وقتاً ممتعاً وأسرتها في الدوحة، وتمنت لو أتيحت لها الفرصة لزيارة المدن الأخرى في الدولة، كما أشادت بما احتوته الدوحة من معالم سياحية، بدءاً من سوق واقف التراثي وما يحتويه من معالم تبرز ماضي قطر التليد، مروراً بالمتحف الإسلامي وكتارا والمجمعات التجارية.
ولكنها بعد ذلك نوهت بما ينقص قطر من مرافق سياحية خاصة بالأطفال، الذين تصطحبهم الأسرة للترفيه عن أنفسهم، خاصة أنها من منطقة تقل فيها وسائل الترفيه للأطفال، وتوقعت الأسرة أن تجد ما تنشده لأطفالها في قطر، كما هو الحال في الدول المجاورة الأخرى التي تكثر فيها الملاهي الترفيهية للأطفال والكبار على حد سواء، ولكنها تتميز بارتفاع الأسعار حتى بالنسبة للفنادق، التي قد لا يستطيع المواطن العادي أن يذهب إليها مع أسرته وأطفاله، وتمنت أن تجد مثل تلك الوسائل في قطر.
نعم، كل الحق مع هذه الصديقة، فقطر استطاعت أن تنهض وتتطور في زمن قياسي في الكثير من المرافق الاقتصادية والاجتماعية ولكنها للأسف مازالت مقصرة في الناحية السياحية الترفيهية التي يتمتع فيها السائح والمواطن والمقيم بالتشويق والترفيه وقضاء وقت ممتع، خاصة بالنسبة للأطفال، فعدم وجود مدينة ترفيهية للأطفال وكذلك للشباب والفتيات ونقص المنتجعات السياحية التي يمكن للمواطن وغيره ارتيادها وقضاء وقت للراحة والاستجمام فيها تكون فيها الأسعار التي يمكن أن تتحملها ميزانيته عكس ما هو جار حاليا من ارتفاع أسعار الشاليهات والفلل في المنتجعات المحدودة في قطر والتي أصبحت مقصداً فقط لمن يملك أرصدة في البنوك ولا يعتمد على راتبه المحدود .
وأصبح جل المواطنين لا يجدون ما يمكن أن يرفه عنهم، خاصة في الإجازات التي نحن الآن في صدد بدء إحداها وهي إجازة الربيع التي وضعت الكثير من الأسر في حيرة حول كيفية قضائها والمكان المناسب لاصطحاب أطفالها إليه في الإجازة بعد عناء المذاكرة والامتحانات والعودة إلى الدراسة وهم في قمة النشاط والحيوية، فالبعض فكر برصد كل ميزانيته لقضاء الوقت في إحدى الدول المجاورة، أو الاكتفاء بنصب خيمة أو إقامة مخيم بسيط يقضي فيه مع أسرته وقتا ممتعا في وقت الإجازة، والبعض الآخر اختار أن يرفه عن أطفاله في المجمعات الموجودة في الدوحة من خلال الساحة المخصصة للألعاب التي أفرغت جيوب العديد من الأسر لغلاء أسعارها أو شراء أجهزة (البلاي ستيشن) لهم حتى يشعروا بأنهم ابتعدوا قليلا عن جو الدراسة والروتين في البيت، خاصة أن حديقة الحيوان التي كانت معلما ترفيهيا وتعليميا أغلقت إلى أجل غير مسمى وفقد الأطفال متعتهم بها.
وكلمة نوجهها إلى الهيئة العامة للسياحة والمعارض، خاصة بعد أن تسلمها الشباب الواعد وتسلم قيادتها لإيجاد منفذ للتنفيس والترفيه عن الأسر والأطفال وفرصة لجذب الأسر من الدول المجاورة وزيادة الأماكن السياحية التي تتناسب مع متوسطي الدخل والسائح العادي الذي يزور البلاد، وإتاحة الفرصة للمستثمر أن يدخل في مجال الترفيه والسياحة، خاصة وقطر تتمتع بالكثير من مقومات السياحة من شواطئ وجزر ومناطق أثرية وتراثية يستطيع المستثمرون إنعاشها واستغلالها بشكل جديد ومبدع إذا ما وجدوا التشجيع وأزيلت معالم الاحتكار في هذا الصدد لفتح مجال جديد للاستثمار بعيدا عن الاستثمار التجاري والاستهلاكي والعقاري.