السياحة النظيفة..
بقلم: د. محي الدين تيتاوي
أكد المهندس محمد عبد الكريم الهد وزير السياحة والحياة البرية بأن السيد النائب الأول قد وجه وزارته بفتح المجال للسياحة الداخلية والخارجية وقال أن الوزارة سوف تقوم وعبر لجان شكلها سيادته بوضح خطة إستراتيجية لتحريك السياحة بالبلاد وسوف ينعقد المؤتمر الأول لوزراء السياحة بالولايات في مارس المقبل بالخرطوم لبحث كيفية تنشيط الحركة السياحية والتنسيق بين الولايات وإزالة أية تعارضات تشريعية أو قانونية من شأنها إعاقة حركة السائحين والعمل على تسهيل حركتهم طالما أن هناك سلطات تعينه بشأن الأمن والسيادة الوطنية باستثناء مناطق العلميات والاضطرابات الأمنية..
والسياحة الخارجية خاصة من شأنها أن توفر مدخولاً مقدراً من العملات الحرة لخزانة الدولة فتكون دعامة مهمة من دعامات المكون الأجنبي لاقتصادنا ونستغني بذلك من تحكم حكومة جنوب السودان التي تسعى بشتى الطرق لخنقنا واغتيال دولتنا بأضعاف بنيتنا الاقتصادية.. وسوف تشكل السياحة إن احسنا اعداد انفسنا إعداداً جيداً وجاداً في الإفادة من هذه الثروة الخفية التي لم تكن منتبهين لها بالرغم من أنها ظلت ولآلاف السنوات باقية وشامخة تنحسر من غفلتنا بتعاقب السنوات والحقب.. تماماً ظل الذهب ماكثاً في رحم بلادنا حتى جاءنا الوحي الإلهي بأن نضرب في الأرض ونمشي ونبحث في مناكبها لنجد ثروة خالصة هائلة تعويضاً عن النفط وعائداته التي اغلق انبوبها الجنوب بهدف إلحاق اكبر قدر من الأذى..ولكن ( يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) صدق الله العظيم..
واليوم نكتشف بأننا نملك مقدمات عظيمة للسياحة النظيفة التي ستكون فتحاً جديداً على شعبنا وبلادنا خيراً عميماً مباركاً، لأننا نعيش ونمشي في أجواء صالحة لجذب السياحة العالمية بتراثنا الثقافي، التاريخي، ممالكنا وسلطناتنا بطولاتنا وانتصاراتنا التي حققناها عبر الدهور والحقب بسبب ثرواتنا الطبيعية وكنوزها المخبوءة في باطن الأرض فقط المطلوب الآن التوكل على الله والتوجه بصدق لتجهيز البنى التحتية المهمة لإيجاد الأجواء التي تجذب السياحة الداخلية قبل الخارجية.. بقرارات لا تقل عن قوانيين تشجيع الاستثمار الخارجي والداخلي..
نحن نصرف مليارات الدولارات في السياحة العلاجية عن رضى وطيب خاطر.. وعياداتنا ومستشفياتنا الحديثة تتزايد يوماً بعد يوم.. جامعاتنا تخرج سنوياً آلاف الأطباء المعروفين بالكفاءة والذكاء..وبذات الفهم بوسعنا أن نخرج المئات والألوف من المهتمين بالسياحة والذين يملكون التوجهات لدراسة التاريخ والجغرافيا من حملة الشهادات العليا للعمل في استقبال السواح وحسن معاملتهم وجذبهم نحو بلادنا.. علماً بأن بلادنا تعج بالأنواع المختلفة من ضروب السياحة، الصحراء، النيل، البحر الأحمر، الجبال، الآثار، الحياة البرية والجمال الطبيعي في مناطق البلاد المختلفة..كل ذلك من شأنه أن يجعل من السياحة الداخلية والخارجية مصدراً كبيراً من مصادر دعم الاقتصاد الوطني والتنمية خاصة إذا تحرك القطاع الخاص واستثمر في هذا المجال الحيوي الهام.