مطار الكويت عاجز عن تلبية احتياجات المسافرين!
الكويت " المسلة " … مطار الكويت الدولي لم يعد قادرا على استيعاب المزيد من المسافرين، وبات الزحام هو العنوان الأبرز في مواقف السيارات وأمام مداخل ومخارج ذلك المكان الحيوي، مما ينذر «بأزمة» قادمة في القريب العاجل إن لم يتم تدارك ذلك الأمر ووضع حلول لإيجاد البدائل الناجعة.
وقال مدير إدارة العمليات في الإدارة العامة للطيران المدني، عصام الزامل، في تصريح صحفي، إن مطار الكويت يشهد في السنوات الأخيرة زيادة في حركة تشغيل شركات الطيران والمسافرين في ظل انتهاج الكويت سياسية فتح الأجواء منذ عام 2005، وما نتج عنه من زيادة في عدد تشغيل رحلات شركات الطيران وتشغيل شركات طيران جديدة، مما أدى إلى زيادة في عدد المسافرين إلى ما يقارب 9 ملايين راكب في آخر إحصائية سنوية.
وأضاف الزامل ان إدارة العمليات هي الجهة المسؤولة عن إدارة وتشغيل مبنى الركاب بمطار الكويت الدولي، والإشراف على كل الخدمات والتسهيلات المقدمة فيه، ومن هذه الخدمات مواقف السيارات المتعددة الأدوار، التي تديرها شركة المشاريع المتحدة للخدمات الجوية.
وذكر انه من الملاحظ من كل مستخدمي مواقف السيارات ان المواقف لم تعد تستوعب العدد الكبير من السيارات، خاصة في أوقات الذروة، حيث إن مبنى السيارات موزع على قسمين، قسم خاص بمواقف المدى القصير بطاقة استيعابية 1474 سيارة، وقسم خاص بمواقف المدى الطويل بطاقة استيعابية تصل إلى 668 سيارة.
وتابع الزامل: ان حركة السيارات في هذه المواقف تتجاوز بكثير المساحات المتوفرة، وعلى سبيل المثال فان حركة الدخول إلى مواقف المدى القصير يوم الخميس الموافق 15 نوفمبر الماضي بلغ 10 آلاف و588 سيارة، بنسبة زيادة في الطاقة الاستيعابية تجاوزت الـ 5 اضعاف عن الطبيعية، ولعل هذه الأرقام تظهر بشكل واضح حجم المشكلة وضرورة العمل على حلها بأفضل الطرق وأسرعها. وبيّن ان شركة المشاريع المتحدة للخدمات الجوية، قد اضطرت إلى تكليف موظفي امن المبنى التابع لهم بتأمين التنسيق المتواصل لحركة الدخول والخروج من هذه المواقف، نظرا للاستغلال الكامل والدائم لها، وذلك من خلال زيادة عدد موظفيها المكلفين بالإشراف على هذه المواقف خلال فترات الذروة بهدف تسهيل حركة الدخول والخروج من المواقف وحركة السير بشكل عام.
وأشاد الزامل بالتعاون اللامحدود، الذي يبديه وزير المواصلات وزير الدولة لشؤون الإسكان سالم الاذينة، ورئيس الإدارة العامة للطيران المدني فواز الفرح، ونائبه لشؤون المطار عادل العوضي، في حل هذه المشكلة، موضحا ان هناك إجراءات ساهمت في تحسين الوضع، إلا إن المشكلة لا تزال عالقة، وهي النقص في المواقف والمساحات المتوفرة.وأكد الزامل وجود عدد كبير من السيارات المهملة قد تركت في مواقف السيارات المدى القصير والطويل لفترات طويلة جدا، مما يؤثر ذلك على الناحية الأمنية والطاقة الاستيعابية لهذه المواقف، مضيفا ان إدارة العمليات قامت بالتنسيق مع الإدارة العامة لأمن المطار وشركة المشاريع المتحدة بدراسة وإيجاد الحلول المناسبة، التي تحد من ظاهرة ترك المركبات لفترات طويلة في مواقف السيارات.
وذكر ان إدارة العمليات ارتأت بالتنسيق مع الجهات المختصة إلى ضرورة زيادة الطاقة الاستيعابية لمواقف السيارات، خاصة ان حركة المسافرين ومستخدمي المطار تزداد يوما بعد يوم، وشكاوى مستخدمي المطار حول النقص في المواقف متواصلة، في حين ان المواقف الحالية مشغولة بشكل كامل في اغلب الأوقات، مما يجعل موضع توسعة القدرة الاستيعابية للمواقف ضرورة ملحة ومهمة بهدف المحافظة على مستوى وجودة الخدمات.
وبيّن ان هناك مقترحات إذا تمت الموافقة عليها فإنها ستؤمن 1668 موقفا في المدى القصير، إضافة إلى الحالية لتصل إلى إجمالي 3142 موقفا، كما ان مواقف المدى الطويل سيصل عدد المواقف فيها إلى 3810، أي ما يقارب ضعف العدد المتوفر حاليا، لا سيما ان مستشار الطيران المدني اعتبر ان العدد المطلوب توفيره حاليا لمواقف السيارات يجب ان يصل إلى 4 آلاف موقف على الأقل. وأضاف انه حرصا على المصلحة العامة تأمل «الطيران المدني» من الجهات الحكومية المختصة عدم رفض هذه المقترحات، والإسراع في إعطاء الموافقات والأولويات في تنفذ المقترحات، لما لها من أهمية في استيعاب عدد اكبر من سيارات الركاب والمستقبلين والمودعين.
تأخر المسافرين:
أكد الزامل ان قلة المواقف تؤدي إلى تعثر وعرقلة حركة السير، واضطرار السائقين إلى الانتظار لفترات طويلة في سبيل الحصول على موقف شاغر، وبالتالي يؤدي إلى تأخر المسافرين في إنهاء إجراءات السفر في الأوقات المحددة وكذلك تأخر الجمهور في استقبال ذويهم.
أزمة مواقف المطار:
ذكر الزامل مجموعة من المقترحات التي تقدمت بها الشركة المسؤولة عن مواقف السيارات، من اجل زيادة وتطوير الطاقة الاستيعابية ورفع مستوى الخدمات، أبرزها:
1ــ إنشاء دورين إضافيين في مواقف المدى الطويل، بما يوازي حوالي 20 ألف م2 للطابق الأول، و16 ألف م2 للطابق الثاني، حيث يوفر كل طابق 500 موقف إضافي.
2 ــ إمكانية بناء ادوار إضافية في مواقف سيارات المدى الطويل الحالية، وتحويلها إلى مواقف للمدى القصير بشكل كامل، وتحديد موقع آخر قريب من منطقة الشحن الجوي لبناء مواقف المدى الطويل، مع توفير الباصات لنقل الركاب والجمهور.
3 ـــ دراسة إمكانية اعتماد نظام المواقف المتعددة الأدوار والمشار إليها بالمواقف الذكية، الذي يهدف إلى الاستفادة القصوى من المساحات المتوفرة.
المصدر : القبس