معرض الفن الاسلامى فى تكساس يعرض مجموعة الصباح الثرية لـ 1400 عام
هيوستن "المسلة" …. انطلقت الليلة الماضية فعاليات معرض (الفن الاسلامي) الذي يعرض لأول مرة 70 تحفة فنية من مجموعة الصباح الثرية تمثل الفن الاسلامي على مدى 1400 عام.
واختار القائمون على (دار الآثار الاسلامية) التي تشرف على مجموعة الصباح الثرية بعناية سيمفونية من الاعمال الفنية التي تظهر ثراء وتنوع ثقافات المجتمع الاسلامي حول العالم وعبر التاريخ من الاندلس وشمال افريقيا والشرق الاوسط وآسيا الوسطى من أجل عرضها في معرض الفن الاسلامي الذي ينظمه (متحف هيوستن للفنون الجميلة).
وتعد (مجموعة الصباح) احدى أعظم المجموعات الخاصة من الفن الاسلامي في العالم وتضم 30 ألف قطعة يمتلكها الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح وزوجته الشيخة حصة صباح السالم الصباح المشرف العام على دار الآثار الاسلامية وتمت اعارتها بصفة دائمة الى دولة الكويت تحت رعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
ويقام معرض الفن الاسلامي في هيوستن تحت شعار (الفنون في البلدان الاسلامية .. نخبة من مجموعة الصباح .. الكويت) ويعرض عناصر فنية مؤسسة للفن الاسلامي مثل فن الخط والزخرفة الهندسية وتصاميم الارابيسك التي وجدت في أعمال لا تقدر بثمن وتؤرخ لفترات زمنية تتراوح بين القرنين الثامن والثامن عشر.
ويمكن لزائري المعرض ملاحظة العناصر المعمارية بالحجر الجيري التي ترجع الى عصر الدولة الاموية ورقعة شطرنغ من الهند وقطع من السيراميك المحفور وقطع معدنية ومنسوجات وزجاج مصنوع باليد من القرن التاسع وحتى القرن ال13 ومنسوجات من القرن ال12 تعود الى العصر المملوكي والقرن ال17 من العصر العثماني وألواح للأسقف من الأندلس وفخار ازنيقي وبلاط من بلاد فارس وآسيا الوسطى ومواد علمية تعود الى القرن ال18.
كما يشهد المعرض عرض قطع متعددة من جواهر من امبراطورية المغول في الهند ترجع الى منتصف القرن ال16 والقرن ال17 ضمن مجموعة الصباح.
وقال منظم المعرض مع دار الاثار الاسلامية وأستاذ علوم الآثار الاسلامية وتاريخ الفن الاسلامي بجامعة أودينا الايطالية الدكتور جيوفاني كوراتولا في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) "هذا معرض صغير ولكن هذه المعروضات توضح الفن الاسلامي وتعطي فكرة عامة عنه".
وأضاف كوراتولا "لقد اخترتنا معروضات مختلفة من السيراميك والمعادن والمنسوجات فقط لاظهار الجوانب المتعددة من الفن الاسلامي وتبديد الافكار غير الصحيحة عنه".
من جانبها قالت المشرف العام على دار الاثار الاسلامية الشيخة حصة صباح السالم الصباح في مقابلة خاصة مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) ان هذا المعرض يسعى الى تعميق الادراك الثقافي في مكان مثل هيوستن التي لا يوجد بها عرض للفن الاسلامي.
وأضافت الشيخة حصة ان مثل جميع المعارض فان هذا المعرض يمتد خارج الحدود الرسمية حيث تدخل عالما من الثقافة غير المألوفة لسكان هيوستن ولكن عندما يشاهدونها فانهم سيجدون تشابهات واختلافات بين ما يمثله هذا المعرض وبين ثقافتهم.
وأشارت الشيخة حصة الى "هذا المعرض يهدف للسماح للأشخاص بالاستمتاع والدراسة والمقارنة" معربة عن أملها في أن يساعد هذا المعرض في تبديد الارتباط السلبي للاسلام مع التطرف الديني في الغرب.
وأوضحت ان "الأشخاص يسمعون فقط حول ارتباط الاسلام بالارهابيين ولا يعلمون ان الاسلام ساهم في الكثير من الحضارة الغربية ولذا فانهم عند النظر الى تلك المعروضات الجميلة فانها تشعر الشخص بانه في حاجة لتعلم المزيد حول تلك الثقافة".
وتحمل بعض القطع المعروضة معنى خاصا للشيخة حصة وهو تلك المعروضات التي تحمل جراح الغزو العراقي للكويت عام 1990 عندما صادر جنود عراقيون معروضات وكنوزا من متحف الكويت الوطني وحرقوا المنشأة عن آخرها.
وجرى اعادة معظم تلك المعروضات عام 1991 ولكن العديد منها لحقت به أضرار أو تم كسره.
وقالت "أطلق على هذه المعروضات اسم القطع المصابة وهي تلك التي تم اخذها الى بغداد وتعرضت لسوء المعاملة".
وتحرص دار الآثار الاسلامية منذ البداية تحت قيادة الشيخ حصة على اطلاق المعارض المتجولة والمشاركات الخارجية كجزء من استراتيجية تمنح الفرصة للآخرين ليشاركوا في تذوق الفنون والثقافة المميزة للعالم الاسلامي.
وتقوم الدار باعارة تحف من مجموعة الصباح الي متاحف أخرى بانتظام لتشارك في معارض ذات مواضيع محددة ويسهم ذلك في اثراء تلك المعارض وجعلها أكثر شمولا ويرفع من قيمة دورها التعليمي ووظيفتها في الامتاع وتضمنت هذه المشاركات عرض قطع فنية بالمتحف البريطاني في لندن ومتحف الفن الحديث في نيويورك.