Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

سياحة المناطق الدافئة

سياحة المناطق الدافئة

 

تتمتع المناطق الدافئة مثل غريمتها المناطق الباردة بإقبال سياحي ملحوظ وكل حسب موسمه .. ففي أجواء الصيف الحارة يلجأ السائح دائماً سواء في العراق أو أية دولة اخرى في العالم الى المناطق الباردة أو المعتدلة هروباً من أجواء قد تصل فيها درجات الحرارة الى 50 درجة مئوية ..

وهكذا نجد ان الاسر العراقية توجهت خلال موسم الصيف الماضي والمواسم التي سبقته الى مدن شمال العراق .. وقد بلغت الأعداد معدلات متصاعدة في كل موسم ، ووصلت أحياناً الى 500 ألف سائح .. إلا ان المناطق الدافئة لم تشهد هذا الاقبال شتاءً ..

فمدن وسط وجنوب العراق تشهد أجواءً دافئة خلال فصل الشتاء قد تصل درجات الحرارة فيها الى 20 مئوية .. وهذه المدن شهدت نهضة عمرانية وخدمية غيرت كثيراً من معالمها وأصبحت تضم فنادق ومطاعم سياحية ومتنزهات وكازينوهات .. وكذلك بفضل شواطئ دجلة والفرات فـــأن مدن واسط والعمارة والناصرية والبصرة تمتلك مناطق جميلة جدا تستحقرؤيتها من الاسرة العراقية والتمتع بمناظر خلابة قد لا تجدها في المناطق التي تسكنها أو تستقر فيها، وهذا واحد من الأسباب ..

والسبب الآخر وهو مهم جداً أن كثيرا من العراقيين لم يسبق لهم زيارة هذه المدن .. وهم بشوق لزيارتها وينتظرون إتاحة الفرصة المناسبة .. لاسيما فئة الشباب .. وحتى اولئك الذين تجاوزوا مرحلة الشباب فكثير منهم لم يزر معظم المدن العراقية إلا لاداء الخدمة العسكرية أيام النظام البائد .. ولم يسبق لهم أن تجولوا في شوارع المدينة وشواطئها وأسواقها واطلعوا على معالمها الطبيعية والتاريخية .. لذلك توفر ما يمكن ان نسميه بـ”السياحة الدافئة” الفرصة لزيارة هذه المدن ..

وهكذا يمكن وضع برامج سياحية قصيرة المدى (2-3) ايام لزيارة مدينة او مدينتين مما ذكرنا .. ويمكن لعدة جهات تنظيم مثل هذه الرحلات .. وأولها الجهة المختصة وهي وزارة السياحة والآثار من خلال مكتبها الوطني .. وذلك بأن تبادر لتنظيم رحلات أسبوعية يمكن أن تصبح يومية مستقبلاً ، ومثل هذه الرحلات عادة غير مكلفة لذلك نتوقع أن يكون الإقبال عليها كبيراً .. من جهة أخرى يمكن أن تنظم الرحلات وهي وزارة النقل التي تمتلك أسطولاً رائعاً من الباصات السياحية المريحة .. وسبق لها ان بادرت ونظمت رحلات لمنتسبيها ولعامة المواطنين ..

 

لذلك يمكن ان تدخل هذا المجال لتشجيع السياحة الدافئة .. إضافة الى ذلك فأن للقطاع الخاص دورا أساسيا في هذا المجال ومن بين نحو ( 400) شركة سياحية يمكن لعدد كبير منها ممارسة التجربة وفرص النجاح أمام هذه الشركات أكثر كونها تتعامل بمرونة ولديها خبرات واسعة في مجال عملها وتمتلك علاقات مع الجهات السياحية في المحافظات وقد تكون لها مكاتب وفروع .. إذن ما علينا إلا أن نبدأ وأجد من المناسب أن تكون الوجهة الأولى البصرة الفيحاء فهي مدينة تمتلك مقومات السياحة الداخلية وفيها مجموعة مقاصد ترفيهية ودينية وآثارية .. كما انها تمتلك بنية فندقية لا بأس بها قياساً بالمدن الأخرى وفيها أسواق عامرة وأماكن يمكن أن يرتادها السائح فيجد الراحة والمتعة ..

 

إضافة الى أهل البصرة الطيبين .. وكونها ميناء العراق الوحيد .. فكثير من العراقيين ممن لم تتح لهم فرص السفر الى خارج العراق لم يروا البحر .. لذلك سيكون البحر وشواطئ شط العرب بإنتظارهم .. وحتماً سيتضمن برنامج الرحلة سفرة بحرية أو في أجواء شط العرب. إن السياحة الداخلية أو ما يمكن تسميته سياحة المدن له منافع شتى أهمها أن يطلع المواطن على مدن بلاده وخصوصيتها .. وهي سياحة أقل تكلفة من السفرات الى الخارج .. ويمكن تنفيذها خلال أيام الجمع والسبت أو أية عطلة رسمية .. لذلك ندعو شركات السفر إلى تفعيل مثل هذه السياحة لفتح أفاق جديدة أمامها مع فرص عمل لكثير من الراغبين في العمل سواء في قطاع النقل أم السياحة أم الخدمات الأخرى ..

إن الحركة السياحية الداخلية واطئة الكلفة تحفظ العملات الصعبة داخل البلاد وتؤدي الى تطوير المدن وزيادة المقاصد السياحية فيها إضافة الى الألتقاء بمواطنينا في كل مكان ..
 

المصدر : الزمان

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله