أول أبريل موعد افتتاح مطار حمد الدولي بالدوحة
كشف عبدالعزيز النعيمي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني أن مطار حمد الدولي الجديد بالدوحة سيفتتح مبدئياً في أبريل المقبل بانتقال 12 شركة طيران، مشيراً إلى أن باقي شركات الطيران ستنتقل إلى المطار الجديد خلال النصف الثاني من 2013. أضاف أن عمليات التحضير للافتتاح الرسمي لمطار حمد تقوم على قدم وساق، مشيرا الى ان الكوادر البشرية يتم تأهيلها منوها الى أن مراحل التدريب وتعيين الموظفين مستمرة وأن كوادر المطار ستكون على أتم استعداد.
وأشِار إلى أن الرحلات التجريبية في مطار حمد الجديد بدأت فعليا حيث حطت اول طائرتين في شهر نوفمبر من العام الماضي، لافتا إلى ان هناك تجارب يومية في المطار، مؤكداً استمرار العمل التجريبي حاليا. وكشف النعيمي كما نقلت "الراية" أن أكثر من 50% من مشروعات مطار حمد الدولي الجديد قامت بها شركات محلية.
وأوضح أن الخطوط الجوية القطرية ستنقل عملياتها إلى مطار حمد الدولي خلال النصف الثاني من العام الحالي، وستعمل في هذه الأثناء بشكل وثيق مع شركات الطيران الأخرى لضمان انتقال عملياتها بسلاسة من المطار الحالي إلى المطار الجديد.وأشار إلى أن المرحلة الانتقالية ستشهد دولة قطر عمليات مطار مزدوجة إلى حين استكمال عمليات المطار الجديد بالكامل نهاية النصف الثاني من العام 2013، وقال إن مطار الدوحة الحالي سيتم استخدامه لخدمات أخرى.
ولفت رئيس الهيئة العامة للطيران المدني خلال كلمته ألقاها في "ورشة جاهزية عمليات الانتقال إلى مطار حمد الدولي" ان المطار الجديد يعد تحفة معمارية عالمية ومصدر فخر لدولة قطر، معربا عن سعادته بالنجاح في تحقيق رؤية حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، الهادفة إلى إنشاء بوابة جوية عالمية تساهم في تعزيز مكانة دولة قطر في الساحة العالمية.
أضاف:" مطلع ابريل ستحط أول شركة طيران تجارية على أرض مطار حمد الدولي الجديد وستكون أول شركة تجارية تسيّر رحلاتها من وإلى أحدث مطار في العالم". وتابع: "يبدو العام 2005 وكأنه الأمس عندما وضعنا حجر الأساس للمشروع الجديد، والآن وبعد مرور 8 سنوات، تفصلنا أسابيع قليلة فقط عن بدء سير العمليات في المطار الجديد الذي سيزيد أفق الدوحة تألقاً وسيقدم للموظفين والمسافرين من مختلف أنحاء العالم بيئة جديدة".
التموين والشحن:
وأوضح النعيمي أن مبنى التموين وعمليات الشحن ستكون جاهزة للعمل خلال أسابيع قليلة أيضا. ولفت إلى أنه اعتباراً من مارس القادم، سيصبح بإمكان شركات ووكلاء الشحن في قطر استكمال إجراءات استيراد وتصدير البضائع من خلال مطار حمد الدولي، فيما ستستمر رحلات الشحن بالهبوط والإقلاع من مطار الدوحة ومن هناك سيتم توصيل البضائع براً إلى المطار الجديد. وتوقع رئيس الهيئة العامة للطيران المدني أن تبدأ رحلات الشحن الجوي التابعة للخطوط الجوية القطرية وشركات الطيران الأخرى من وإلى مطار حمد الدولي اعتباراً من موسم الصيف.
وأوضح النعيمي أن مبنى التموين الجديد في مطار حمد الدولي سيفتتح خلال الأشهر القليلة القادمة على مراحل وسيوفر مبدئياً الوجبات لشركات الطيران الأخرى المسيّرة عبر المطار الجديد، وقال:"بدءًا من موسم الصيف، سيكون بإمكان المبنى الجديد توفير 100 ألف وجبة في اليوم تقريباً، لجميع شركات الطيران المسيّرة عبر المطارين".
أضاف أن العمليات التجريبية لمختلف مرافق المطار قد بدأت منذ ستة أشهر، مشيراً إلى أنه سيتم قريباً إجراء عمليات تجريبية تشمل المئات من المسافرين في الوقت الواحد قريباً في مبنى المسافرين في مطار حمد الدولي. ولفت إلى أن العمليات التجريبية لاختبار مختلف مرافق المطار والتي تتم الان تشكل العمود الفقري للمخطط التحضيري لافتتاح مطار حمد الدولي،ومن خلالها يمكن التأكد من أن كل شيء سيجري على أحسن وجه منذ اليوم الأول من افتتاحه.
وبين السيد عبدالعزيز النعيمي انه كي تتم مواجهة كافة التحديات لتحقيق النجاح المنشود، لابد من التأكد من أن جميع الإجراءات والعمليات تسير على أفضل مايرام وكما هو مخطط لها ،لافتا إلى أن هناك تواصلا مع جميع الجهات المعنية وكذلك العملاء.
وقال النعيمي :"قمنا على مدار أشهر بالتعاون مع الخطوط القطرية ومختلف الجهات الأخرى المعنية بالمشروع بإجراء عمليات تجريبية حيّة تشمل المسافرين وبضائع الشحن للتأكد من حسن سير جميع عمليات المطار. ونحن على ثقة من أننا سنكون على استعداد تام لإطلاق عملياتنا بالكامل قبل انتقال الخطوط الجوية القطرية إلى مطار حمد الدولي خلال النصف الثاني من العام الحالي".
ونوه إلى انه بإمكان مطار حمد الدولي استيعاب 28 مليون مسافر سنوياً عند افتتاحه العام الحالي، وسيرتفع هذا العدد إلى 50 مليون مسافر بعد استكمال عملياته عام 2015.
تقنيات عصرية:
وأشار النعيمي إلى أن الخطوط الجوية القطرية تتصدر الطليعة في إعادة تطوير مستقبل المنطقة لتصبح مركزاً رئيسياً للطيران من خلال مشروع مطار حمد الدولي الجديد الواقع على بعد أربعة كيلومترات من مطار الدوحة الحالي ويعد المطار الجديد أول مطار في العالم يتم تصميمه لاستيعاب جميع أنواع الطائرات التجارية من بينها طائرة الايرباص A380 أكبر طائرة لنقل المسافرين على الإطلاق.
وبتآلف هندسي بين التصاميم المميزة مع أنظمة التقنيات الحديثة تشيد نصف مساحة المطار البالغة ٢٢٠٠ هكتار على أراض ردمت داخل بحر الخليج العربي. ويتم تنفيذ هذا المشروع على عدة مراحل ويتوقع اتمام الجزء الأكبر منه بعد العام ٢٠١٥.
وقد بدأ في يناير ٢٠٠٥ العمل على المرحلة الأولى من المشروع التي من المخطط اكمالها عام ٢٠١٣ وبإمكان المطار الجديد بعد انتهاء المرحلة الأولى استيعاب ما يصل إلى ٢٨ مليون مسافر سنويا ليرتفع هذا العدد إلى أكثر من ٥٠ مليون مسافر سنوياً بعد إكمال عمليات البناء كما هو مخطط في العام ٢٠١٥.
ويشمل مطار حمد الجديد ٤١ بوابة للطائرات ذات الجسم العريض فضلا عن تخصيص مساحة قدرها ٤٠ ألف متر مربع للمحلات التجارية وصالات مريحة ومبان متعددة الطوابق مخصصة لمواقف السيارات لفترات زمنية قصيرة أو طويلة المدى.
وتتضمن المزايا الجديدة مبنى أميري جديد لرحلات كبار الشخصيات بالاضافة إلى مبان جديدة لخدمات الشحن وحظائر الطائرات والمنشآت والمباني التابعة للخطوط القطرية كما يتضمن المجمع فندقا متاخما للمطار وآخر داخل المطار بطاقة ١٠٠ غرفة فندقية لتوفير الراحة لمسافري الترانزيت.
وتشمل المرحلة الأولى لمطار حمد الجديد : مدرجا للإقلاع والهبوط يمتد لمسافة ٤٨٥٠م وآخر يمتد لمسافة ٤٢٥٠م قادر على استقبال الطائرات العملاقة من طراز الايرباص A380 العملاقة بكامل حمولتها.
– مبنى يتكون من ثلاثة طوابق يمتد على مساحة إجمالية قدرها ٦٠٠ ألف متر مربع ويضم ٢٢ بوابة غير متصلة و٤١ بوابة متصلة بالطائرات – ست منها ستكون مخصصة لطائرات الايرباص A380 وتصل الطاقة الاستيعابية لمبنى المطار بعد اكتمال المرحلة الأولى إلى ٢٨ مليون مسافر سنوياً.
– منطقة للمحلات التجارية والصالات المريحة تبلغ مساحتها أكثر من ٤٠ ألف متر مربع.
– مركزاً لصيانة الطائرات يضم حظائر مؤهلة لاستيعاب ١٣ نوعاً مختلفاً من الطائرات في آن واحد من بينها طائرات الايرباص A380 وA330و A340 وعائلة طائرات A320 اضافة الى طائرات بوينج ٧٧٧ والجيل الجديد من طائرات بوينج ٧٨٧ وإيرباص A350.
– بناء منشآت للشحن بطاقة استيعابية قدرها ١.٤ مليون طن سنويا تضم ١١ موقفا للطائرات.
– مبنى وحظيرة للطيران العام، ومبنى لخدمات البريد والشحن الجوي، و ثلاثة تقاطعات مرورية للوصول إلى المطار الجديد من طريق رأس أبو عبود.
وتضم المرحلة الأخيرة والتي من المقرر الانتهاء منها عام ٢٠١٥: اضافة ٢٤ بوابة أخرى متصلة بالطائرات ليصل العدد الإجمالي إلى ٦٥ بوابة ست منها مخصصة لطائرات الايرباص A380، و- توسعة اضافية لمبنى المطار تمتد على مساحة إجمالية قدرها ٩٠٠ ألف متر مربع مؤهلة لاستيعاب ٥٠ مليون مسافر سنويا.
عصر جديد:
هذا وتستعد الخطوط الجوية القطرية لسطر صفحة جديدة في صناعة الطيران في دولة قطر مع قرب موعد افتتاح المرحلة الأولى من مطار حمد الدولي البالغة تكلفة بنائه 15.5 مليار دولار في الأول من أبريل القادم.
وقال السيد أكبر الباكر، الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية: "يمثل عام 2013 عاماً تاريخياً بالنسبة لدولة قطر والخطوط الجوية القطرية وقطاع الطيران ككل، وكوننا الجهة المشغلة لمطار حمد الدولي والمستخدم الرئيسي له، نتطلع للترحيب بشركات الطيران والمسافرين في المطار الجديد خلال الأسابيع القليلة القادمة وبداية عصر جديد لبلدنا الحبيب قطر".
وأضاف :"من شأن المطار الجديد تعزيز موقع دولة قطر على الساحة العالمية، ولكن الحكاية لن تنتهي هنا، فمع نهاية العام الحالي، ستنقل الخطوط الجوية القطرية عملياتها بالكامل إلى مطار حمد الدولي حيث من المتوقع أن يتم الانتهاء من تجهيز صالات الركاب في ذلك الوقت ومن خلالها سنقدم لجميع مسافرينا تجربة تفوق التوقعات".
توسعات القطرية:
وتعتبر الخطوط الجوية القطرية واحدة من أسرع شركات الطيران نمواً في العالم، فقد شهدت نمواً سريعاً وملحوظاً على مدار 15 عاماً وهي تسيّر حالياً أسطولاً حديثاً من الطائرات يضم 118 طائرة إلى 123 وجهة في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ والأمريكيتين.
وعلى مدار الأشهر القليلة القادمة، تعتزم القطرية إطلاق رحلاتها إلى مجموعة متنوعة من الوجهات الجديدة، بما في ذلك النجف في العراق (23 يناير)؛ بنوم بنه في كمبوديا (فبراير 20)؛ تشنغدو في الصين (19 مارس)؛ شيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية (10 أبريل)، وصلالة في سلطنة عُمان (22 مايو)
لدى الناقلة طلبات شراء لأكثر من 250 طائرة تفوق قيمتها 50 مليار دولار أمريكي. وتشمل الطلبات طائرات بوينج 787 و777 وطائرات إيرباص من عائلة A350 وA380 وA320 إضافة إلى طائرات بومبارديي لرجال الأعمال.
وقد فازت الخطوط الجوية القطرية بجائزة "أفضل شركة طيران في العالم للعام 2012" للسنة الثانية على التوالي من مؤسسة سكاي تراكس العالمية المرموقة لمراقبة جودة خدمات الطيران. كما فازت الناقلة بجائزة "أفضل شركة طيران في الشرق الأوسط" للعام السابع على التوالي وجائزة "أفضل خدمة موظفين في الشرق الأوسط".
وقد حاز مبنى البريميم في مطار الدوحة الدولي على جائزة "أفضل خدمة مطارات للدرجة الأولى ورجال الأعمال" للعام الثاني على التوالي سنة 2012. وفي أكتوبر 2012، أصبحت القطرية أول شركة طيران خليجية يتم دعوتها للانضمام رسمياً إلى اتحاد ون ورلد العالمي.
مواصفات عالمية:
وكان يفترض أن يفتتح مطار حمد الدولي في ديسمبر الماضي ولكن تأخر أحد المقاولين وقامت لجنة تسيير مطار حمد الجديد بإنهاء العقد معه وتعيين شركة أخرى، وقامت هذه الشركة بإنجاز المهمة وهي الآن في التشطيبات النهائية للمشروعات. ويُشيد مطار حمد الدولي الجديد بمواصفات عالمية بما يحقق الأهداف التنموية لدولة قطر، وتؤهل إمكانيات الشحن بالمطار لاستيعاب 2 مليون طن سنوياً ما سيساهم في دعم التبادل التجاري بين قطر وكافة دول العالم.
ويوفر مطار الدوحة الدولي الجديد 175 مكتباً لتسجيل المسافرين، ويوجد بالمطار 42 بوابة للمسافرين و22 بوابة خارجية بمبنى الركاب، ويوجد بالمطار مركز صيانة الطائرات يتكون من حظيرة طائرات كبيرة قادرة على استيعاب ثماني طائرات ذات عرض كبير وطائرتين ذات عرض أقل ، لتتمتع بقابلية توفير خدمات صيانة مستقبلية لطائرات الايرباص 380.
والجدير بالذكر أن نشاط حركة الطيران المدني لدولة قطر يعود إلى مطلع عقد الخمسينات من القرن الماضي عندما بدأت شركات النفط عمليات التنقيب عن البترول في الأجزاء الغربية من البلاد، ولمّا احتاجت هذه الشركات إلى خدمات نقل جوي لنقل العاملين والمعدات والتجهيزات اللازمة لأًعمال التنقيب أنشئ مهبط للطائرات في غرب البلاد ثم تلاه مهبط آخر جنوب مسيعيد، وفي الربع الأخير من خمسينات القرن الماضي تم إنشاء مهبط آخر شرق الدوحة لعمليات النقل الجوي التجاري وفي ذلك الوقت كان هذا المهبط يستقبل طائرة واحدة شهرياً ومع تطور النقل الجوي التجاري تم إنشاء أول مطار صغير في الموقع الحالي لمطار الدوحة الدولي وتم تزويده بكافة الخدمات الملاحية وخدمات المناولة والخدمات الأخرى اللازمة لتسيير رحلات منتظمة من وإلى مدينة الدوحة.
الكوادر الوطنية:
وتحرص الهيئة العامة للطيران المدني على الاهتمام بالعناصر القطرية لأنه الرهان الرابح في ظل التحديات القادمة ، وخصوصا في إدارة المشاريع العملاقة مثل مشروع مطار حمد الدولي ، ولذلك تحرص الهيئة على ابتعاث عدد كبير من الطلبة القطريين للخارج لدراسة التخصصات الفنية المختلفة حسب الاحتياجات الحالية.
وتسعى هيئة الطيران المدني أيضا إلى توفير الكوادر البشرية المؤهلة علمياً ومهنياً وفقاً للاحتياجات المستقبلية لمطار حمد الدولي الجديد والتي تم مراعاتها في البعثات التي ما زالت مستمرة لتدريب الكوادر القطرية، وهذه الإستراتيجية التي اعتمدتها الهيئة العامة للطيران المدني منذ فترة طويلة تعتمد على الاعتناء بالعنصر القطري والاستثمار فيه لأنه يتمتع بصفة الاستمرارية.
ويبني القطاع السياحي آمالا عريضة على الطفرة التنموية التي شهدتها قطاعات دولة قطر المختلفة خلال السنوات القليلة الماضية خاصة الطيران المدني الذي يشكل وسيلة فعالة للنهوض بالقطاع السياحي.وتسعى الجهات المعنية إلى استثمار مطار حمد الدولي الجديد لتحفيز سياحة الترانزيت والتخطيط لاستقطاب 5% من العابرين للمطار الجديد، ويشير الخبراء إلى أن المطار يشكل نقطة تحول جوهرية لمستقبل السياحة في قطر.
هذا وقال خبراء ومعنيون بقطاع السفر والسياحة أن توجيهات دولة قطر ستساهم في النهوض بالقطاعات التنموية المختلفة بما فيها الطيران المدني الذي شهد قفزة نوعية خلال السنوات القليلة الماضية بدعم من رؤية أمير البلاد المفدى، وأشاروا إلى أن الاقتصاد القطري يشهد أزهى عصوره عبر السياسات الاقتصادية الرشيدة التي تتبعها دولة قطر.
أضافوا أن الطفرة التنموية التي تعيشها قطر تنعكس بالإيجاب على قطاع الطيران المدني، حيث أصبحت قطر محط أنظار رجال الأعمال والساسة والرياضيين ورواد الفكر حول العالم، وأشاروا إلى أن قطر ستمتلك مقومات فريدة في مجال الطيران المدني مع افتتاح مطار حمد الجديد.
المصدر: مباشر