برلين.. سياحة وصحة وترفيه في مدينة واحدة
برلين "ادارة التحرير" …. تقدم العاصمة الألمانية برلين نفسها كمدينة شابة دينامية منفتحة على العالم رغم كل ما عانته في السابق من تقسيم ،استفادت العاصمة الالمانية من العقدين الماضيين بحكمة لإعادة التعريف بنفسها، ولإيجاد صورتها الخاصة في مكان ما بين الشرق والغرب، وما بين التقليد والحداثة. وفي الوقت الذي تجمع فيه برلين بين الثقافة والفنون والطبيعة والترفيه بشكل مذهل، فهي تتمتع أيضاً بخبرة عريقة فيما يتعلق بالصحة والبحث العلمي. لذا فإن مرضى كل من روسيا وبريطانيا والوطن العربي والولايات المتحدة وحتى من الدول المجاورة لألمانيا يقدرون الخدمات والعلاجات الطبية المقدمة في ألمانيا.
ويمكن للزوار المرضى الاستفادة من طابع المدينة العالمي، ففيها يسكن أكثر من مليون أجنبي، إضافة إلى وجود السفارات وسهولة المواصلات منها وإليها. كما أنه لا يمكن الربط بين الثقافة ونمط الحياة وجودتها والثقة والمعرفة الصحية في أي حاضرة عالمية كما هو الحال عليه في برلين.
تعتبر العاصمة الألمانية واحة طبيعية تزخر بالحدائق والمنتزهات والغابات لتعتبر بذلك أكثر مدن أوروبا خضرة. ويوجد في وسط المدينة حديقة حيوانات تمتد على مساحة تفوق 200 هكتار، موفرة بذلك مساحات خضراء للعب الأطفال والتنزه في أحضان الطبيعة. وتوفر المدينة لمحبي الطبيعة والمساحات الخضراء، العديد من الخيارات كمتنزه الجدار (ماور بارك) الذي ينتمي إلى أماكن قليلة في المدينة كان من يحاول عبورها يلاقي حتفه في الماضي .
لكن فتح الحدود وإعادة توحيد برلين، مكن هذه المدينة من التحويل بسرعة الى مساحات خضراء عامة ومنطقة للترفيه والاستجمام، تزخر بالعشب الأخضر وأشجار الفاكهة والنباتات البرية والزهور حسب البيان.
يحظى متنزه (تيرغارتن) بشهرة واسعة، فهو يعد بمثابة الرئة الخضراء للمدينة. ولكن في كل مكان من المدينة يوجد أيضاً أشكال مختلفة من المتنزهات الترفيهية، متنزهات المدن، حدائق القصور وكذلك الغابات والأحراج. وهنا ننصحك مثلاً بزيارة الحديقة النباتية والمتحف النباتي (داهليم). فمع 22 ألف نوع نباتي تعتبر الحديقة النباتية (بوناتيشر غارتن) واحدة من أهم ثلاث حدائق نباتية على مستوى العالم.
عاصمة للصحة
وتوفر برلين فرصة الاسترخاء في المقاهي المفتوحة والحانات المتنوعة والاستمتاع بغروب الشمس. كما تزخر المدينة بالعديد من المقاهي والمطاعم التي تقدم أطباقاً محلية ودولية وأنواعاً مختلفة من المشروبات اللذيذة، إلى درجة أنه ما من أحد يفتقد في برلين طبقاً يحبه!
ولقد نجحت العديد من المطاعم في العاصمة الألمانية في نيل "نجمة ميشلين". فكبار الطباخين المعروفين بابتكاراتهم وشغف التجربة والحس العميق لفتح الشهية يفتنون منذ سنوات ضيوفهم بأطباق متنوعة ومعدّة بعناية.
وعندما تسمع عبارة أن برلين تساعد على الراحة وتعيد العافية، فهذا شيء طبيعي، ليس فقط بسبب جمال الطبيعة ووفرة المساحات الخضراء الخلابة، بل أيضاً لكونها تعتبر عاصمة الصحة. فهني تضم أفضل الأطباء المختصين في كافة المجالات.
والذين يقدمون خدماتهم الطبية في أشهر المراكز الصحية العالمية مثل مستشفى الشاريته، الذي يعتبر أكبر مستشفى جامعي في أوروبا، ومركز القلب الألماني الذي يعد من أفضل المراكز العلاجية في برلين، والمستشفيات التابعة للصليب الأحمر الألماني التي تعتبر من أفضل المستشفيات وتعمل دوماً على تحسين العلاج الطبي وتوفير المعايير عالية الجودة،.
وهناك كذلك شبكة فيفانتس للرعاية الصحية التي تعتبر واحدة من أكبر مجموعات المستشفيات العامة في أوروبا والرائدة في ألمانيا، وأكبر شبكة مستشفيات ألمانية تمتلكها ولاية برلين. وفي هذا الإطار، تلبي برلين الطلبات والرغبات الصحية والسياحية الراقية لزوارها، إذ يمكن استقبال كبار الشخصيات بعد وصولهم بطائرتهم الخاصة من قبل سائق ليموزين ونقلهم إلى المستشفى مباشرة، حيث يتم استقبال المريض ونقله إلى غرفة خاصة، تفوق غرف الفنادق ذات الخمس نجوم.
ومن المزايا الرائعة التي تتصف بها العاصمة الألمانية هي إمكانية الجمع بين العلاج والترفيه، إذ يمكن للزوار الذي يأتون إليها لتلقي العلاج والاطمئنان على الصحة، الجمع بين الاستفادة من العلاج المميز والاستمتاع بعروض الاستجمام والساونا والسبا والعناية بالجمال، إضافة إلى الإحساس بروح المدينة التي تبعث على الراحة والطمأنينة.
بوابة براندنبورغ
وفي حين أن بوابة براندنبورغ تعتبر واحدة من أكبر وأجمل إبداعات الكلاسيكية الألمانية ورمزاً من رموز عهد الانقسام الذي شهدته برلين في أربعينيات القرن الماضي، فهي تمثل أيضاً معلماً سياحياً جذاباً لا يمكن لأي زائر للمدينة أن يفوت مشاهدته.
كما تزخر برلين بالعديد من المعالم والأماكن السياحية الجذابة الأخرى كمبنى البرلمان الألماني بقبته الزجاجية الشفافة،والذي يشكل مع مبنى الوزارة الفيدرالية والمباني الحديثة الأخرى ما يُعرف بمجمع (باند دِس بوندِس). وهناك ساحة (جندارمن ماركت) التي يوجد فيها ثلاثة مبانٍ أثرية:
الكاتدرائية الألمانية، الكاتدرائية الفرنسية وبيت الحفلات الموسيقية (كونتسيرت هاوس). وهناك أيضاً كاتدرائية برلين (برلين دوم) ذات التصميم الجذاب والتاريخ الذي يمتد إلى العصور الوسطى، وكنيسة القيصر فيلهلم التذكارية، التي تعد بمثابة رمز على نهوض برلين من تحت الأنقاض، ونقطة التفتيش (تشارلي)، التي مثلت سابقاً جزءاً من جدار برلين.
وكانت شاهداً على انقسام ألمانيا إلى دولتين (شرقية وغربية). وبالتوجه إلى المحطة الشرقية بالقرب من شارع (بيرناور شتراسه)، يمكنك رؤية بقايا جدار برلين الشهير الذي تحول إلى آثار تاريخية تشهد على تقسيم برلين وتاريخ الحرب الباردة. وإلى جانب هذا الوجه التاريخي والسياحي.
حضور ثقافي
تشتهر برلين أيضاً بكونها مدينة ثقافية وفنية بامتياز. فإذا كنت ترغب بالقيام برحلة عبر العصور القديمة، فما عليك إلى التوجه إلى (جزيرة المتاحف)، التي تم إدراجها على قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ العام 1999. وتضم الجزيرة خمسة متاحف: (المتحف القديم)، (المتحف الجديد)، (المتحف الوطني القديم)، متحف (بوده)، ومتحف (برغامون) الذي يحتوي على نقطة جذب مشهورة عالمياً تتمثل في (مذبح برغامون).
أما عشاق السهر، فسوف تكون أمامهم مجموعة متنوعة من المرافق التي تتميز بأجواء ثقافية وفنية وموسيقية إبداعية. ففي هذه المدينة يوجد أفضل النوادي الليلة في العالم، وهناك الكثير من النوادي التي تتمتع بشعبية خاصة لدى السياح ومشاهير المجتمع وممثلي السينما العالمية ونجوم الفن.
وفي مجال الأزياء أصبحت برلين عاصمة عالمية للموضة وازدادت أهميتها كمدينة مستضيفة للمعارض المختصة بالأزياء التي لا تجتذب فقط مبدعي ورواد الموضة، بل المتسوقين والسياح أيضاً. يضاف إلى ذلك أن المدينة تمتلك الكثير من المقومات التي يبحث عنها عشاق التسوق، لاسيما مع ما تزخر به من شوارع ومراكز تسوق جذابة، نذكر منها:
شارع (كورفورستندام) أو (كودام)، وشارع (فريدريش شتراسه)، وشارع (تاونتسين شتراسه)، ومركز تسوق الغرب الشهير (كا ديه فه)، ومركز أوروبا (أويروبا- سنتر)، ومجمع (أوبر إيست سايد برلين). كما تنتشر مقابل شارع (كودام) أحدث اتجاهات الموضة التابعة لسلاسل البيع بالتجزئة الدولية والعلامات التجارية الكبيرة.
عناوين للتسوق
من عناوين التسوق المثيرة للاهتمام والتي لا تجذب السياح فقط، تبرز الشوارع الصغيرة في الحي القديم (شوينين فيرتل) والتي تدعو الزوار إلى التنزه والتسوق والشراء. وفي ساحات (هاكيشه هوفه) وحولها ستجد صالات العرض الصغيرة والبوتيكات التي تضم الموضة الدولية وتصاميم الشباب المحلية، ابتداءً من الأزياء المميزة والأحذية الملفتة والمجوهرات والإكسسوارات وحتى القطع والأشياء الملونة والهدايا المضحكة.
وعند التوجه إلى ساحة (الكسندر بلاتس)التي كانت تمثل سابقاً مركز تسوق برلين الشرقية في زمن جمهورية ألمانيا الديمقراطية، ستجد مركز التسوق والترفيه الشهير (آليكسا).
كما تعتبر زيارة حي (نيكولاي فيرتل) تجربة خاصة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فهنا ستجد نفسك بين مبان من طراز القرون الوسطى، وستجد العديد من المحلات التجارية الصغيرة الخاصة ببيع الهدايا التذكارية والحرف اليدوية والتحف، إلى جانب بعض المتاحف المثيرة للاهتمام وكنيسة (نيكولاي كيرشه).
حديقة بريتس
لا بد لزائري برلين من أن يقصدوا حديقة بريتس (بريتسر غارتن) التي تزخر بمجموعة واسعة من الخيارات لقضاء أوقات الفراغ بكل راحة: منطقة بحيرات تبلغ مساحتها 10 هكتارات، حدائق ذات مغزى مثل حديقة الورود الشهيرة (روزن غارتن)، مناطق اللعب، حديقة جيولوجية، حديقة الساحرات والمختبر الكبير الموجود في الهواء الطلق، الذي يقام فيه معرض دائم عن الحيوانات وعالم النباتات.
وفي المكان المخصص للتقويم توجد أكبر ساعة شمسية في أوروبا. ومن استنفد طاقته عبر نزهة على الأقدام في الحديقة التي تبلغ مساحتها 100 هكتار، يمكنه أن يستمر في رحلته الاستكشافية من خلال قطار الحديقة، أو التعريج على واحد من المطاعم الثلاث التي تفتح أبوابها على على مدار السنة.
بدورها، تزخر حديقة كومينيوس (كومينيوس غارتن) بالنباتات، التي قلما تجدها بهذه الكثافة في المرافق البلدية. وفي نفس الوقت، تعد الحديقة مكاناً شعبياً للتلاقي في المنطقة. وينبغي أن لا يفوتك أيضاً زيارة الحديقة الترفيهية (مارتسان) التي تُعرف بحدائق العالم، فأهل برلين وسياحها يصابون بالذهول عندما يعرفون أن منطقة (مارتسان-هيلرسدورف) هي واحدة من أكثر المناطق خضرة في برلين. وتعتبر (حدائق العالم) واحدة من هذه المناطق الخضراء مع حدائق تقليدية ذات مغزى من آسيا، أوروبا والشرق.