موريتانيا تشجع السياحة أم تخنقها؟
نواكشوط "ادارة التحرير" …تعمل الحكومة منذ سنوات على التأكيد للرأي العام الدولي بأن موريتانيا دولة آمنة وقادرة على حماية زوارها، بل إنها بذلت جهودا مضنية لإعادة الحياة لقطاع السياحة بعد الضربات التي تلقاها على أيدي تنظيم قاعدة المغرب الاسلامي وبلغ الأمر حد استئجار طائرة على حساب دافع الضرائب الموريتاني لنقل أكثر من مائة سائح تم استقبالهم بالتزامن مع مهرجان ودان المنظم خلال السنة الماضية.
وقد استقبل المستثمرون في قطاع السياسة هذا التوجه بالكثير من الارتياح آملين في أن يشكل بداية انتعاش لنشاطاتهم التي عرفت كسادا قويا، قبل أن تكشف الحكومة من جهة أخرى عن إجراءات مشددة تجاه السياح الراغبين في دخول بلادنا لتجعل عددهم يتضاءل يوما بعد يوم. فبالإضافة إلى ارتفاع تكلفة التأشيرة (93 يورو مثلا في الدول الأوربية)، فإن إجراءات الحصول عليها تعقدت بدرجة تجعل الحصول عليها يحتاج إلى بذل جهود مضنية قد لا يكون الكثير من السياح مستعدا لبذلها.
ففي دول أوربية مقل فرنسا وألمانيا، يلزم طلب التأشيرة بالتواجد في عاصمتي البلدين كما يلزمون بتحديد أماكن إقامتهم أو بالحصول على دعوة من موريتانيا، وفي المغرب مثلا يضطر السياح للتكدس أمام السفارة الموريتانية من أجل الحصول على تأشيرة نظرا للعدد المحدود الذي تمنحه السفارة يوميا (50 تأشيرة)…حسب اقلام حرة
يحدث كل ذلك وفي نفس الوقت تكاد "البطالة" تدفع المستثمرين في السياحة إلى إغلاق مقاولاتهم والبحث عن سبل عيش في قطاعات أخرى.. كما يحدث والسياسة المعلنة هي تشجيع السياحة بل وصرف مبالغ معتبرة في سبيل استقطاب السياح؟ فهل يعود الأمر إلى عدم الانسجام بين السياسات المتبعة من طرف بعض القطاعات الحكومية؟ أم أن الحديث عن تشجيع السياحة مجرد شعارات يتم ترديدها للاستهلاك الداخلي فقط؟
