Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

200 خطاط عربي في مهرجان القاهرة للخط العربي

200 خطاط عربي في مهرجان القاهرة للخط العربي

القاهرة " المسلة " …  شهد بيت السناري بيت الثقافة والعلوم والفنون التابع لمكتبة الإسكندرية افتتاح فاعليات مهرجان القاهرة الدولي للخط العربي، الذي يقام بالاشتراك مع الجمعية المصرية للخط العربي ومركز النقوش والكتابات والخطوط في المكتبة الإسكندرية وحدة د.خالد عزب مدير المشروعات الخاصة في مكتبة الإسكندرية، وذلك بمشاركة 200 خطاط من مصر والعراق وباكستان وليبيا وسوريا والمغرب وتونس والكويت والسعودية والإمارات والجزائر وتونس وأوزبكستان وإيران وتركيا.

وقد تخللت الصفحات الفاكسميلي لأشهر المصاحف في التاريخ الإسلامي واللوحات الفنية للخطاطين العرب كافة أرجاء البيت الأثري، لتتعانق مع جماليات عماراته، ومن المفاجآت العديدة التي حملها العرض لوحة للفنان محمد حسني والد الفنانتين سعاد حسني ونجاة الصغيرة، تعرض لأول مرة، وهى من مقتنيات الفنان حمدي الشريف تلميذ محمد حسني.

الخطاط محمد حسني ولد عام 1894م، وهو من أصول تركية وينتسب لعائلة البابا التي اشتهرت في بلاد الشام بالإنشاء والغناء، وكان له واقعة طريفة حيث اصطحبه خاله للمدرسة وهو طفل صغير لم يدخل المدرسة بعد، وأجلسه في تمرين الخط العربي، وعلى سبيل المزاح أعطاه أحد التلاميذ القلم وطلب منه أن يقلد حرف الكاف بالخط الثلث وهو من أصعب الخطوط، فقلده بمهارة وسط دهشة الفصل كله، فبدأ التعلم على الفور لمهارته الفطرية، وتعلم قواعد الخط العربي على يد الخطاط التركي الشهير يوسف رسا.

وتعد الفترة من 1958م بداية نجومية محمد حسني في الخط العربي على المستوى الدولي، حيث تميزت لوحاته بإقامة حوار فني بين الأحرف، واهتم بالناحية العضوية للتكوين. حصل محمد حسني على درجة الدكتوراه الفخرية من كندا، وتوفي عام 1964م عن عمر يناهز 75 عامًا.

أيضا قدم الفنانون خضير البورسعيدي؛ رئيس الجمعية المصرية للخط العربي، ومحمود إبراهيم؛ الخطاط الذي اشتهر بكتابة خطوط أغلفة ومجلات وكتب دار الهلال، وصلاح عبد الخالق من صحيفة الجمهورية، ومحمد جمعة من مكتبة الإسكندرية. وبلعيد الحميدي من المغرب، والصديق الزغواني من ليبيا، وإبراهيم الموصراتي من ليبيا، وحامد عثمان من السعودية، وعلي البداح من الكويت، ومحمد النوري من العراق، لوحات تجلت فيها عبقرية الرؤية الجمالية والحسية للحرف العربي.

ومن اللوحات المهمة الصفحات الفاكسميلي التي عرضت من مصاحف الأمصار التي وزعها الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه بعد جمعه القرآن الكريم على المدن الإسلامية. وقد صرح الدكتور خالد عزب؛ مدير إدرة المشروعات الخاصة بمكتبة الإسكندرية، أن مركز الثقافة والفنون والحضارة الإسلامية باستانبول قد بدأ منذ سنوات مشروعًا لجمع مصاحف عثمان بن عفان ودراستها وطباعتها، وأن عرض صفحات من هذه المصاحف يعطي محبي الخط العربي وعشاق القرآن الكريم فرصة للتعرف على أوائل المصاحف الإسلامية، وبدايات تطور الخط العربي. ومن أبرز المصاحف التي سيجري عرضها:

** مصحف طشقند: وهو المصحف المحفوظ الآن في مكتبة الإدارة الدينية في مدينة طشقند، ويعتقد الناس عموماً هناك بأنه واحد من مصاحف سيدنا عثمان بن عفان، بل وشاع بينهم أنه النسخة التي كان يقرأ فيها عندما استشهد.

** مصحف طوب قابي "متحف سراي طوبقابي في استانبول":إن المعروف عن مصحف طوبقابي المعروف بمصحف سيدنا عثمان، يقل كثيرًا عن المعروف عن مصحف طشقند. فهناك عدد من الكتاب كتبوا كتبًا ومقالات حول هذا المصحف، وناقشوا مسألة هل هو واحد من مصاحف عثمان أم لا، وذكروا روايات مختلفة أثناء ذلك حول التاريخ الذي أتى فيه إلى طشقند ومن أين أتى، وقام عالمان بنشره (هما بيساريف ومحمد حميد الله) على الرغم من ضياع ثلثي أوراقه. والخلاصة أن مصحف طشقند لم يزل موضوعًا لبحث العلماء منذ مدة تقرب من مائة وخمسين عامًا. أما مصحف طوبقابي فإن المعلومات التي قدمها كل من تعرض له في كتاب أو مقالة لا تتعدى عدة سطور، باسثناء مقالة كتبت في الماضي القريب جدًا لم يخرج علينا رأي جاد يعتمد على دراسة تتحرى المزاعم القائلة بأنه مصحف عثمان الخاص أو أحد المصاحف التي استكتبها. تدل الورقة الأولى من المصحف معلومات هامة كتبت في 20 جمادي الأولى 1226 هـ (12 يونيه 1811م) أن المصحف:

* قد تمت كتابته على يدي سيدنا عثمان نفسه.

* كان محفوظًا في القاهرة منذ زمن طويل.

* قام محمد علي باشا والي مصر بإرساله هدية إلى السلطان محمود الثاني (ت 1255 هـ / 1839م) في 1226 هـ (1811م)، واستقر الرأي على حفظه في دائرة البردة الشريفة بردة النبي محمد صلى الله عليه وسلم داخل سراي طوبقابي.

ولا يحتوي التعريف المشار إليه معلومات حول التاريخ الذي جاء فيه المصحف إلى القاهرة، وأي مكان وصلها. وبصرف النظر عن مسألة الصحة في المعلومات الواردة في المصادر حول أن عثمان بن عفان لم يكتب أيًا من المصاحف فإن هذه النسخة ليست المصحف الإمام الخاص بعثمان بن عفان، كما أنها ليست أيضًا واحدًا من المصاحف التي أرسلها إلى الأمصار المختلفة.

وكان المصحف في دائرة البردة الشريفة داخل سراي طوبقابي يعرض في شهر رمضان من كل عام لمشاهدة الزوار حتى تم إرساله إل مكتبة السليمانية في 19/4/1984 كي يجري ترميمه هناك، فلما انتهت أعمال الترميم والإصلاح أعيد إلى دائرة متحف سراي طوبقابي في 9/11/1987، ولا يزال محفوظًا هناك حتى الوقت الراهن.    

** مصحف متحف الآثار التركية والإسلامية باستانبول:إن ما توفر من معلومات حول هذا المصحف المعروف بمصحف سيدنا عثمان في متحف الآثار التركية والإسلامية باستانبول تقل كثيرًا عما لدينا من معلومات حول مصحف طوبقابي.

جرى نقل هذا المصحف إلى المتحف المذكور من مكتبة آياصوفيا في 30 مارس 1330 (12 إبريل 1914م)، ولا يزال محفوظًا إلى اليوم في ذلك المتحف تحت رقم 457، ولا أحد يعلم شيئًا عن تاريخ دخوله إلى مكتبة آياصوفيا ومن أين جاء.

يوجد في وسط الوجه الأول للورقة الأولى أشكال وزينات هندسية فصلت عن بعضها بخطوط بيضاء، وشكل دائري مزين بالذهب وفيه ألوان زرقاء وحمراء وخضراء. وإلى جوار هذا الشكل يوجد خاتم وقف السلطان العثماني محمود الأول (1730-1745م).

يضم وجه الورق 438 سورة الناس التي ينتهي بها القرآن، وفي ظهرها معلومات تقول إن كاتبًا يدعى داود بن الكيلاني قام بتنظيم وترتيب أوراق المصحف بعد أن كانت متناثرة، وأعاد أثناء ذلك كتابة 14 ورقة كانت ناقصة من أماكن مختلفة في المصحف، وأكمل ذلك العمل يوم السبت في الرابع من جمادي الآخرة سنة 841 هـ (3 ديسمبر 1438م) أمام الكعبة المشرفة في مكة المكرمة.
ينقص المصحف ثلاث أوراق رغم العملية التي جرت لإكمال الناقص منها في سنة 841 هـ (1437م). غير أن أرقام الأوراق في المصحف تسير بشكل متسلسل وكأنما لا يوجد ذلك النقص، إذ حملت الأوراق الواردة عقب الأوراق الناقصة أرقامًا لا تدل عليهظ.

** مصحف المشهد الحسيني بالقاهرة: هذا المصحف واحد من النسخ الست التي أمر بكتابتها عثمان بن عفان، وإن أربعة مصاحف منها أرسلت إلى الأمصار، وبقي اثنان في المدينة المنورة. وكان هذا المصحف محفوظًا في خزانة الكتب الخاصة بالمدرسة الفاضلية التي أقامها في زمن الأيوبيين القاضي الفاضل عبد الرحيم بن علي البيساني العسقلاني (ت 596 هـ/ 1200م)، ثم جرى نقله إلى القبة التي أمر بإنشائها سلطان المماليك أبو النصر الملك الأشرف قنصوة الغوري (ت 922 هـ/1516 م) والقائمة في مواجهة مدرسته الموجودة بالقرب من الاقباعيين في باب زويلة، وفي عام 874 هـ (1469م) تم صنع جلد خاص لهذا المصحف. وفي النهاية جرى نقله إلى المشهد الحسيني في سنة 1305 هـ (1887م)، وظل في داخله حتى سنة 2006م، إذ جرى نقله إلى المكتبة المركزية للمخطوطات الإسلامية" من أجل ترميمه وإصلاحه.

يذكر صلاح الدين المنجد أن القاضي الفاضل اشترى المصحف بمبلغ كبير (أكثر من ثلاثين ألف دينار)، ثم حفظ في خزانة تضم نحو مائة ألف كتاب داخل المدرسة التي بناها في درب الملوخية المعروف اليوم بدرب القزازين بالقرب من المشهد الحسيني. وبعد ذلك شاع خبره بين الناس باسم مصحف سيدنا عثمان، بينما تفرقت أعداد الكتب التي كانت معه هنا وهناك. وبعد أن تحولت مدرسة القاضي الفاضل إلى الخراب قام الملك الأشرف قنصوة الغوري بنقله إلى القبة التي بناها لنفسه في مواجهة مدرسته. وظل المصحف داخل القبة حتى سنة 1275 هـ (1848-59)، ثم نقل بعدها إلى مخزن داخل القلعة (قلعة محمد علي)، ومنه إلى ديوان الأوقاف في سنة 1304 هـ (1886-87)، ثم إلى قصر عابدين في السنة التالية (1305 هـ)، ومنه في نفس السنة جرى نقله إلى المشهد الحسيني.

يقع المصحف في 1087 ورقة، وتختلف مقاساته بين 57 X 57 في موضع، و57 X 68 في موضع آخر، ويبلغ سمكه 40 سم، ووزنه 80 كم، وتحتوي الصفحة على 12 سطر. وجاء في النص المذكور فوق جلد المصحف بالخط الكوفي البسيط أن مداد المصحف باللون الأسود في موضع، وباللون البني الداكن في موضع آخر. ويتبين أن لون المداد أسود، لكن مع مرور السنين فتح لونه وفقد بعض خواصه مما جعل بعض الأحرف تظهر وكأنها كتبت باللون البني. وجاء في النص السابق أيضًا أن خط المصحف يرجع إلى القرن الهجري الأول (السابع الميلادي)، ولا يتضمن علامات للشكل أو زينات، وأن الفواصل الموجودة بين السور قد جاءت على شكل رسوم نباتية بألوان مختلفة.

** مصحف باريس "المكتبة الوطنية": ليست هناك معلومات واضحة حول نسبة هذا المصحف إلى عثمان بن عفان، ويوجد تشابه بينه وبين مصحف لندن وهو واحدًا من المصاحف القديمة الموجودة، ويُعتقد أنه راجع إلى القرن الهجري الأول (السابع الميلادي). هذا المصحف محفوظ في المكتبة الوطنية بباريس وقام بنشره أيضًا كل من فرنسوا ديروش وسرجيو نويا نوسيدا. ولا يوجد من أوراقه إلا ورقة، وتدل عملية العد والفحص أن السور والآيات التي يحتويها تقابل 2.322 سطرًا من مصحف الملك فهد، أي ما يمثل 25.8% من النص القرآني، وهو ما يعني أن ثلاثة أرباع المصحف ضائعة. أما العدد الكامل لأوراقه فمن المعتقد أنه نحو 220 ورقة.

وقد شهد أول أيام المهرجان حفل تكريم لطلاب المدارس الذين شاركوا في فاعليات المهرجان في ورش تعليم الخط العربي، حيث تسلم كل طالب مكتبة متخصصة في الخط العربي.

أما أول الفاعليات ثقافية فقد بدأ بمحاضرة للخطاط الشهيد محمود إبراهيم تحدث فيها عن تجربته في كتابة مصحف بالخط الثلث المصري المملوكي، ويعد هذه من المحاولات القليلة في السنوات الأخيرة لكتابة المصحف في مصر، كما ألقي الدكتور محمد وسام الخبير في دار الإفتاء محاضرة عن الخطاط عبد الله زهدي ونوادره، وقدمت الباحثة شرين القباني جهود مركز النقوش والخطوط في رقمنة الكتابات العربية والإسلامية.

 وهناك على مدار ثلاثة أيام محاضرات لكل من: محمد حسن من مركز الخطوط في مكتبة الإسكندرية الذي يحاضر عن الخطوط العربية المعاصرة، والدكتور شبل عبيد الذي يحاضر عن الخط العربي في سمرقند الذي أصدرت عنه مكتبة الإسكندرية مؤخرا كتابا تحت عنوان ديوان الخط العربي في سمرقند. وأضاف أيمن منصور المشرف على المهرجان أنه من المقرر أن يحتفي المهرجان بمركز الكويت للفنون الإسلامية حيث يشارك الفنان فريد العلي مدير المركز بلوحاته، ومركز الكويت يعد أبرز المؤسسات العربية الراعية للخط العربي المعاصر.

المصدر : ايلاف

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله