سياحة العراق تفتتح المتحف الوطنى أمام الجمهور خلال 200 يوم
بغداد "المسلة"…. كشفت وزارة السياحة والآثار، عن نيتها إعادة افتتاح المتحف الوطني العراقي أمام المواطنين، وبينت أن الإجراءات الأولية لذلك بدأت مطلع العام الحالي وستنتهي خلال 200 يوم، فيما أكدت إدارة المتحف استعادة 133 ألف قطعة ووثيقة أثرية من الخارج.
وقال مدير المكتب الإعلامي في وزارة السياحة والآثار، حاكم الشمري، في حديث إلى (المدى برس)، امس الثلاثاء، إن "الوزارة بدأت مطلع العام 2013 الحالي، بالاستعدادات اللازمة لإعادة افتتاح المتحف العراقي أمام المواطنين والسائحين"، مشيراً إلى أن "أعمال الصيانة والإضافة في المتحف ستكتمل خلال 200 يوم ليكون المتحف جاهزاً لاستقبال المواطنين".
وأضاف الشمري، أن تلك "الأعمال تشمل انجاز المدخل الرئيس للمتحف واستحداث أبنية جديدة ومطاعم وأماكن لقطع التذاكر وغيرها من الأعمال التمهيدية الضرورية الأخرى".
من جانبها، ذكرت المدير العام للمتاحف، أميرة عيدان في حديث إلى (المدى برس) أن "الجهود مستمرة لإعادة القطع الأثرية الثمينة التي سرقت من المتحف العراقي"، مؤكدة أن تلك "القطع ستعرض حال استرجاعها أمام المواطنين عند افتتاح المتحف"، لافتة إلى أن "العراق استعاد 133 ألف قطعة أثرية ووثيقة تاريخية حتى الآن من بلدان مختلفة".
وكانت وزارة السياحة والآثار أعلنت، في السابع من كانون الثاني 2013 الحالي، عن تسلمها 62 مسكوكة ذهبية تعود إلى العصر الساساني، من مجلس محافظة واسط، مؤكدة أن المسكوكات عثر عليها من قبل عمال شركة كانت تنفذ أعمال مشروع خدمي.
يذكر أن المتحف الوطني العراقي تعرض في سنة 2003 لأكبر عملية "سطو وسرقة" للآثار في التاريخ، فقد سرقت منه ومن بقية المتاحف العراقية، أكثر من 15 ألف قطعة أثرية وملايين الوثائق، لكن الحكومة تمكنت بمعاونة جهات دولية عديدة منها اليونسكو، من استعادة نحو خمسة آلاف قطعة وتسعى لاستعادة القطع المسروقة الأخرى، في حين ما يزال القسم الأكبر من أرشيف الدولة العراقية موجوداً في الولايات المتحدة. ويعد المتحف العراقي من بين أقدم المتاحف في منطقة الشرق الأوسط، إذ يعود تاريخ تأسيسه إلى العام 1923، ويقع في منطقة "علاوي الحلة، وسط العاصمة العراقية بغداد، ويضم المتحف مجموعات أثرية تؤرخ تاريخ بلاد ما بين النهرين.
وكان المتحف يشغل حيزاً صغيراً في بناية القشلة أو السراي القديم، وبعد مرور عدة سنوات تم جمع أعداد كبيرة من الآثار كنتيجة حتمية لعمليات التنقيب التي كانت تجري في أنحاء العراق آنذاك فكان لا بد من توسيع المتحف العراقي، وتم نقله إلى بناية خاصة في شارع المأمون، لكن مكانه ضاق مع مرور الزمن فكانت الفكرة أن تخصص بناية جديدة تتصف بمواصفات "متحفية" عالمية تليق بآثار العراق، وقد وضع تصميم خاص لبناية المتحف العراقي في علاوي الحلة، من جانب الكرخ، وهي منطقة كانت واسعة (حينها)، روعي فيها أساليب بناء المتاحف الأصلية، وتم الافتتاح الفعلي للمتحف في التاسع من تشرين الثاني من العام 1966، ومن ثم أعيد افتتاحه مرة أخرى عام 1984، بعد إضافة بناية جديدة.
وكان المتحف يضم 18 قاعة، تحتوي على آثار عصور ما قبل التأريخ بحوالي 60 ألف سنة، والمتمثلة بآثار من عصور الإنسان القديم (النيدرتال) إلى العصور الإسلامية المتأخرة، وترجع آثار عصور ما قبل التأريخ إلى (الإنسان القديم البائد) الذي اكتشفت آثاره في مناطق المحافظات الشمالية، وآثار عصر القرى الزراعية المبكرة التي يمتد عمرها إلى ثمانية آلاف سنة أو 7- 6 آلاف سنة تقريباً أي إلى العصر الحجري، وعصر الاستقرار في الجنوب حيث نشأت الحضارة السومرية، وعصر الدولة الأكدية ومرحلة اختراع الكتابة، والعصر البابلي القديم، والمرحلة الآشورية البسيطة والحديثة، والمرحلة البابلية البسيطة والحديثة، ومراحل ما قبل الإسلام (الساساني)، وعصر الحضارة الإسلامية، والعصور المظلمة التي تلت سقوط بغداد على يد المغول والتتار .
ورتبت قاعات الحضارات في المتحف بحسب قدمها، حيث تكون قاعات الحضارات الأقدم في بداية المتحف وكلما تعمق الزائر كلما تقدمت اثار الحضارات إلى الاحدث وصولا إلى الاثار الإسلامية في نهاية المتحف .