اثار العراق تشارك في مؤتمر الثقافة التاريخية الدولي بواشنطن
بغداد " المسلة " … اقام المركز الثقافي العراقي في واشنطن التابع لدائرة العلاقات الثقافية العامة في وزارة الثقافة بالتعاون مع معهد البحوث الاميركي في العاصمة الاميركية مؤتمر الثقافة الدولي بعنوان آثارنا ثقافتنا بحضور احد عشر عالما وباحثا واكاديميا من مختلف الجنسيات جاءوا من ولايات امريكية وبريطانية عدة .
وتناول الباحثون الطرق الحديثة للتنقيب عن الآثار باستخدام الاقمار الصناعية وكيفية مراقبتها وصيانة المواقع الأثرية والتغيرات التي تطرأ عليها بفعل العوامل البيئية والجوية ،و كان من ابرز الباحثين كبسون مكواير من جامعة شيكاغو وجبسون اور من هافارد ومارك الطويل من جامعة لندن الذي كان بحثه عن المعالم الآثارية في شمال العراق وبالاخص في منطقة شهرزور ومدينة السليمانية التي تعرضت للتهميش من حيث البحث عن الآثار حتى بدايات العصر الحديث.
من جانبه تحدث الدكتور كاري هيرتز من جامعة بنسلفينيا عن استعمال اجهزة الاستشعار عن بعد لمجرى نهر دجلة ورسم الخرائط له مستخدما المنطقة الجنوبية لبلاد ما بين النهرين كوقع للدراسة ارتباطا بمنظومة قنوات الري التي تغذي نهر دجلة اعتمادا على نظام ال جي اي اس المتطور لوضع اطلس المواقع الاثرية للمنطقة الشمالية وهو ما تم فعله في اربيل ونينوى والانبار وديالى باعتماد التقنية الرقمية في وضع الخرائط مما يعني تضمين آلاف المواقع الآثارية الصغيرة التي لم تكن تظهر بالوسائل السابقة والتي كانت ملاصقة اصلا بالمواقع الآثارية الكبيرة وهو اكتشاف احدث نقلة كبيرة في العالم للبحث عن الآثار في المناطق النامية صغيرة كانت أم كبيرة .
اما الدكتور زيد ابراهيم من جامعة بنسلفينيا فقد تناول في محاضرته التي كانت بعنوان الاطلس الرقمي للمواقع الآثارية في العراق في محافظات نينوى وديالى والانبار وافضل ما جاء في البحث هو دأبه في تنفيذ وتطبيق معدات من نظام ال جي اي اس (أدوت الاستشعار عن بعد) في وضع البيانات والخرائط للمواقع الاثارية المتعددة في العراق كونها طريقة حديثة في عدم اغفال اي موقع اثري وتدوينه في خارطة اطلس ويمكن الرجوع اليها في اي وقت علما ان نتائج بحثه قد اعتمد على نتائج الكشوفات والابحاث التي تمت على مرحلتين للمدة من 2003 -2010 في مناطق جنوب العراق التي لم يتم شمولها في السابق بالمسح الجغرافي المقام من قبل العلماء ، فبالنسبة للمرحلة الاولى التي امتدت من عام 2003 -2008 كان الهدف منها التعريف بالمواقع التي تحتاج الى حماية اكيدة لعدم وجود قرار حكومي بحمايتها بسبب الاوضاع الامنية .
وشمل المسح لـ(600) موقع اثري كبير دون النجاح في تحديد موقع متوسط او صغير يفوق في عددها المرقمة المذكورة اعلاه وبسبب وجود هذه المواقع في مناطق زراعية وحقول لايمكن اجبار اهلها على التخلي عنها وهو ما تم كشفه في اجهزة الاقمار الصناعية و ال جي اي اس .
وبالنسبة للمرحلة الثانية من المسح الجغرافي التي تمت للمدة 2008 حتى 2010 حيث تم اكتشاف 600 موقع اثري اخر تمتد حتى العصر الاسلامي الحديث وتشمل مختلف الاحجام علما ان العديد منها تعرض للنهب والتخريب كما حدث مثلا لموقع اور الثالث حيث يقع في مناطق نامية تمتد عبر الصحراء الغربية .
من جانبها الكساندرا واتسيل من جامعة شيكاغو قدمت في بحثها الموسوم البنية المدنية والتاج الملكي في الذكرى الالفية الثالثة لمدينة خفاجة ما بين عام 1930 و1937 حيث كان معهد الدراسات الشرقية التابع لجامعة شيكاغو قد تولى اجراء البحوث والاستكشافات الجغرافية على اربعة مواقع في وادي نهر ديالى شمال بغداد في العراق حيث تم اكتشاف معابد دينية ومباني اثرية تعود في عهدها الى المرحلة 1800-3200 قبل الميلاد وقد تم وضع خرائط رقمية تشمل هذه المواقع وحركة السكان على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والسي كون المواقع تقع في قلب الوادي والمحاط بالنهر وهو مصدر الزراعة والاسكان والتنمية ، كما عرض صورا موضحة بالخرائط تُعد بالعشرات عن التطورات التي رافقت بناءها في العصر الاكدي الاول حتى الثلاثينيات من القرن الماضي .
وكان هناك موضوعا اخر تناول ملحمة جلجامش في النصوص التاريخية القديمة والحديثة حيث عقدت الجلسة في قاعة متحف سميشانش للباحث الشهير الدكتور كريستوفر رود من جامعة بنسلفانيا بحثا سلط الضوء فيه على النصوص الاكدية والسومرية والاشورية في كتابة الملحمة المعتمدة اصلا على الالواح الطينية البابلية وتناول ايضا مسألة الخلود والبحث عن ما هية الوجود وهو السؤال الذي طرحته الملحمة كونها السباقة في التاريخ الانساني للخوض في جوهر الوجود البشري وسر الخلود المفقود على مر العصور ، قد تم عرض فلم يدعم ذلك الجدال حيث اظهر البروفيسور ورد براعة في الاجابة على اسئلة الحضور .
وفي نهاية المؤتمر تقدم البروفيسور جبسون بمجموعة توصيات اكدها المشاركون ومنها اقامة اسبوع ثقافي امريكي عراقي تناقش فيه مساهمات العراق في بناء الحضارة الاسلامية في مختلف المجالات الادبية والفلسفية والعمرانية والفنية والعلمية لتعريف المجتمع الامريكي من خلال مثقفيه وفنانيه واكاديميه بحضارة وثقافة العراق كما كان هناك هدايا تحمل رمز الوزارة ودائرة العلاقات الثقافية والمركز قدمها مدير المركز الدكتور محمد الطريحي للباحثين المشاركين في المؤتمر والذين عبروا عن شكرهم للمركز في اتاحة الفرصة لعقد مثل هذا اللقاء التاريخي جمع كوكبة مهمة من العلماء والباحثيين والاكاديميين في قاعة المركز .
المصدر :