دبى "المسلة" …. توقعت مصادر في القطاع السياحي، أن يصل عدد سياح إمارة دبي بنهاية النصف الأول من العام الجاري، إلى 7.6 ملايين سائح، بنمو 5.1 %، مقارنة مع 7.2 ملايين خلال الفترة نفسها من العام الماضي، وهو ما يشكل استمرارية للنجاح القوي في القطاع السياحي، الذي بدأت دبي في تحقيقه منذ بداية عام 2012.
كما أكدوا أن هذه الفترة شهدت أداءً قوياً في جميع القطاعات الحيوية، التي تشكل اقتصاد إمارة دبي إلى الواجهة، وطبعاً قطاع السياحة كان في مقدمها، حيث أجمع كل المهتمين بهذا القطاع، على أن العام الحالي، سيتفوق على العام الماضي، وأن دبي في الطريق الصحيح لتحقيق رؤية 2020، التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، .
ومن المتوقع أن تحافظ المملكة السعودية والهند على مركزيهما في صدارة قائمة الأسواق المصدرة للسياح إلى دبي خلال النصف الأول، في حين سيصل متوسط الإقامة بالمنشآت الفندقية في دبي الفنادق والشقق الفندقية، خلال النصف الأول 3.8 ليالٍ، مقابل 3.6 ليالٍ خلال الفترة نفسها من العام الماضي، بزيادة 5.6 %.
وأضافت المصادر أن نسبة الإشغال في الفنادق والشقق الفندقية بدبي، قد بلغت خلال نفس الفترة 85 %، مقارنة مع 82 % في نفس الفترة من العام الماضي، كما وصلت إلى طاقتها القصوى في العديد من المناسبات، كالأعياد والمهرجانات بحسب البيان.
صدارة سعودية
من جانبه، قال محمد جاسم الريس نائب الرئيس التنفيذي لشركة الريس للسياحة والعطلات، إن شركته سجلت نمواً ما بين 5 إلى 10 % في تدفقات السياحة القادمة إلى دبي منذ بداية 2016، مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، متوقعاً أن تستمر حتى نهاية يونيو المقبل.
وأضاف أن السعودية والهند لا تزال الأسواق الأكثر تصديراً للسياح، في حين تظهر ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة والصين بقوة في القائمة، موضحاً أن دبي اليوم تعتبر أهم وجهة سياحية صيفية في المنطقة.
وأشار إلى أن الفنادق القريبة على البحار، أو تلك الملازمة للمراكز التجارية الرئيسة، كدبي مول ومول الإمارات، تعتبر الأكثر نشاطاً، خصوصاً في ظل تنامي مكانة مهرجانات دبي للتسوق، سواءً في شهر يناير أو الصيفي.
وأضاف محمد جاسم الريس، أن الفنادق الجديدة المتنوعة، والتي تم افتتاحها داخل السوق السياحي المحلي، ساعدت بشكل كبير على جذب أعداد ضخمة من السياح عموماً، والخليجيين بشكل خاص، إلى دبي. وأشار إلى أن موسم الإجازات الموجود في دول التعاون، يسهم بشكل كبير في تشجيع مواطني دول مجلس التعاون إلى السفر، لا سيما قبل فترة شهر رمضان المبارك، حيث يفضل العرب قضاء الأيام الأولى من الشهر الكريم، برفقة العائلة والأصدقاء.
أداء قوي
وقالت ميساء تركاوي مديرة العلاقات العامة في مجموعة فنادق جميرا، منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا: «شهدت فنادق مجموعة جميرا في دبي، أداءً قوياً حتى الآن خلال العام الجاري، من حيث نسبة الإشغال، التي بلغت في المتوسط بين 85 % – 90 %، ونتوقع استمرارها خلال النصف الأول». وأضافت ميساء تركاوي، أن فنادق مجموعة جميرا حول العالم، حققت ارتفاعاً في نسبة الإشغال، بلغ حوالي 3.5 % في 2015، بالمقارنة مع العام الأسبق.
أما في ما يخص العائدات، فلا شك أنها تأثرت بالضغوط التي تتعرض لها أسعار الغرف، نتيجة دخول غرف جديدة على السوق، رفعت من مستوى التنافسية، والظروف الاقتصادية المحيطة، مع تراجع أسعار النفط، وتذبذب العملات، وخاصة الروبل الروسي واليورو.
وجهة مفضلة
وقال محمد عوض الله، الرئيس التنفيذي لمجموعة تايم للفنادق، إن دبي أصبحت تعد من أكثر الوجهات جاذبية للاستثمار السياحي والفندقي، نظراً لمشروعات البنية التحتية الكبرى التي تنفذها، وتنوع المنتج السياحي، إضافة إلى دور دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، في وضع الإمارة على قائمة أفضل 5 وجهات سياحية في العالم.
وأضاف أن الافتتاحات الجديدة للفنادق، أضافت طابعاً تنافسياً قوياً في المنطقة، لكنها لم تؤثر في نسب الإشغال بشكل كبير، مشيراً إلى أن تلك الافتتاحات، تزامنت مع التطور الكبير للبنى التحتية، وافتتاح عوامل جذب سياحي عدة في الإمارة.
وأضاف أن السياحة السعودية، والخليجية بشكل عام، أصبحت تلعب دوراً كبيراً في نمو النشاط الفندقي، خصوصاً في السنوات القليلة الماضية، خصوصاً في ما يتعلق بالشقق الفندقية، التي تعد خياراً مفضلاً لهذه العائلات، حيث إن 50 % من حجوزات العائلات السعودية، تركزت على الشقق الفندقية وفنادق الـ 5 نجوم.
وأشار محمد عوض الله، إلى أن ما يميز السياح السعوديين عن غيرهم، حجم الإنفاق، مقارنة بباقي الجنسيات، والقدوم بأعداد كبيرة، تتطلب وجود غرف مرتبطة، وهذا ما تمتاز به تقريباً كل فنادق دبي وشققها الفندقية.
مهرجانات الصيف
قال نيل جورج، النائب الأول للرئيس، لعمليات الاستحواذ والتطوير في فنادق ومنتجعات ستاروود العالمية «حققت الفنادق التابعة لنا في دبي حتى الآن، خلال العام الحالي 2016، نسبة إشغال مرتفعة، فاقت 86 %، نتيجة استقبال أعداد كبيرة من الزوار من دول التعاون المجاورة ومن أوروبا، وطبعاً توقعاتنا تشير إلى نمو بنسبة 5 % خلال النصف الأول، وأكثر من ذلك بالنسبة لكامل العام».
وأضاف أن توقعاتنا للنصف الثاني من العام إيجابية جداً، مع بروز عدة عوامل تساعد على زيادة الحجوزات حول إمارة دبي، وبشكل عام، حيث إننا حالياً نشهد مهرجانات الصيف، مع بدء موسم العطلات المدرسية، وجيتكس، ومعرض دبي للطيران، ومعرض بيج فايف واحتفالات نهاية العام.
وأشار نيل جورج، إلى أن الإمارة، تمكنت بفضل رؤية القيادة الرشيدة، من تعزيز مكانتها، كوجهة جاذبة للسياح والمستثمرين من أنحاء العالم، خاصة في ضوء ما تتميز به من بنية تحتية وخدمية متطورة.
وقال إن دبي تواصل مسيرة الانتعاش الاقتصادي، بخروجها من تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، ويشهد القطاع العقاري زخماً جديداً، بالتزامن مع إقبال البنوك بفعالية لدعم الأعمال والشركات، ما يسهم في زيادة معدلات الثقة والنمو الاقتصادي الإجمالي للإمارة.
وأشار النائب الأول للرئيس، لعمليات الاستحواذ والتطوير في فنادق ومنتجعات ستاروود العالمية، إلى أن ما ساهم أيضاً في هذا الإقبال، جمالية طقس دبي خلال الفترة الحالية، بالإضافة إلى الأنشطة السياحية المتواصلة، التي تعمل على تطويرها الجهات المسؤولة، وفي مقدمها دائرة السياحة، التي تحرص كل الحرص على توفير كل سبل الراحة لكل فئات السياح، خصوصاً أن دبي اليوم تعتبر الوجهة السياحية الأولى في المنطقة ككل.
نتائج إيجابية
قال باسكال جوفان الرئيس التنفيذي للعمليات بمجموعة فنادق إنتركونتيننتال لشبه القارة الهندية والشرق الأوسط إن نتائج النصف الأول 2016 من المتوقع أن تكون إيجابية بشكل كبير وهي دليل على أن الانتعاش الذي عرفه قطاع الفنادق خلال العام الماضي لن يتوقف وسيستمر العام الحالي مؤكداً على أن نسبة الإشغال بكل فنادق المجموعة، كانت عالية، مقارنة مع أرقام العام الماضي.
وأضاف باسكال جوفان، أن فترة مهرجان دبي للتسوق، دائماً ما تحقق النسبة الأكبر، وهو أمر متوقع، أن هذه الفترة تتزامن مع معدلات إشغال فندقية عالية، بالإضافة إلى تأثيرها الإيجابي أيضاً في كل القطاعات المرتبطة بقطاع السياحة.